اعلن الجنرال غورو قيام دولة لبنان الكبير عام ١٩٢٠ وبقيت الدولة الجديدة تتحمل الخضات الداخلية والخارجية حتى ايام الاستقلال .
لم يكن في لبنان في الفترات اللاحقة الا الطوائف المستلقية على المتوسط تنتظر العالم أن ياتي اليها لينهل من غنى ثقافي وحضاري ونوافذ على الماضي والمستقبل، وسفن تبحر الى ما وراء البحار.
حلت الطائفية وما زالت تأكل ابناءها وتنهش في جلد مريديها، وكان زعماء الطوائف يأكلون العنب والرعية تأكل الحصرم وما زال الشعب اللبناني يحلم ان يقطف ثمار جهده ومعاناته.
كان الفرنسي يتحكم بلبنان منذ التأسيس فكان يطلقون عليه تلطفا بدل كلمة الاستعمار انتداب، وبعد الاستقلال توالى التدخل المباشر والغير مباشر من بريطانيا العظمى ثم الولايات المتحدة فكان الرؤساء والحكومات صنيعة توافقات دولية. فهل من الصعب ان ينضج عقل اللبناني السياسي دون
حليب سباع الآخرين ومن خلال الارادة السياسية الهادفة فاين هي يا ترى هذه الارادة ..؟
لم يكن لبنان مستقلا بمعنى الاستقلال الحقيقي رغم ان قوته الاقتصادية تنامت ووصلت الى مستوى عال قبل الحرب التي سميته اهلية، اما اليوم فلا استقلال حقيقي عن الارادات الخارجية ولا قوة اقتصاد بل ضعف.. فالبلوغ السياسي والنضج مطلب شعبي اكثر منه مطلب حزبي فترى الناس في واد والعديد من الاحزاب في واد..
بقلم الدكتور حسان الزين
المصدر: بريد الموقع