كما كلِّ عامٍ يتجددُ الحزنُ محمولاً على صهوةِ العزمِ والانتصار، هي عاشوراءُ مدرسةُ الانسان .. كلِّ انسان .. ظاهرُها صبرٌ وباطنُها ايمانٌ عميقٌ بالنصر .. محطة ، الزمانُ ساحتُها الواسعة ، وكلُّ مكانٍ لها ميدان .. هي نَبْضُ همةٍ وقوةُ ساعدٍ ورفضٌ دائمٌ للذِّلة.
الليلةَ يبدأُ احياءُ هذه المناسبةِ الزاخمةِ بعبَقِ الشهادة .. ومن شواهدِها في التاريخِ والجغرافيا انتصاراتٌ تتوالى في الامةِ مَرَّةً بوجهِ احتلالٍ ظالمٍ غاصب ، ومرةً اخرى في صدِّ الارهابِ المتمددِ اجراماً وتقطيعَ اوصالٍ في المنطقة .
تأتي ايامُ كربلاءَ هذا العامَ وفيها يتاكدُ مجدَّداً عظيمُ ما يصنعُه الدمُ مقابلَ السيفِ حِفظاً للامةِ وحدودِ الاوطانِ سواءٌ في فلسطينَ وسوريا والعراقِ واليمنِ المستفيقِ على مشهدِ عِزَّةٍ في بحرٍ يلفظُ العدوانَ ذَكَّرَ باستهدافِ ساعر الاسرائيليةِ ذاتَ يومٍ من ايامِ تموزِ الانتصار.
وفي لبنان، انشغالٌ مستمرٌ بالسياسةِ يُغطِّي على مآسي الاوضاعِ الانسانيةِ والاقتصاديةِ المتدهورة . وفي المشهد ، انتظارٌ لجنيِ محصولِ اللقاءاتِ التي اجراها رئيسُ حزبِ المستقبل ، وعلى ضفةِ التيارِ الوطنيّ الحر فانَ الحريري نفسَه هو مَن يُفترضُ اَن يُحدِّدَ مآلَ الامورِ بعدَ عودتِه من جولتِه الخارجيةِ بينَ موسكو وانقرة ثُمَّ الرياض.
المصدر: قناة المنار