معَ أُولى اوراق مسقط التفاوضيةِ سَقطت كلُّ العنترياتِ الاميركيةِ ضدَّ ايران، وباتَ الرئيسُ الواقفُ على شفا الجنونِ مستعداً لتقديمِ التنازلاتِ من اجلِ التوصلِ الى اتفاقٍ مع طهران، متمنياً لاهلِها السعادةَ والازدهار، ومُعَنوناً المفاوضاتِ بعدمِ امتلاكِ ايرانَ للسلاحِ النووي، وهو ما اَعلنت طهرانُ اصلاً وطوعاً انها لا تريدُ امتلاكَه..
أُولى خطواتِ الألفِ ميل بدأها الايرانيون والاميركيون بمفاوضاتٍ غيرِ مباشرةٍ بينَ وزيرِ الخارجيةِ الايراني عباس عرقجي وموفدِ الرئيسِ الاميركي الى الشرقِ الاوسطِ ستيف ويتكوف عبرَ وزيرِ الخارجيةِ العُماني بدر البوسعيدي، وقد تَختصرُ الجديةُ والواقعيةُ مئاتِ الاميالِ اِن صَدَقت النوايا – او الحاجاتُ – الاميركيةُ للوصولِ الى اتفاقٍ يَرسُمُ علاقاتٍ نِديةً متوازنةً بينَ الطرفين.
على اطرافِ الجولةِ الاولى من المفاوضاتِ التي انتهت اليومَ وتُستكملُ الاسبوعَ المقبلَ فاضت الآمالُ بايجابيةٍ مبنيةٍ على ما نقله الوسيط العماني وردده الوفدان الايراني والاميركي معَ الحذرِ من اَن تتحكمَ الشياطينُ بالتفاصيل ..
على المقلبِ الصهيونيّ يتحكمُ القلقُ والتوترُ ببنيامين نتنياهو واعضاءٍ من حكومتِه الحاكمينَ على المنطقةِ بلغةِ الموتِ والحروبِ والدمارِ المرعيةِ من الادارةِ الاميركيةِ – لا سيما في غزةَ النازفةِ ولبنان، والخشيةُ الصهيونيةُ هي من صفقةٍ يحتاجُها دونالد ترامب مع ايران، ولو على حسابِ جموحِ احلامِ تل ابيب التوسعية.. وقبلَ ان تتسعَ التحليلاتُ فانَ الساعاتِ المقبلةَ كفيلةٌ بتوضيحِ المعلومات، والايامَ المقبلةَ كفيلةٌ برسمِ المسارات..
مفاوضاتٌ بينَ خصمينِ لدودينِ تَرسُمُ مستقبلَ المنطقة، فيما البعضُ اللبنانيُ عندَ منطقِ رفضِ الحوارِ والتفاوضِ بينَ ابناءِ الوطنِ الواحدِ على ما يُفيدُ مستقبلَ لبنانَ وقوّتَهُ وسيادتَه ومَنْعَتَه..
تماشياً مع اهدافِ العدو، تمنعُ جوقاتٌ لبنانيةٌ داخليةٌ كلَّ املٍ، وتهاجمُ كلَّ كلامٍ ايجابيٍّ بينَ اللبنانيين، وتُصِرُّ بكلِّ صلافةٍ وبذاءةٍ على التحريضِ وتغذيةِ الفتن، بل استيلادِها دونَ الاستفادةِ من نتائجِ مغامراتٍ مضَى عليها خمسونَ عاماً، هي عمرُ الحربِ الاهليةِ التي يقعُ لبنانُ اليومَ عشيةَ ذكراها باصعبِ حالٍ نتيجةَ العدوانيةِ الصهيونيةِ الاميركيةِ، والمراهقةِ او الاحقادِ الداخليةِ، التي يبدو انَ بعضَ المتلبِّسينَ بها اعتَبَرَ، والبعضَ الآخرَ لم يتّعِظْ بعد ..
المصدر: موقع المنار