كشفت دراسة حديثة نشرها موقع “شبيغل” الألماني أن الأشخاص الذين يقطنون بالقرب من المطارات معرضون إلى استنشاق كميات كبيرة من جزيئات الغبار متناهية الدقة. هذا ما أظهره نموذج حسابي مفصل أجرته وكالة البيئة الاتحادية في ألمانيا باستخدام بيانات أكبر مطار في ألمانيا وأوروبا، وهو مطار فرانكفورت الدولي. فمن أين تأتي تلك الجسيمات؟ وكيف تنتشر في المناطق المجاورة للمطارات؟
الغبار شديد الدقة أصغر بمقدار 25 إلى 100 مرة من الغبار الناعم. لذلك يمكن أن تتغلغل تلك الجزيئات الدقيقة بعمق داخل الرئتين وأن تصل إلى الدم. ورغم أنه لم يتم توضيح المخاطر الصحية لهذه المشكلة بشكل كامل حتى الآن، إلا أنه ووفقاً للنموذج الحسابي، يساهم المطار بشكل كبير في التلوث الناتج عن الغبار شديد الدقة في أحياء المدينة المجاورة، خاصةً عندما تهب الرياح بشكل متكرر في الاتجاه المقابل. وفي المنطقة الأكثر تضرراً يساهم المطار بحوالي 25 بالمائة من إجمالي التلوث بـالغبارشديد الدقة. ووفقاً لتحليل مماثل أجراه مكتب ولاية هيسن للحفاظ على الطبيعة والبيئة والجيولوجيا، يلعب اتجاه الرياح أيضاً دوراً كبيراً في تلوث الغبار، وكذلك مدى القرب من المطار. كما يمكن أن يكون التأثير أكبر مما أظهره النموذج الحسابي.
وتشير الأرقام في ظل جائحة كورونا، إلى انخفاض عدد عمليات الإقلاع والهبوط، بنسبة تصل إلى 85 بالمائة. ونتيجة لذلك، انخفضت كمية الغبار شديد الدقة في محطة القياس الأكثر تضرراً في منطقة فرانكفورت-شوانهايم بنسبة 44 في المائة. وبحسب وكالة البيئة الاتحادية، فإن النموذج الحسابي لم يلتقط بعد جميع العوامل المسببة للتلوث، فمستوى التلوث بالغبار شديد الدقة في النموذج الحسابي مرتفع للغاية رغم أن انبعاثات المطار قليلة للغاية. لذا هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث حول هذه النقاط.
من جهة أخرى قدم النموذج الحسابي أيضاً تقديراً عن مصادر الغبار متناهي الدقة، فـ90 في المائة من الغبار شديد الدقة في المطارات يأتي من محركات الطائرات، لكن نصفه فقط يتولد أثناء الإقلاع والهبوط. النصف الآخر ناتج عن حركة الطائرات وهي تسير على الأرض. لهذا تقترح وكالة البيئة الاتحادية سحب الطائرات على الأرض باستخدام القاطرات الكهربائية. كما يمكن أن يقلل التركيب المختلف للوقود من تلوث الغبار شديد الدقة، بحسب الوكالة.
المصدر: dw.com