بلا جديدٍ عادَ الرئيسُ المكلفُ تشكيلَ الحكومةِ الى قصرِ بعبدا بعدَ طولِ انقطاع – بحسبِ بيانِ رئاسةِ الجمهورية -، وبلا تقدمٍ خرجَ الرئيسُ سعد الحريري من لقائه مع الرئيس ميشال عون بحسبِ تصريحِه من منبرِ القصر.
تصريحٌ ثبّتَ نقاطَ الخلافِ وقصّرَ الآمالَ المعقودةَ على جولتِه الخارجية، وبحسبِ معلوماتِ المنار فقد ابقى على عُقدتي وزارتيِ العدلِ والداخليةِ اللتينِ تمسكَ بهما، على ان يُسميَ الرئيسُ عون وزراءَه. كما تمسكَ بحكومةِ الثمانيةَ عشرَ وزيراً اختصاصياً كما قال، ودعا كلَ فريقٍ سياسيٍ الى ان يتحملَ مسؤوليةَ مواقفِه من الآنَ فصاعداً.
وبعدَ كلِ هذا التصعيدِ في الشكلِ والمضمونِ تحدثَ الرئيسُ الحريري عن متابعةِ التشاور. فايُ تشاورٍ اذا كانَ معَ مربطِ الحلِ بهذه الطريقة ؟ ثم هل هذا الخطابُ نتاجَ لقائِه معَ الرئيس ماكرون؟ وماذا سيفعلُ موفدُ الرئاسةِ الفرنسيةِ القادمُ الى لبنانَ خلالَ ايامٍ اذا كانَ نتاجُ اللقاءِ معَ رئيسِه مكرون قد افضى هذا الخطاب ؟ ولن نسألَ عن الناسِ واوجاعِهم والفقرِ واستفحالِه وكورونا وسيطرتِها، حيثُ يبدو انَ كلَ هذه الملفاتِ ثانويةٌ في حسابِ المعنيين.
اما ربطُ الحكومةِ بالملفِ النووي الايراني فهو تخصيبٌ اعلاميٌ وسياسيٌ لبنانيٌ لا اساسَ له، وهو ضمنَ المبالغاتِ اللبنانيةِ كما اشار رئيسُ المجلسِ السياسي في حزبِ الله السيد ابراهيم امين السيد في حديثٍ لاذاعة النور، مؤكداً انَ حزبَ الله حريصٌ على تشكيلِ الحكومةِ باسرعِ وقتٍ ممكن، معتبراً انَ الانتظارَ لا معنىً له، وهو يدللُ على فشلِ بعضِ السياسيين الراغبين برميِ المسؤوليةِ على الآخرين.
في آخرِ التطوراتِ الاقليميةِ قرارٌ اميركيٌ برفعِ حركةِ انصارِ الل اليمنيةِ عن لائحةِ الارهابِ الاميركية. هي حقيقةٌ يمنيةٌ لا تحتاجُ الى شهادةٍ اميركية، الا ان الخُطْوَةَ هذه مؤشرٌ جديدٌ، وبلا ادنى شكٍ ستُربكُ حلفاءَ اميركا من اهلِ العدوان، وتؤكدُ انه انتصارٌ سياسيٌ لاهلِ الحقِ اليمنيين، الذين لا بدَ انهم ذاهبون لنصرٍ ميداني وسياسيٍ لن يُعلى عليه.
المصدر: المنار