ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 13-03-2021 في بيروت على التجاذبات حول الحكومة وجلسة مجلس النواب الذي أقرّ قوانين قروض تتصل بمساعدات العائلات الأكثر فقراً وتعديل سقوف القروض السكنيّة..
الأخبار
تأليف الحكومة في رقاد طويل
مَن يُخرِج تأليف الحكومة من فم الذئب؟
تناولت جريدة الأخبار الشأن الداخلي وكتبت تقول “لأن الشائع الآن أن الهاتف لن يرن في قصر بعبدا ولا في بيت الوسط، والشائع أيضاً أن كلا رئيس الجمهورية والرئيس المكلف غير مستعجلَين على رفع السمّاعة مقدار تصلبهما في شروط لا يتزحزحان عنها، يرقد تأليف الحكومة في نوم طويل هانئ إلى وقت غير محدد.
ينتظر رئيس الجمهورية ميشال عون مكالمة الرئيس المكلف سعد الحريري يطلب موعداً لزيارته، ما يفترض أنه يحمل إليه ما يتجاوز تشكيلة 23 كانون الأول الفائت ويوافق على شروطه. بدوره الرئيس المكلف ينتظر مكالمة رئيس الجمهورية يدعوه إلى الاجتماع به لإبلاغه عن تراجعه عن شروطه وتسليمه بالتشكيلة تلك. بإزائهما، لم يسَع الفرنسيون والأميركيون والمصريون والروس – وهم المعلومون بتحركهم أخيراً – ولا مواقف بعض السفراء المتنقلين ما بين المسؤولين، إحراز أي تقدّم للخروج من المأزق، مُكتفين بعناوين عامة عريضة: حكومة تكنوقراط تنتشل البلاد من انهيارَي الاقتصاد والنقد، مع وعود بمساعدات خارجية. وحدهم الفرنسيون مهتمون جدياً وعاجزون ومخدوعون في الوقت نفسه.
مرة أخرى عنى انسداد الحل أن القطبة المحلية لا تقلّ أهمية عن القطبة الخارجية. عن الثانية يقال إن ايران وراءها متسلّحة بنية العمد، بدليل إهمال حزب الله عقبات التأليف في انتظار الحوار الأميركي – الإيراني. يقال إن السعودية أيضاً وراءها بنية القصد ناجماً عن أن الرئيس المكلف لا يؤلف حكومة، أياً تكن، ما لم يحظَ سلفاً بموافقة الرياض عليها بعد فتح أبواب عودته إليها. الموقفان الإيراني والسعودي المعلنان سوى ذلك: الأول يقول إن التأليف شأن لبناني، لا تتدخل فيه طهران خلافاً للواقع الذي يجعلها طرفاً غير مرئي. الثاني يقول إن الرياض أدارت ظهرها للاهتمام بلبنان وللحريري الذي لم يعُد ابناً باراً لها، لا تحكم على الحكومة الجديدة إلا في ضوء تأثير حزب الله فيها مباشرة أو على نحو غير مباشر.
لم تكن هاتان الدولتان الإقليميتان كذلك في مطلع الولاية، وأخفق انتخاب عون عام 2016 في أن يمثّل تقاطعاً إيجابياً بين طهران والرياض. بل ما حدث عامذاك بداية الانفصال السياسي ما بين الحريري والمملكة التي عارضت تفاهماً إيرانياً – فرنسياً على انتخاب الرئيس الحالي، من غير أن تمنعه أو على الأقل تعرقله. عندما فاتحها الحريري في خياره الجديد، المنضم إلى خيار حزب الله في انتخاب عون، رفضته وتركته لقدره، كي تبدأ مذذاك مرحلة القصاص: أولى محطاتها التخلّي عن الوقوف إلى جانبه في حكومته الأولى. تلتها ثانيتها بعد سنة في تشرين الثاني 2017 يوم احتجازه هناك ومعاقبته بسوء معاملته – نفسياً وجسدياً كما قيل – وإرغامه على الاستقالة. ثم ثالثتها وضع اليد على عقاراته وأملاكه وشركاته وتجريده من كل ما يملك لديها، كان صنعه والده الراحل على مرّ عقود، ما خلا جنسيته السعودية. أما رابعة محطات القصاص فلا تزال متواصلة، وهي رفض استقباله في المملكة بالصفة التي يمثّلها الآن ويجول بها على دول أخرى. الواقع أن الرجل لا يزور البلاد التي يحمل جنسيتها بصفته مواطنها حتى. إلا أنها استقبلت عون على أراضيها كرئيس للبنان في أول زيارة رسمية له إلى الخارج في كانون الثاني 2017.
مضى شهر على الاجتماع الخامس عشر بين عون والحريري في 12 شباط، وأخفقا في تفاهمهما بعد قطيعة 50 يوماً على اجتماع 23 كانون الأول. مذذاك المعادلة القائمة، المجمِّدة للتأليف، لا تزال إياها: يصرّ الحريري على حصوله على الوزراء السنّة الأربعة ويقصر عليه تمثيله طائفته، أعطى الثنائي الشيعي حق تسمية وزرائه الأربعة، منح وليد جنبلاط الوزير الدرزي الوحيد رافضاً توسيع الحكومة إلى أكثر من 18 وزيراً كي يحصر به تمثيل طائفته. أضف تمسكه بحقيبتَي الداخلية والعدل، بعدما كان أبدى تساهلاً حيالهما في أحاديث سابقة مع الرئيس قبل اجتماع 23 كانون الأول.
في حجة الرئيس المكلف أن إقصاء الكتل والأحزاب المسيحية عن المشاركة في الحكومة كالتيار الوطني الحر، ومقاطعة أخرى لها كحزبي القوات اللبنانية والكتائب، لا يفضي بالضرورة إلى حصول رئيس الجمهورية على الحصة المسيحية كاملة. لذا اقترح حقيبتين لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية مع أن كتلته لا تمثّل سوى أربعة نواب مسيحيين (زغرتاويان وكسرواني وكوراني)، ناهيك بوزير للحزب السوري القومي الاجتماعي ووزير لحزب الطاشناق ووزير للحريري بالذات، ما يحيل حصة رئيس الجمهورية من المقاعد المسيحية ما تبقى منها: أربعة وزراء.
نجاح الحريري في الحصول على حكومة بمواصفات وأحجام وتوازن كهذا من شأنه، في حسبانه، توجيه رسالة إيجابية إلى المملكة يَفترض أنها ترضيها كي تفك الحجْر السياسي عنه الذي يتطلبه ويحتاج إليه أكثر من أي وقت مضى. مفاد حجته أن رئيس الجمهورية، بعدم حصوله على نصاب موصوف، يصبح صفراً سياسياً ويفقد سيطرته على حكومته.
جواب الرئيس غير المتبدّل منذ الاجتماع الخامس عشر، إصراره على ستة وزراء زائداً الوزير الأرمني (الثلث+1)، مع قبوله بترشيحه أسماء لحقيبة الداخلية يختار من بينها الرئيس المكلف. وكانا توافقا على هذه الصيغة في الجلسات الأولى في ما بينهما، قبل أن يطلب الحريري حقيبتَي الداخلية والعدل لنفسه – وكان الرئيس طلبهما له أولاً – على أن لا يشاركه عون في الاقتراح أو التسمية. مذ تسلّم مسودة 23 كانون الأول التي رفضها بكليتها، أضاف الرئيس شرطاً جديداً هو حكومة من 20 وزيراً تكسر أحادية التمثيل الدرزي. لا يزال يصرّ على فصل الثلث +1 الذي يريده عن وزيري حزب الله، اعتقاداً منه – ويجاريه الحزب في وجهة النظر هذه – بأن حليفه قد تربكه بعض الاستحقاقات ولا يسعه مجاراة الرئيس فيها داخل مجلس الوزراء، وتفاديه كذلك أيّ ارتدادات شيعية – شيعية، أو شيعية – سنّية، أو شيعية – درزية.
مآل ذلك أن حزب الله، دونما تخلّيه عن رئيس الجمهورية، يتمّسك بالحياد في النزاع الناشب بينه وبين خصومه. أما هامش دعم عون فأوسع ممّا يُظن: ليس في وارد الضغط عليه لحمله على التنازل عن مطالبه، ولا في وارد تحريضه على الحريري. تفهّم الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله موقف الرئيس بمطالبته بـ20 وزيراً لتمثيل حليفهما الدرزي طلال ارسلان. ومع أنه لم يشاطره رأيه تماماً في الثلث+1، إلا أن تأييده حكومة من 20 وزيراً تجعل الثلث +1 مضموناً بوزير درزي ثانٍ، لا بوزير مسيحي يريده الرئيس في حزب الطاشناق، مضافاً إلى حصته هو من الوزراء المسيحيين.
تلك هي المعادلة المتوازنة القائمة حتى إشعار آخر، المجمِّدة تأليف الحكومة. وهو سيظل في رقاد طويل إلى أن يرن هاتف ما.
يشي ذلك أن كلا الرئيسَين، ومن وراء كلّ منهما حلفاؤه، يخوضان معركة أيهما يُخرِج التأليف من فم الذئب.
في ظنّ كل منهما أن الآخر هو الذئب.
فضيحة صحافة واستخبارات في «إسرائيل»: أهوَ عقل «أمان» أم عقل نصر الله؟
ابراهيم الأمين
أتابع الإعلام الإسرائيلي منذ تسعينيّات القرن الماضي. كنّا نحصل على صحف العدوّ من خلال بريد خاص في قبرص. صديق لديه اشتراك في صحف «إسرائيل» يرسلها مع صديق يعمل في شركة طيران الشرق الأوسط، وينتظرها زميل تعلّم العبريّة عن بُعد. قبل أن يصل إلى بيروت مترجمون عاشوا في السجون الإسرائيلية، ثم انطلق عالم الإنترنت في بلادنا، وكانت «إسرائيل» سبّاقة، ما أفادنا في الحصول على كلّ دوريّاتها، سواء الصحافية أو نشرات دراسية أو خلافه. ولطالما تميّز الكثير من الصحافيّين والكتّاب في «إسرائيل» بمعرفة واسعة، والأهم، بدرجة عالية من الاستقلالية، برغم مقصّ الرقابة العسكريّة الصارم. وكان الأفضل في تلك الفئة من الإعلاميين الإسرائيليين، عدم الانجرار الى البروباغندا الرديئة، حتى لو اقتضت المصلحة العليا لبلادهم ذلك.
مفاجأة أمس، ليست سوى إشارة إضافية الى تدهور يحصل في «إسرائيل» على مستويات كثيرة، من بينها الصحافة نفسها. لا أعرف كيف قبلت إدارة التحرير في صحيفة «يديعوت أحرونوت» تلقّي هذه الإهانة المهنية ووافقت على إنتاج مادة كان يمكن لطالب في كلية الإعلام أن يعدّ ما هو أفضل منها لو طلب منه أستاذه إعداد بحث موجز عن شخصية عدو إسرائيل الأبرز، أي السيّد حسن نصر الله.
على مدى أيام، روّجت الدعاية الإسرائيلية لحدث صحافي سينشر يوم الجمعة (أمس) ويتعلّق بكشف شعبة «أمان» (الاستخبارات العسكرية في جيش العدوّ) معلومات مصنّفة تتعلق بالسيّد نصر الله. وتم أمس نشر التقرير المفصّل تحت عنوان «الملفّ السرّي لنصر الله، في أمان». ومع أن الموجز الذي سرّب في الأيام الماضية لم يكن يحمل عناوين مغرية، إلا أن الصدمة كانت في التقرير نفسه الذي كان من الأفضل نشره في موقع «ديبكا» وبقلم رئيس تحريره المشهور بنقص صدقيّته، غيورا شاميس، وليس عبر كاتبين مخضرمين وبارزين مثل يوسي يهوشع ورؤوفين فايس.
من المفيد الإشارة أولاً، إلى أن التقرير يستند إلى مقابلات مع عاملين في «أمان»، وهي أكبر الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية وأكثرها كلفةً من حيث الموازنة. ويتركّز نشاطها حول جمع وتحليل المعلومات العسكرية من خلال المصادر المختلفة، وتتولّى مهمة تشخيص الإنذار المبكر ضد الحرب والأنشطة العسكرية المعادية بشكل عام. إضافة إلى أنها مكلّفة بإعداد التقدير الاستخباري الاستراتيجي لوضعه أمام صانعي القرار في «إسرائيل». ولذلك يجري وصف «أمان» بأنه جهاز «التقدير القومي» لدى العدوّ، ولأوراقه دور بارز في صياغة سياسات تل أبيب تجاه الأطراف المعادية. ويشكّل قسم الأبحاث (الذي ينتمي إليه الضبّاط الذين أجروا المقابلة) نواة «أمان»، بوصفه الجهة التي تتجمّع فيها كلّ المواد الاستخبارية الواردة ليقوم بمعالجتها وتحليلها واستخلاص التقديرات اللازمة منها. ومن بين هؤلاء، عناصر من متخرّجي برنامج «حبتسالوت»، وهو البرنامج العَلَم لسلاح الاستخبارات الذي يجمع بين الخدمة الدائمة ودراسات العلوم السياسية وعلوم الشرق الأوسط، بالاندماج مع الأقسام التحليلية الآتية: علوم الكومبيوتر، الرياضيات، الاقتصاد والسياسة. ويتطوّع لاختبار برنامج «حبتسالوت» (تعني بالعربية زهرة الزنبق أو النرجس، سبق أن ذكرت في التوراة وطبعت على عملة الشيكل) نحو 50 متدرباً ومتدربة سنوياً، يتمّ العمل على تأهيلهم لدور ضباط الاستخبارات الرائدين الذين يتعاملون مع القضايا المركزية على جدول الأعمال الوطني والعسكري.
حقيقةً، يحتار المرء في تقييم الصحافيين الذين نشروا التقرير للذين قدّموا لهم المعلومات. كان عليهم التدقيق فعلياً عمّا إذا كانوا أمام محلّلين وضبّاط جهاز محترف، أم أمام مجموعة هواة يحترفون الرصد الإعلامي. وبداهةً، كما يحلو لهم القول تكراراً، كان على الصحافيين إدراك أن «إسرائيل» في قلب معركة محتدمة وقاسية جداً. وفي هذه الحالة، لا تخسر الاستخبارات معلومات ذات قيمة من دون ضمان نتائج توازي أهمية المعلومة. وهذا ما ظهر في مضمون التقرير الذين يمكن الجزم بأنه «يخلو من أي معلومة ذات طابع استخباري»… لم تقدم لكم «أمان» أي معلومة ذات قيمة استخبارية، وهو أمر بالمناسبة يمكن فهمه لمن يعيش في قلب صراع بهذا الحجم. وحتى لا يتكرر الاستخفاف بكم مرة جديدة، سأروي لكم ماذا يجري من صوبنا نحن. هل تعتقدون مثلاً أن أجهزة الأمن السياسية والعسكرية التابعة للمقاومة، يمكنها أن تتسلّى بما يؤذي احترافيّتها عبر ضخّ معلومات ساذجة وسخيفة في الإعلام بقصد التبجّح؟ كان يفترض بصحافيّي العدوّ المحترفين ألّا يقعوا في هذا الفخ، وأن تتصرّفوا ــــ وإن كان هذا الكلام لا يُسعدكم ــــ بمنطق التماثل. وأنا أفيدكم هنا، بأنه لا يجدر بكم تخيّل أن حزب الله مستعدّ لمنحنا مقابلة مع متخصّصين في رصد قيادات العدو الاستراتيجيين، وتوفير تحليلهم ومعطياتهم لنا… أبداً هذا لن يحصل!
لكن، لنعد قليلاً إلى يوم قبل نشر التقرير، حين جرى حوار في القناة 12 الإسرائيلية حول التقرير. وفيه يسأل المحاور عن الهدف من التقرير، فيأتي الجواب مباشرة ومن دون تحضير على لسان يعقوب أخيمئير، وهو صحافي مخضرم ومقدم برامج سابق في قناة «كان»: التبجّح، التبجّح…
يحاول آفي بنياهو، وهو ناطق باسم الجيش الإسرائيلي سابقاً كبحَه بالردّ: كلا. لكن أخيمئير يكمل حديثه: كل أسبوع هناك مسرح، يقول لنا نجحت ونجحنا وفتحنا ملف نصر الله، كفى، حقاً كفى!
لكن بنياهو يحاول رتق الموقف: من الممكن أننا نريد أن نريه إلى أيّ مدى هو مكشوف، ومن الممكن أن هناك أموراً أخرى مكشوفة، كي يعلم بألّا يتعاطى معنا. كل ذلك عمل استخباري، تخفيض التصنيف الأمني لمعلومات استخبارية من أجل احتياجات عملانية، أفترض أنه يوجد هنا اعتبار من هذا النوع، لم يقم أيّ أحد بأيّ أمر سياسي إن قام طاقم من عناصر الخدمة النظامية في وحدة الأبحاث في أمان..
ومع ذلك يعود أخيمئير ليصدم الحضور: أكره هذا التبجّح كثيراً، بالتأكيد الأسبوع المقبل أيضاً سيكون هناك «انتصرنا» مرة أخرى…
الأمر هنا ليس سباقاً بين من يسجّل النقاط على الآخر. المسألة هنا في التواطؤ السيئ بين الصحافة وأركان المؤسسة العسكرية والأمنية في «إسرائيل» لمواجهة «عجز ما» أو حتى «عقدة نفسية». وهو عجز يتّصل بعدم قدرة العدوّ، ليس على عدم تحمّل تعاظم قوة المقاومة العسكرية وحسب، بل أيضاً على عدم تحمّل الموقع المتقدّم جداً الذي يحتلّه نصر الله في الوعي عند الجمهور الإسرائيلي، وليس حصراً عند أهل القرار في «إسرائيل». ويبدو أن حجم الأضرار والخشية لدى الجمهور الإسرائيلي، هو ما دفع بالقيادة العليا للجوء إلى الاستخبارات العسكرية، من أجل الترويج لبعض المفردات حول شخص السيد نصر الله، وإنْ مع إقرار لا بدّ منه، بصدقيّته وجدّية تهديداته وقدرته على تنفيذها، وتحديداً ما يتّصل باستهداف العمق الإسرائيلي.
ماذا يريدون أن يقولوا لنا؟ هل هي رغبة في ادّعاء المعرفة لدى الاستخبارات العسكرية، الى حدّ الزعم بأنه لم يبق شيء لا تعرفه «إسرائيل»، حتى لو كان في خانة النيّات المبيّتة، ومن دون أن يسأل من يفترض أنه يجري مقابلة: كيف لإسرائيل ألّا تُجهز على قيادة حزب الله دفعة واحدة ومن دون بصمة، طالما هي قادرة على معرفة النيّات في الصدور، وليس حصراً أماكن وجود قادة حزب الله وتدابيرهم…
ماذا يعني أن تخرج المقابلة مع 15 ضابطاً ومتخصّصاً وباحثاً ــــ يعملون ليل نهار لجمع المعلومات عن نصر الله وتحليلها ــــ بهذه المعطيات التي لا تزيد عمّا هو موجود في الإعلام العربي عن حزب الله وأمينه العام وعن عائلته وما يرتبط به، صحيحة كانت أو مختلقة أو محوّرة، وجرى عرضها للجمهور الإسرائيلي في سياقات محدّدة وموجّهة، للإيحاء بالقدرة على تحصيل المعرفة والربط بين الأمور، ومن بينها مقابلة نصر الله مع «الأخبار» عام 2014.
«أمان» تعرف الكثير، غير ما أعطته للصحافيين الإسرائيليين. وحتى لا تخرجوا من المولد بلا حمّص، سأفيدكم بالآتي:
نصر الله لا يعيش تحت الأرض، وهو يسافر خارج لبنان، ويتنقّل بين المدن والقرى وفي الشوارع والأحياء. ولديه فرق متخصّصة في كلّ شيء، وجدول أعمال فيه من جو بايدن إلى مختار ميس الجبل ورئيس المجلس المحلّي في مستوطنة شلومي.. وبالمناسبة، يداه تلامسان الأشجار دوماً!
اللواء
«تأليف الحكومة» على همة المشاورات الدولية.. والراعي لحشد الدعم «لـ مؤتمر الحياد»!
الدولار يطيح بتشريع القرض الدولي.. والمحاصصات تهدّد مساعدات العائلات الفقيرة
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “لم تنج الجلسة التشريعية التي أقرت قرض البنك الدولي لدعم الأسر الفقيرة من «اشتباك تشريعي»، استمر بين الرئاسة الثانية وكتلة «الجمهورية القوية»، التي اتخذت قراراً بالمقاطعة، في حين قايض «تكتل لبنان القوي» الذي يرأسه النائب جبران باسيل على مشاركة عشرة نواب من تكتله، مقابل إحالة اقتراح قانون إعطاء سلفة لكهرباء لبنان لشراء الفيول للحؤول دون الوقوع في «كارثة العتمة» التي بشّر بها من بعبدا امس الاول وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر إضافة إلى اقتراح قانون استرداد الأموال المنهوبة. ولم يخل هذا الغياب من أخذ ورد من ردة فعل الرئاسة الثانية، إذ عبّر المعاون السياسي لرئيس المجلس نبيه بري عن انتقاده واستيائه من مشاركة بعض الكتل في الجلسات التشريعية على «القطعة».
تدويل أزمة التأليف
حكومياً، لاحظت مصادر سياسية انحسار فاعلية الاتصالات المحلية لإعادة تحريك عجلة تأليف الحكومة الجديدة،برغم كل محاولات الترويج لمبادرة يعمل على تسويقها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم لدى مختلف الاطراف المعنيين بعملية التشكيل، والتي تبين ان وراء تلميعها اعلاميا، جهات مقربة من الفريق الرئاسي لاظهار رئيس الجمهورية بالمنفتح والمتجاوب مع هكذا مبادرات ولابعاد مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة العتيدة عن الرئاسة الاولى ومحاولة الصاق تهمة التعطيل برئيس الحكومة المكلف سعدالحريري خلافا للواقع.
ولكن نفي الأطراف المعنيين طرح مثل هذه المبادرة على اي منهم، افشل هذه المحاولات. وتعتبر المصادر انه ازاء تعثر الاتصالات والمحاولات المحلية لتحقيق اختراق في عملية تشكيل الحكومة، يبدو ان المعالجات لازالة العراقيل امام ولادة الحكومة اصبحت خارجية وتتولاها كل من فرنسا وروسيا بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية وايران ودول الخليج العربي، ولاحظت المصادر بأن هذا التنسيق والتشاور بين هذه الدول التي لها حضور فاعل بالمنطقة وتحتفظ بعلاقات جيدة مع معظم الاطراف اللبنانيين، بات يشكل عامل ضغط قوي على الاطراف في لبنان وتحديدا الذين يعرقلون تشكيل الحكومة وعلى الاخص منهم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وفريقه السياسي. وهذا الضغط الذي يتلاقى مع اتصالات متواصلة تجريها روسيا مع ايران وحزب الله،بالتوازي مع الحراك الذي يقوم به البطريرك الماروني بشارة الراعي مع الاطراف السياسية بالداخل ومع الخارج وتحديدا مع الدول المؤثرة والصديقة للبنان لتسريع الخطى لإنجازالتشكيلة الحكومية قد يعطي نتيجته لاحقا،لاسيما وان البطريرك باشر اتصالاته مع العديد من العواصم لتحديد مواعيد لزيارات يقوم بها لاحقا لتقوية ودعم الجهود للبحث في المبادرة التي اطلقها بالدعوة لمؤتمر دولي لحل الازمة اللبنانية.
وشكلت فرصة زيارة السفيرة الأميركية دوروثي شيا إلى بيت الوسط للتباحث في كيفية الخروج من المأزق وسط معلومات عن ليونة أميركية تجاه تمثيل «حزب الله» في الحكومة العتيدة. واعتبرت مصادر سياسية مطلعة لـ»اللواء» ان الانطباع السائد في حركى تأليف الحكومة، هو ان العمل لا يسير بالسرعة المطلوبة وكأن الإشارات المطلوبة للانطلاق نحة البحث الجدي لم تتوافر بعد.
ورأت المصادر نفسها أن الانفجار الاجتماعي يقترب بعد رفع الاسعار وانعكاسات سعر الصرف مشيرة إلى ان أصداء كلام وزير الخارجية الفرنسي تتردد لكن الحل لم يتبلو واللقاء بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف لأي نقاش حكومي لم يعرف مصير موعده بعد. واوضحت ان الحركة في الشارع يرجح لها ان تتعاظم كلما ضاقت الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية اكثر، ولفتت إلى ان الظروف باتت أكثر قساوة ودعت إلى ترقب التحركات الخارجية وانعكاساتها على الملف الحكومي بطريقة او بأخرى.
وسط ذلك استمر فريق بعبدا في السجال سواء على المستوى الروسي أو حتى العربي، بما في ذلك المستوى المحلي، مع التأكيد على عدم حدوث أي تقدم. ولم يخف مصدر نيابي أن فريق بعبدا لن يكون منزعجاً إذا اعتذر الرئيس الحريري عن التأليف ويغمزان من قناة حزب الله لجهة دعم ترشيحه لتأليف الحكومة.
ومع تجاوز سعر صرف الدولار الـ11 الف ليرة أمس، وعلى وقع تحركات شعبية وتظاهرات سلمية في بيروت وقطع بعض الطرقات فترة بسيطة من الوقت، بقي الجمود الحكومي مسيطراً على الوضع العام، ويكفي ما قاله النائب علي حسن خليل بعد جلسة المجلس، أمس، وبعد لقاء الرئيس المكلف سعد الحريري يوم الاثنين الماضي: من أنه لا شيء يبشر بحكومة قريبة، وأنا لا أنعى إنما لا بد من العمل على انتظام العمل داخل المؤسسات. لكن الرئيس نبيه بري في متابعة دائمة للمساعي وهو قلق جداً من تعاطي القوى السياسية مع تشكيل الحكومة، وهو في صلب النقاش المفتوح حتى الوصول إلى تشكيل الحكومة.
لكن مصادر مطلعة على تحرك اللواء عباس إبراهيم الذي لم يلتقِ بعد الحريري، أكدت لـ»اللوء» أن «المسعى مستمر وكل خطوات اللواء إبراهيم مدروسة ويسودها التكتم حتى لا تفشل مساعيه». وقالت: «الأجواء إيجابية برغم كل شيء لأنه لا توجد عقبات داخلية كبيرة. لكن المفروض الإسراع في تشكيل الحكومة حتى لا ينهار الوضع أكثر، ولحفظ لبنان من السقوط نهائياً لأن البلد أهم من كل المناصب ويجب ألّا يكون التقاتل على المناصب والحصص بل على مصلحة البلد».
وحسب مصادر أخرى متابعة، أن الرئيس بري سيعمل على خرق الجمود وتليين المواقف وتحقيق التقارب. وهو على اتصال دائم بالحريري، ومطّلع على مواقفه ومعطياته التي تفيد بأن لا تعقيدات خارجية تعيق تشكيل الحكومة.
وقال نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش: «إن أي طرح ممكن أن يؤدي إلى تشكيل الحكومة بالطريقة التي يتكلم عنها سعد الحريري مُرحّب به، وكشف أنه لم تُطرح أي مبادرة من اللواء عباس إبراهيم على الحريري. والحريري ينتظر اتصالاً من بعبدا إذا كان هناك قبول بأي مبادرة أو أي تعديل لمناقشته والمضي بالتشكيلة المُتّفق عليها». وأضاف: «ربما تكون مواقف وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان رسالة إلى الرئيس المكلّف لكنها رسالة معمّمة، ونحن لا نريد إقصاء التيار الوطني الحر بل نتوجه إلى تمثيل بحسب الأحجام».
اللواء ابراهيم
وفي إطار تحركه المستمر، زار اللواء عباس إبراهيم، أمس، رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في منزله، مطمئناً إلى صحته، وأطلعه على آخر التحركات التي يقوم بها. وأثنى الشيخ قبلان على «جهود اللواء إبراهيم، ودعا له بالتوفيق في ما يقوم به، آملاً أن تتكلل جهوده في التوصل إلى قيام حكومة باتت من الضرورات الوطنية الماسة لإنقاذ البلد».
كذلك زار اللواء ابراهيم المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في حضور المفتي الشيخ عباس زغيب. بعد اللقاء، أوضح المكتب الإعلامي في دار الإفتاء أن «اللواء إبراهيم أطلع المفتي قبلان على آخر المستجدات في المساعي التي يجريها لجهة تقريب وجهات النظر بين المسؤولين عن تأليف الحكومة. وكان تأكيد على ضرورة تكثيف الجهود لبلوغ عملية التأليف في أقرب وقت ممكن، لأن البلد لم يعد يحتمل كل هذا التحلل بمؤسسات الدولة ولا كل هذا الضيق الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي. كما لا يجوز أن يكون أي منصب أو أي مركز في الدولة أهم من مصير البلد». وأكد المفتي قبلان «ضرورة تنازل الأطراف السياسية المعنية بعملية تشكيل الحكومة وتقديم كل التسهيلات من أجل ولادتها قبل الانفجار الكبير».
تحركات مضبوطة
ونظمت مجموعات من الحراك المدني عصر امس، اعتصاما أمام وزارة الداخلية في بيروت – الصنائع بعنوان «معاً من أجل حكومة انتقالية انقاذية». وانطلقت من أمام الوزارة بمسيرة إلى أمام مصرف لبنان وصولاً إلى مجلس النواب. وهتف المتظاهرون ضد السياسة المالية والاقتصادية وتردي الأوضاع المعيشية والمنظومة الحاكمة، وأكدوا رفضهم «ركوب الأحزاب لتحركهم».
ومع وصول مسيرة الحراك المدني إلى أمام مجلس النواب في وسط بيروت، ردّد المشاركون شعارات منددة بـ»السلطة وما آلت اليه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية». ورمى بعضهم مفرقعات باتجاه ساحة المجلس.
تزامناً، أفيد أن محتجين قطعوا أوتوستراد الجية في الاتجاهين، قبل أن يُعيد الجيش لاحقاً فتحها. كما قطع السير على طريق عام تعلبايا بالاتجاهين، وأعيد فتحها لاحقاً. كذلك، قام عدد من الشبان بقطع مسلكي أوتوستراد طرابلس بيروت عند جسر البالما بالعوائق والحجارة، احتجاجاً على الغلاء وارتفاع سعر صرف الدولار. وأفيد لاحقاً عن إعادة فتحها.
وفي السياق المطلبي، التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب في السراي الحكومي رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الأسمر على رأس وفد، وقال الأسمر بعد اللقاء: «اللقاء مع الرئيس دياب تمحور حول ضرورة تشكيل حكومة فورية انقاذية وإصلاحية، حكومة طوارىء تواكب الحالة الاقتصادية الصعبة التي وصلنا إليها. نطالب بحكومة ترسي حدًا أدنى من الاستقرار السياسي يمهد لمعالجة المشكلات الاقتصادية. إن الواقع اليوم، وخصوصاً على الطبقة العمالية وعلى مجمل الفئات اللبنانية مرير. فالقدرة الشرائية تضاءلت والرواتب تبخرت والتضخم بلغ 85 في المئة. من هنا ندعو إلى ضرورة تصحيح الأجور في القطاعين الخاص والعام، وإلى بعض العطاءات والتقديمات الاجتماعية، من حجم تعويضات النقل والتعويضات العائلية وكذلك المنح المدرسية. كلها أمور يجب أن تتحقق لتساهم بمساعدة المواطن، وكل شيء خارج إطار تأليف الحكومة بحث في العدم. إن الاتحاد العمالي سيواكب التطورات وسيلجأ إلى الشارع للضغط من أجل تأليف حكومة.
الجلسة
وعلى الرغم من التأزم السياسي الحاصل حول عملية تأليف الحكومة، فإن الجلسة التشريعية التي انعقدت في قصر الأونيسكو بقيت في منأى عن هذا التأزم، حيث غاب الكلام في السياسة وانحصرت المداخلات النيابية بالتشريع، وقد خيّم التفاهم على أجواء قاعة الأونيسكو وهو ما أدى إلى إقرار جدول الأعمال المؤلف من ثلاثة بنود بأقل من ساعة ونصف الساعة من دون أن يطرح رئيس مجلس النواب نبيه بري أي اقتراح قانون معجل مكرر من خارج جدول الأعمال.
ولم يشهد مشروع قانون الموافقة على إبرام اتفاق قرض بين لبنان والبنك الدولي للإنشاء والتعمير لتنفيذ المشروع الطارئ لدعم شبكة الأمان الاجتماعي للاستجابة لجائحة كورونا والأزمة الاقتصادية أي جدال نيابي حيث تم إقراره كما عدّلته اللجان النيابية المشتركة، بعدما ردّت نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع زينة عكر على بعض الملاحظات النيابية المتعلقة بالمعايير والإيضاحات التي طلبوا تسجيلها في محضر الجلسة، وقيمة هذا القرض 246 مليون دولار لدعم العائلات الأكثر فقراً.
كذلك أقرَّ المجلس مشروع قانون اتفاق قرض بين لبنان والبنك الدولي للانشاء والتعمير «لدعم الابتكار في مشاريع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة»، والاقتراح الرامي إلى الإجازة للحكومة تعديل الملف رقم (3) من الاتفاقية المجاز إبرامها بموجب القانون رقم 180 تاريخ 12 حزيران 2020. وقد قاطع الجلسة نواب «الجمهورية القوية» والنائب جميل السيد.
وإزاء هذا اللغط والجدل، الذي دار في الجلسة النيابية، أعربت مصادر دبلوماسية دولية عن مخاوفها من أن يؤدي التنازع على الحصص إلى تهديد استفادة الأسر الفقيرة.
أهالي الطلاب في الخارج
تربوياً، نفذ أهالي الطلاب اللبنانيين في الخارج اعتصاماً في محيط الاونيسكو. وأكد الأهالي ان «طلابنا في الخارج بالآلاف ويجب تنفيذ قانون الدولار الطالبي وتحركاتنا مستمرة حتى تحقيق مطالبنا». كما نفذت «رابطة أهالي طلاب لبنان في الاغتراب» اعتصاماً في شتورا، للمطالبة بتنفيذ القانون رقم 193. وتم قطع الطريق وتحويل السير إلى الطرق الفرعية.
وأصدرت الرابطة بياناً جاء فيه «إننا نعيش في غابة دستورها البقاء للأقوى، إن سياسات الدولة المتراخية، وسياسات المصارف الجشعة دفعتنا للسعي لأخذ حقوقنا عنوة وذلك لإنفاذ القانون 193 المتعارف عليه بقانون الدولار الطالبي، كما انها تضعنا في مواجهة صدامية مع موظفي الفروع، في حين ان التعنت هو السمة الطاغية على سلوك الإدارات المركزية للمصارف التي تتمنع عن اجراء التحويلات بمقتضى القانون 193 الصادر حسب الأصول عن السلطتين التشريعية والتنفيذية». وختم: «لا تراهنوا على تعبنا ويأسنا».
المتعاقدون
كذلك، نفذ الأساتذه المتعاقدون في التعليم الأساسي اعتصاماً أمام وزاره التربية بالتزامن مع انعقاد الجلسة للمطالبة بـ»العقود وساعات العمل»، على الرغم من عدم إدراج قضية المعلمين على جدول أعمال هذه الجلسة.
وحضر الأساتذة من مختلف المحافظات والأقضية، وتحدثت باسم اللجنة الفاعلة نسرين شاهين فقالت: «تخطينا مرحلة الوجع لنطالب بأبسط الحقوق واحتساب العقود المبرمة مع الدولة التي تنص على عدد ساعات محددة خلال العام الدراسي».
ورأت شاهين: «إن قرارات وزير التربية التي اتخذها في تأخير العام الدراسي واعتماد 26 أسبوعاً بدل 34 أسبوعاً وتقليص الدروس إلى النصف أدى إلى تطيير العقد للأستاذ إلى النصف». ولفتت إلى أن «وزير التربية لم يستقبل المعلمين في 11 شباط الماضي وأرسل القوى الأمنية ومكافحة الشغب».
وسألت الوزير: «تقول هؤلاء أولادي فليأتوا إلى الوزارة. هذا السؤال برسمك نحن سلميون نحمل ورقة وقلماً ونطالب بحقنا». وأشارت شاهين إلى أن «الكتل السياسية والحزبية في المجلس النيابي وعدت بإدراج اقتراح القانون المعجل المكرر الخاص بالأساتذة في هذه الجلسة، لكن علمنا أنهم اختلفوا بالأمس على العديد من الاقتراحات والقوانين». وأشارت الى الاستمرار بالاضراب المفتوح.
الحراك المركزي
وبانتظار العودة إلى الساحات اليوم، كما أعلن سابقاً، عادت مجموعات الحراك إلى قطع الاوتوسترادات التي تربط المحافظات بالعاصمة، من الجية إلى البقاع، على أن الأبرز كان التجمع أمام وزارة الداخلية في الصنائع وانطلقت في مسيرة بعنوان «معاً إلى الشارع من اجل حكومة انتقالية انقاذية» باتجاه مصرف لبنان وصولاً إلى مجلس النواب، حيث عمد محتجون إلى رمي الأخشاب المشتعلة باتجاه باحة المجلس، وتصدت لهم القوى الأمنية.
وشارك في التجمّع والمسيرة مجموعات من: «الشعب يريد إصلاح النظام»، «وعي»، حركة «الشعب»، حزب «الخضر اللبناني»، «إئتلاف بناء الدولة»، «الشعب يقاوم الفساد»، «لوطن»، «تكتل الثوار الأحرار»، «المنتدى الاجتماعي»، حركة «النهضة»، «المبادرة الوطنية»، رابطة موظفي الإدارة العامة، «معاً لأجل لبنان – الهرمل»، «الكتلة الوطنية الصلبة – الهرمل»، «ثوار ساحة الشهداء»، ورفعت سلسلة مطالب أبرزها: «حكومة انتقالية ذات صلاحية تشريعية استثنائية من خارج منظومة النهب والفساد».
لجنة كورونا
وعلى الصعيد الوبائي، ومكافحة الفايروس، ترأس رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب اجتماعاً للجنة الوزارية لمتابعة وباء كورونا.
وبعد الاجتماع، قال وزير الصحة في حكومة تصريق الأعمال: «تمّ التطرّق إلى مواضيع الساعة، خصوصاً لجهة تقييم الواقع الوبائي. للأسف، رأينا أن تخفيف الإجراءات في بعض المناطق تجاوز الحد المسموح به. ولذلك، ارتفع عدد الإصابات في هذه المناطق، وخصوصاً خارج بيروت وجبل لبنان وكسروان. نتائج الفحوص بعد قرار الإقفال أظهرت أن نسبة الحالات الإيجابية في بيروت وجبل لبنان انخفضت إلى 17 في المئة، وعدد الفحوص التي تجريها وزارة الصحة ميدانياً وفي مراكز المستشفيات الحكومية تفوق الـ20 ألف فحص يومياً».
وتابع: «في خصوص لقاح أسترازينيكا، من المتوقع أن تصل كميات منه على النحو الآتي: 92 ألف لقاح من منظمة الصحة العالمية عبر منصة كوفاكس. وفي نهاية آذار، سيصلنا 125 ألف لقاح. وخلال الشهر المقبل، ستصل اللقاحات بالوتيرة نفسها. يصلنا أيضا كل أسبوع العدد المحدد والمعلن عنه سابقاً من لقاحات فايزر. وصباح اليوم (أمس)، عقدنا ورشة عمل في الوزارة وسيكون لدينا 32 مركزاً معتمداً للقاح أسترازينيكا». ونأمل مع إطلاق هذا اللقاح، وبالتزامن مع لقاح «فايزر»، أن تصبح وتيرة التلقيح أسرع في كل المناطق اللبنانية. ولذلك، نطلب من المواطنين تسجيل أسمائهم».
وأردف: «بالنسبة إلى ما يُثار حول لقاح أسترازينيكا، نقول إن هذا اللقاح اعتمدناه بعدما اعتمدته منصة كوفاكس ومنظمة الصحة العالمية، الواضح حتى الآن أن الدول الأوروبية الكبرى توصي الاستمرار باستخدامه.
وقال الوزير حسن: «تربوياً، عقدنا اجتماعاً برئاسة الرئيس دياب وحضور وزيري التربية والاتصالات، ونحن ندرك أهمية عدم خسارة العام الدراسي الحالي خصوصاً لناحية إجراء الامتحانات الرسمية للشهادتين الثانوية والمتوسطة. ستواكب وزارة الصحة الإجراءات الصارمة الواجب تطبيقها. لدى وزارة الصحة خطة تربوية صحية ستطبقها عبر كل مراكز الترصد الوبائي بكل المحافظات والأقضية، إضافة إلى مواكبة مباشرة من قبل أطباء وزارة الصحة ورؤساء المصالح وأطباء الأقضية في كل المحافظات، وستكون هناك توصية لتغيير الأولويات، خصوصاً في ما يتعلق بأساتذة المرحلتين المتوسطة والثانوية لاعتماد أسلوب معجل لتلقيحهم قبل الموعد المحدد لعودتهم إلى مقاعدهم الدراسية، وسنقوم بالإجراءات اللازمة لمواكبة هذا الموضوع بالسرعة الممكنة».
وفي السياق، كشف رئيس اللجنة الوطنية للقاحات كورونا عبد الرحمن البزري عن انتظار دفعة لقاح «استرازينيكا» لصالح الجامعة اللبنانية من معهد إنتاج اللقاح في الهند والعالم «سيروم اينستيتيوت أوف إنديا».
411839 إصابة
صحياً، أعلنت وزارة الصحة، في تقريرها اليومي، عن تسجيل 2930 إصابة جديدة بفايروس كورونا و48 حالة وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 411839 إصابة، مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.
البناء
تركيا ومصر لتسوية أزمة العلاقات… وموسكو ترسم إطاراً لتسريع عودة النازحين
مجلس النواب يقرّ قروض البنك الدوليّ… وخليل للتيار الحر: اسألوا رؤساء اللجان
سلفة الكهرباء للتجزئة بغياب حكومة… و«القوميّ» يحيّي القضاء بكشف جريمة كفتون
صحيفة البناء كتبت تقول “مساران إقليميّان يسيران بالتوازي، واحد ترسمه تركيا بقرار الانفتاح على مصر ودول الخليج، والثاني ترسمه موسكو بالسعي لبلورة إطار لتحصين الوضع في سورية، عبر الجمع بين مساعي الحل السياسي، وعودة سورية الى الجامعة العربية، وتفعيل فرص عودة النازحين. وفيما يبدو المسار التركي مفتوحاً على الجبهة اليمنيّة، حيث يدفع الأتراك بعناصر الأخوان المسلمين وتنظيم القاعدة من سورية وليبيا الى اليمن لتدعيم مواقع داعمة للسعودية مهدّدة بالانهيار أمام أنصار الله، وعلى الجبهة الليبيّة حيث يسعى الأتراك لصرف عائد تدخلهم العسكريّ بحجز مقعد فاعل في الصيغة السياسية المقبلة لليبيا، يبدو المسار الروسيّ مفتوحاً على تفاهمات مع دول الخليج ومصر تحت عنوان عودة سورية الى الجامعة العربية، وعلى تفاهم مع تركيا وقطر لتسريع عمل اللجنة الدستوريّة تحت سقوف متفق عليها مع الدولة السورية، وعلى تفاهم دولي يتيح رفع الفيتو الأممي عن تقديم المساعدات للنازحين السوريين العائدين الى بلدهم سورية.
المسارات الجديدة إقليمياً لا يغيب عنها المسار اليمني الذي يبدو أنه سيقرر نتائج الاختبارات الأميركية لفرض توازنات تحكم مستقبل السعي لرسم سقوف تحكم التفاوض حول الملف النووي مع إيران، بالاستناد إلى الدعم التركي للسعودية في حرب اليمن، ما يجعل الشهر الحالي فاصلاً في رسم معادلة الخليج من بوابة مأرب، ومستقبل القصف اليمني للعمق السعوديّ، وهذا الشهر سيكون فاصلاً أيضاً في رسم سقوف المسار التفاوضيّ حول الاتفاق النووي الإيراني، بعدما توقعت إدارة الرئيس بايدن اقتراب إيران من امتلاك مقدرات إنتاج سلاح نووي خلال شهر نيسان.
في هذه المناخات الإقليميّة يحاول اللبنانيّون تلمّس طريق استيلاد حكومة جديدة، وتتصاعد الضغوط الخارجيّة والمساعي الداخليّة لحلحلة العقد، حيث تتجمّع الخيوط الخارجيّة والداخليّة عند رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي ينتظر المعنيّون بالملف الحكوميّ تبلور مبادرة جديدة يقارب من خلالها العقد المستعصية، بعدما قالت مصادر متابعة للملف الحكومي أنه تحقق من عدم وجود أسباب تعيق خارجياً تجاوب الرئيس المكلف سعد الحريري مع معالجة العقد الداخلية، خصوصاً لجهة تمثيل حزب الله.
التجاذبات حول الحكومة ظهرت في جلسة مجلس النواب الذي أقرّ قوانين قروض تتصل بمساعدات العائلات الأكثر فقراً، وبدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتعديل سقوف القروض السكنيّة، فكانت مقاطعة القوات اللبنانية ونصف مقاطعة التيار الوطني الحر، مناسبة لتوجيه رسائل استدعت رداً من رئيس المجلس بلسان معاونه النائب علي حسن خليل الذي دعا القوات ضمناً لاستقالة نوابها إذا كانت لا ترى جدوى من العمل التشريعيّ، ودعا التيار الوطني الحر لمساءلة رؤساء اللجان المنتمين لصفوفه خصوصاً بصدد مصير اقتراحات القوانين التي يتهمون رئاسة المجلس بحجزها وعدم طرحها على الهيئة العامة.
التجاذبات ستحضر في جلسة اللجان النيابية المشتركة الثلاثاء المقبل لمناقشة طلب سلفة كهرباء لبنان لشراء الفيول، حيث يرى نواب التيار الوطني الحر أن إقرارها يحرّرهم من الضغوط لتقديم تنازلات في الملف الحكوميّ، ويراها نواب كتل أخرى فرصة للقول إن البلد يمكن تسييره من دون حكومة، ورجّحت مصادر متابعة للملف أن توافق اللجان على طلب السلفة بعد تجزئتها، وترك إقرار قيمتها الكاملة للموازنة التي يطالبون حكومة تصريف الأعمال بإقرارها وإرسالها، كما ستكون مهمة إقرارها من أولى مهام الحكومة الجديدة، ما لم تقرّها حكومة تصريف الأعمال.
قضائياً كان القرار الاتهاميّ في جريمة كفتون موضوعاً لبيان للحزب السوري القومي الاجتماعي رحّب خلاله بالإنجاز القضائي مستذكراً شهداءه الذين قدّموا دماءهم دفاعاً عن لبنان في مواجهة مخطط إرهابي كان يستهدف الأمن الوطني.
كل المؤشرات والمعلومات من دوائر القرار تؤكد أن الأمور لا تزال معقدة وان لا حكومة في المدى المنظور رغم كل ما يُحكى عن وساطات محلية يقوم بها المعنيون، وبينما رشح ان رئيس مجلس النواب طرح مبادرة جديدة لتأليف الحكومة من 20 وزيراً، رأت مصادر عين التينة لـ «البناء» ان ما يقوم به الرئيس بري من مساع يصبّ في خانة تأليف حكومة بأسرع وقت تحفظ التوازنات من جهة والمعايير والاختصاص من جهة أخرى، لافتة الى أن جهود بري سوف تصب في خانة تقريب وجهات النظر وبالتالي تليين المواقف. وشددت المصادر على ان ليس هناك من دلائل تشير الى رفض خارجي لمشاركة حزب الله في الحكومة، معتبرة أن العقدة داخلية بامتياز.
وليس بعيداً، تقول مصادر تيار المستقبل، لـ «البناء» إن الرئيس سعد الحريري يقوم بكل ما في وسعه لتأليف الحكومة، لكن زيارته بعبدا تنتظر اتصالاً من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خاصة أن الرئيس الحريري سلم الرئيس عون التشكيلة الوزارية منذ نحو ثلاثة أشهر، مشددة على ان الحريري يريد تأليف حكومة تكون قادرة على العمل بانسجام بعيداً عن الكيديات ومن وزراء اختصاصيين لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة ووضع حد للانهيار الحاصل.
وفيما يزور وفد من حزب الله برئاسة النائب محمد رعد الاثنين روسيا، على أن يزور الرئيس سعد الحريري موسكو أيضاً بعد نحو اسبوع، اكدت مصادر دبلوماسية روسية لـ»البناء» ان روسيا لا تعمل على طرح اي مبادرة تجاه لبنان، فهي ترحب بالمبادرة الفرنسية لا سيما في ما يتصل ببنودها المتعلقة بالإصلاحات والمساعدات، مع إشارتها الى ضرورة ان يتفاهم اللبنانيون على تأليف الحكومة لا انتظار اتفاق الغرب مع الاقليم، لأن هذا الاتفاق قد لا يكون قريباً. ورأى المصادر ان موسكو على تواصل دائم مع كل القوى السياسية الممثلة في البرلمان، معتبرة ان زيارة وفد حزب الله لروسيا تصبّ في خانة تطوير العلاقات.
ليس بعيداً اعتبرت مصادر متابعة لـ»البناء» ان العلاقة بين موسكو ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل جيدة، مستغربة ما يشاع عن توتر في العلاقة بين المسؤولين الروس وباسيل، لافتة الى أن الاتصالات بينهما لم تنقطع وهذا ما قد تكشفه الايام. ورأت المصادر ان اهتمام روسيا يصب في عودة النازحين السوريين واعادة اعمار سورية، وهذا الأمر محل متابعة روسية مع عدد من الدول الخليجية هذا فضلاً عن أن روسيا ترغب بعقد مؤتمر حول النازحين في لبنان، لكنها تنتظر التوقيت المناسب، لكي يحقق المؤتمر الأهداف المرجوة.
على صعيد آخر، استقبل الرئيس المكلف سعد الحريري في بيت الوسط السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا بحضور الوزير السابق غطاس خوري وعرض معها آخر المستجدات والأوضاع العامة.
إلى ذلك توجهت الأنظار الى مجلس النواب الذي انعقد في الأونيسكو لمناقشة 3 مشاريع قوانين بمقاطعة كتلة الجمهورية وإعلان تكتل لبنان القوي ترك الحرية لنوابه بالمشاركة او الغياب حيث حضر ربطاً بقرار التيار الوطني الحر الى الأونيسكو، عشرة نواب من اصل خمسة وعشرين نائباً، وخلال الجلسة أقر مجلس النواب البنود الثلاثة المدرجة على جدول أعماله وهي قانون الاتفاقية مع البنك الدولي القاضي بتخصيص 5.5 مليون دولار لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والاتفاقية مع البنك الدولي بشأن مساعدة العائلات الأكثر فقراً وعددها 161257 عائلة بمبلغ قدره 800 ألف ليرة، إضافة الى الاقتراح المقدم من النائب إبراهيم كنعان لرفع السقوف مع مصرف الإسكان من 300 الى 450 مليوناً ومن 400 الى 600 مليون ليرة.
وخلال مناقشة النواب مشروع قانون إبرام اتفاقية قرض بين الجمهورية اللبنانية والبنك الدولي للإنشاء والتعمير لتنفيذ المشروع الطارئ لدعم شبكة الأمان الاجتماعي للاستجابة لجائحة كوفيد 19، والأزمة الاقتصادية في لبنان، قال بري: الرئاسة عندما وجدت أن هناك ملاحظات حول المشروع تأخرنا بهذا الموضوع لأننا انتظرنا ان تأتينا كل الإيضاحات وأصريت ان تكون موقعة حسب الأصول الدستورية والقانونية سواء من رئاسة مجلس الوزراء او من الوزراء المختصين وبعد وصول كل هذه الأمور والإيضاحات تم وضع مشروع القانون على جدول أعمال الجلسة.
وفيما لم تحضر سلفةُ الكهرباء على جدول أعمال الجلسة فإن اللجان المشتركة سوف تناقش هذا الملف الثلاثاء، مع توجه لإقرار السلفة مخفضة.
والتأمت الجلسة على وقع إضراب نفذه موظفو الإدارات العامة والأساتذة المتعاقدون وأهالي الطلاب في الخارج وعدد من القطاعات مطالبين بشمولهم في أي زيادات في الرواتب قد يقرها البرلمان، في حين اعتصم عدد من الجمعيات في محيط الأونيسكو، فيما واصلت الأسعار ارتفاعها والدولار تحليقه.
الى ذلك نفذت مجموعات من الحراك تجمعاً مركزياً أمام وزارة الداخلية والبلديات في الصنائع، وانطلقت في مسيرة بعنوان «معاً الى الشارع من أجل حكومة انتقالية إنقاذية» باتجاه مصرف لبنان، وصولاً الى مجلس النواب.
وحدّد المشاركون في بيان، مطالبهم كالآتي: «حكومة انتقالية إنقاذية ذات صلاحية تشريعية استثنائية من خارج منظومة النهب والفساد، التدقيق الجنائي وتسريع التحقيقات في جريمة المرفأ وشمولها كبار المسؤولين، استعادة الأموال المنهوبة والمهرّبة ومحاكمة رياض سلامة لإخلاله بواجباته في حماية العملة الوطنية بمقتضى قانون النقد والتسليف ومحاكمة المصارف لسوء أمانتها تجاه المودعين، إقرار سلة التشريعات الإصلاحيّة وفي طليعتها القوانين الضامنة لاستقلالية القضاء ورفع الحصانات، تأمين الحماية الاجتماعية الفورية للفقراء والمحتاجين، وإسقاط المنظومة الفاسدة واستنقاذ مستقبل اللبنانيين».
في الموازاة، بحث رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب في السراي مع نائبة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان نجاة رشدي، في التقرير الذي سيُعرض على مجلس الأمن المتعلق بالقرار 1701، كما تطرق الاجتماع إلى أهمية تشكيل حكومة جديدة لتلبية حاجات المواطنين الملحّة.
على صعيد آخر، اطلع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من وزير السياحة والشؤون الاجتماعية رمزي مشرفية، على أجواء زيارته لسورية وأكد الأخير أن النقاشات التي أجراها مع المسؤولين السوريين كانت أكثر من إيجابية ومشجعة جداً، مشيراً الى أن جميع الوزراء الذين التقاهم أعربوا عن استعدادهم الكامل للعمل معنا على تفعيل ملف عودة النازحين»، وأعلن أنه «تلقى ضمانات بتحقيق عودة كريمة وآمنة حيث سلامة النازح السوري وكرامته ستكونان مضمونتين ومحفوظتين». وأكد مشرفية رداً على سؤال، أن «الأجواء بدأت تتطور لتصبح أكثر إيجابية في البعدين الإقليمي والدولي بالنسبة الى عودة النازحين. ونحن، كدولة لبنانية، نرغب في الاستفادة من كل الفرص التي تخفف عن كاهلنا عبء هذا النزوح الذي دخل عامه الحادي عشر منذ بدء الأزمة السوريّة مع كل ما يكلف الدولة اللبنانية من أعباء مادية واجتماعية.
وفي ما يتصل بمنصات الدولار رفض مصدر في وزارة العدل الأميركية، في تصريح لموقع “الحرة”، تأكيد أو نفي معلومات تناقلها إعلام لبناني عن طلب السلطات القضائية في لبنان مساعدة مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي “أف.بي.آي”، لحجب تطبيقات سعر صرف الليرة مقابل الدولار. في حين، أكد مصدر قضائي لبناني طلب مساعدة قضائية لحجب التطبيقات والصفحات التي تنشر سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار، على متجر غوغل وموقع فيسبوك، وذلك بعد اتهام السلطات اللبنانية هذه التطبيقات بالتلاعب بسعر الصرف والمضاربة التي تنعكس سلباً على الوضع المالي في البلاد.
وأشار المحامي العام التمييزي، القاضي غسان خوري، إلى أن التواصل مع السلطات الأميركية جاء لكون الشركتين المعنيتين بحجب هذه التطبيقات هي شركات أميركية تخضع للقانون الأميركي، وبالتالي فإن الطلب يهدف إلى إيجاد الآلية القضائية المناسبة من أجل إلزام هذه الشركات العمل على إغلاق هذه المنصات.
ويضيف خوري، في اتصال مع موقع “الحرة”، أن السلطات القضائية اللبنانية وقبل أن تتخذ هذه الخطوة تواصلت مع شركات الاتصالات في البلاد “ألفا” و “أم.تي.سي” و”أوجيرو” من أجل حجب هذه التطبيقات “إلا أن الشركات أكدت عجزها عن ذلك، وأكدت أن هذا الإجراء حكر على الشركات الأميركية، فكنا أمام خيارين إما التواصل المباشر مع الشركات أو التواصل عبر السلطات الأميركية وهذا ما حصل”.
الإعدام للخلية المنفذة لجريمة كفتون
اثنت عمدة القضاء في الحزب السوري القومي الاجتماعي في بيان على القرار الظني الذي أصدرته قاضية التحقيق الأولى في الشمال سمرندا نصّار، والذي بموجبه طلبت إنزال عقوبة الإعدام بأعضاء الخلية الارهابية المنفذة لجريمة كفتون ـ الكورة، والتي أودت بحياة ثلاثة أبطال من الحزب السوري القومي الاجتماعي، من أبناء البلدة هم الشهداء فادي سركيس وعلاء فارس وجورج سركيس.
وقالت إن هذا القرار القضائي، بحيثياته وبالأدلة التي استند عليها، يثبت بالدليل القاطع، أن جريمة كفتون حصلت من ضمن مخطط ارهابي فتنوي، وأن دماء فادي وعلاء وجورج، أجهضت هذا المخطط وحمت الكورة وكل لبنان من شر الارهاب.
وإذ تشيد عمدة القضاء بقرار القاضية نصّار، وترى فيه ترسيخاً لمبدأ العدالة والتعاطي بحزم مع كل قضايا الارهاب التي تشكل خطراً على أمن البلاد والانسانية جمعاء، تجدد الدعوة إلى البت في كل الملفات المتعلقة بالإرهاب، ومن ضمنها ملف مجزرة حلبا الوحشية.
وتوجّهت عمدة القضاء إلى الأجهزة العسكرية والأمنية بالشكر على ما بذلته من جهود وما قدمت من شهداء، خلال ملاحقتها للعناصر الارهابية. كما نوّهت بجهود محامي الحزب السوري القومي الاجتماعي والمحامين الأصدقاء والحلفاء الذين تابعوا كل المسار القضائي لهذه القضية، وصولاً إلى لحظة صدور القرار الجريء.
المصدر: صحف