أحيا حزب الله الذكرى السنوية الحادية والأربعين لانتصار الثورة الاسلامية في إيران، فأقام مراسم إحتفالية على طريق رياق – بعلبك الدولية، عند دوار بلدة الحلانية، تخللها إزاحة الستارة عن لوحة تذكارية، بمشاركة رئيس تكتل “بعلبك الهرمل” النائب حسين الحاج حسن، رؤساء بلديات وفاعليات.
وتحدث مسؤول قسم إعلام حزب الله في البقاع أحمد ريا، معتبرا أن “الشهداء صنعوا بدمائهم النصر تلو النصر لهذه الأمة، ببركة الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني الذي أرهب بيده المرفوعة آنذاك طواغيت العالم”.
الحاج حسن
بدوره قال النائب الحاج حسن: “نلتقي في هذا المكان لنزيح الستارة عن لوحة تذكارية في ذكرى انتصار الثورة الاسلامية المباركة في إيران، ونحن في عشرة الفجر أي العشرة أيام الأوائل من شهر شباط، ذكرى عودة الإمام الخميني وانتصار الثورة في العام 1979، ومنذ ذلك العام حتى اليوم تنتقل هذه الأمة من انتصار إلى انتصار على التحديات، على الحروب وعلى الحصار والعقوبات وعلى الحروب الناعمة الثقافية والفكرية والاعلامية والدعائية”.
وتابع: “هذه المسيرة التي انطلقت قبل سنوات طويلة وانتصرت في إيران في العام 1979 امتدت آثارها ونتائجها إلى كل أنحاء العالمين العربي والاسلامي، قوى مقاومة وحركات مقاومة ودول مقاومة، حاول الأعداء وعلى رأسهم الشيطان الأكبر الولايات المتحدة الاميركية، والغدة السرطانية إسرائيل وبعض دول الغرب والانظمة العربية، أن يطفئوا نور هذه المسيرة، في البداية اغتيالات في إيران ثم الحرب المفروضة التي شنها النظام العراقي البائد يومها، ثم قوانين حصار وغيرها، وصولا الى سياسة عقوبات قصوى على الجمهورية الاسلامية في زماننا الحالي، ولكن بالنتيجة إيران خرجت من الحرب وصمدت أمام العقوبات وأصبحت دولة قادرة مقتدرة على كل الصعد العلمية والسياسية والثقافية والإعلامية والفنية والعسكرية والاقتصادية على الرغم من كل الصعوبات، وأيضا دولة محورية تقود وتدعم حركة المقاومة في المنطقة كلها، وعلى رأس قضايا المقاومة قضية فلسطين التي كان لإيران الفضل الأكبر في بقائها مشتعلة، حية، قائمة، صامدة، إلى جانب قوى المقاومة وعلى رأسها قوى المقاومة في فلسطين، وما شهدناه في السنتين الماضيتين من عملية تطبيع وتسارع للصلح مع العدو الصهيوني لا بل الانحناء أمام العدو الصهيوني من قبل أنظمة عربية، كان هؤلاء يريدون القضاء على القضية الفلسطينية وإنهائها وتصفيتها، وما سمي بصفقة القرن مؤخرا ليس بالصفقة الأولى، وما يجري حاليا من تطبيع لم يكن التطبيع الأول، التطبيع الأول حصل في زمن انتصار الثورة الاسلامية المباركة، في تلك السنة بين مصر واسرائيل، ثم تلاه الاردن ثم تلته دول عربية في الفترة الاخيرة، إذن النقطة الاساسية التي يجب أن نقف أمامها اليوم في هذه المناسبة هي تقييم إجمالي للنتائج المترتبة على هذه الثورة الاسلامية وعلى الجمهورية الاسلامية، انتصارات، صمود، وبقاء قضية فلسطين حية قائمة عصية على التصفية، وعصية على إنهائها وهو أمر أساسي”.
وأضاف: “على مستوى العالم العربي والاسلامي، الاميركيون غزوا افغانستان والعراق، وأشعلوا حرب اليمن، وكانوا وراء كل عدوان إسرائيلي على لبنان، وأشعلوا الحرب في سوريا، وكل هذه الحروب كان الهدف الاساسي منها تصفية القضية الفلسطينية، والسيطرة على هذه المنطقة ومقدراتها، ومع ذلك أين هي كل هذه الحروب، وأين اصبحت نتائجها، خسائر وهزائم للعدوان الاميركي، وطبعا استطاعت شعوب المنطقة والقوى الحية في المنطقة، من فلسطين إلى اليمن إلى العراق إلى أفغانستان إلى سوريا إلى لبنان، أن تقف في وجه الإعتداءات الأميركية – الإسرائيلية مع بعض الأنظمة العربية وبعض دول الغرب، وكان لإيران الدور الكبير والعظيم في دعم شعوب هذه المنطقة. ولا يجوز أن ننسى بأي حال من الأحوال أنه كان هناك دعم اقتصادي ومالي وعسكري، ولكن من إنجازات الثورة الاسلامية في إيران، هو النضوج الفكري والثقافي والاعلامي والمعنوي الذي أحدثه فكر الإمام الخميني المقدس، وقيادة السيد الخامنئي المفدى، وعلماء المسلمين في العالم من السنة والشيعة ومن المسيحيين الذين كانوا يعتنقون هذا الفكر المقاوم على مستوى العالمين العربي والإسلامي، فلا يحق لنا ان نرى القضية من منظور المقاومة فقط على صعيد السلاح والأمن، بل أن الذي أشعل كل هذه القلوب وجعل الشهداء يقدمون أرواحهم، وتضحيات الجرحى والأسرى والمجاهدين والنساء والرجال والأطفال هو الخلفية الثقافية والفكرية، ودور الامام الخميني في هذه النهضة الفكرية الثقافية”.
ورأى أن “العالم حاول كثيرا تزوير الحقائق من خلال ما يسمى بالحرب الناعمة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام، ليس من اليوم بل منذ عشرات السنين، ويبخسون من قيمة الانتصارات، ولا ننسى إنتصار حرب تموز وما قال عنه البعض، والأميركيون بشهادات للمسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية والاستخبارات الأميركية أمام الكونغرس، أحدهم تحدث عن 500 مليون دولار والآخر عن ملياري دولار صرفت لتشويه صورة حزب الله ولإضعافه في لبنان، ولكن ماذا كانت النتيجة؟ بعد حرب تموز حزب الله ازداد قوة وعزيمة وتصميما على خيار المقاومة، ونفس الشيء مع إيران ومع اليمن ومع الشعب الفلسطيني الذي لم يستسلم منذ عشرينيات القرن الماضي، على رغم كل الحروب العسكرية والأمنية والاقتصادية والثقافية، والجيل الجديد في فلسطين أكثر تعلقا بفلسطين والقدس، ويستشهد ويقاوم ويقاتل”.
وختم النائب الحاج حسن: “إن في هذه الأمة روحا تصنع الرجال والنساء المقاومين لن يستطيع العدو أن يهزمها، ولو كان مدججا بالسلاح وبالإمكانات المادية والبشرية والإعلامية والثقافية”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام