وجد العلماء أن بعض الناس مبرمجون وراثيا ليشعروا بالوحدة أكثر من بقية البشر، وذلك وفقا لمقالة نشرها علماء من جامعة سان دييغو في مجلة Neuropsychopharmacology.
ويقول القائمون على البحث إن الشعور بالوحدة هو شعور بتناقض عدد العلاقات الاجتماعية التي يود الشخص أن يمتلكها مع عدد العلاقات الحالية التي يمتلكها فعلا. فهي مثل الألم الجسدي ينبهنا إلى احتمال حدوث تلف في مكان ما وضرورة رعاية الجسد ماديا، والشعور بالوحدة هو جزء من منظومة الدفاع البيولوجي، تهدف إلى لفت الانتباه إلى تهديد المشاكل الاجتماعية.
وقد قام البروفيسور “إبراهيم بالمر” وزملاؤه بتحليل البيانات الوراثية والحالة الصحية لأكثر من 10.500 أمريكي مدى أكثر من 50 عاما. فأجاب المشاركون في هذه الدراسة على ثلاثة أسئلة، سمحت أجوبتهم عليها بتقدير درجة الوحدة التي يعاني منها كل منهم.
وحرص الباحثون على تجنب استخدام كلمة “وحيد” أو “وحدة” في أثناء صياغتهم للأسئلة، كقولهم، على سبيل المثال: “ما مدى شعورك بالحاجة إلى صحبة؟” و”متى تشعر بأنهم تركوك؟” و”في أي الأوقات تشعر أنك معزول معزول؟”.
ونتيجة لذلك وجد الباحثون أن نزعة الشعور بالوحدة طوال الحياة، أي على المدى الطويل، وليس الأحاسيس العرضية المرتبطة بظروف معينة، هي سمات شخصية مرتبطة بالمورثات. وغالبا ما يترافق الشعور بالوحدة المزمنة بالميل إلى الاكتئاب والعصبية.
ويسعى الباحثون للعثور في المستقبل على الجين الخاص الذي يرتبط به الميل إلى الشعور بالوحدة، لفهم الآليات الجزيئية الكامنة وراء هذا الميل فهماً أفضل.
جدير بالذكر أن الشعور بالوحدة يضعف المناعة ويمكن أن يؤدي إلى الجلطة الدماغية.