ظهرت مؤخراً مصطلحات عديدة مثل ”ديتوكس”، والتي تعني التخلص من السموم في الجسم، أو ”تجديد الشباب”، للحديث عن ما يعرف بالصيام العلاجي. إلا أن المدير الطبي في مركز “بوخينغر فيلهلمي” الطبي، فرانسوا دي توليدو، يرى أن تلك المسميات تستخدم للإشارة إلى ما يتحقق بعد الصيام، وهو الشعور وكأن المرء ”أخف وأكثر نشاطاً وتحرراً”، وفقا للنسخة الألمانية من موقع “إم إس إن”.
المقصود بالصيام العلاجي، والمعروف أيضاً باسم “Intermittent fasting”، أو الصيام على فترات متقطعة، هو التوقف عن تناول الطعام لعدة ساعات يومياً. ويمكن القيام به ليوم أو يومين فقط كل اسبوع، أو الصيام خمسة أيام على التوالي كل بضعة أشهر، أو حتى لمدة عشرة أيام أو أكثر على التوالي كل عام.
ويتم تحديد الفترة الأفضل للصيام وفقاً لحالة الشخص الصحية والمرحلة العمرية التي يمر بها ووزنه وما يعاني منه من أمراض وما يحصل عليه عادة من تغذية. ويتناول الصائم عادة في يوم صيامه ما يعادل من 200 إلى 250 سعرة حرارية من العصائر العضوية والخضروات والعسل. وخلال فترة الصيام هذه،يقوم الجسم بحرق الدهون بدلاً من الاعتماد على الجلوكوز كمصدر بديل للطاقة.
ويشير موقع جامعة هارفارد للصحة إلى ضرورة الانتباه لتوقيت الصيام باعتباره ”المفتاح” لجعل الصيام طريقة واقعية وفعالة ودائمةلفقدان الوزن الزائد ولمنع الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
وفي هذا الصدد، توضح الأستاذة بكلية الطب بجامعة هارفارد، مونيك تيلو، أن ما يحدث عادة في الفترة ما بين تناولنا لوجبة وأخرى هو انخفاض معدلات الإنسولين في الجسم. وتتمثل فكرة استخدام الصيام كوسيلة لخفض الوزن في السماح للجسم بخفض الإنسولين لفترة كافية تسمح بحرق الدهون، ومن ثم تبدأ خلايا الجسم في بناء الدهون من جديد مع بدء تناول الطعام مرة أخرى بعد انتهاء الصيام. لهذا يُنصح باتباع الصيام تحت إشراف متخصص في مجال التغذية.
ويمكنك دائماً الصيام بمفردك، ولكن وفقاً للمدير الطبي في مركز “بوخينغر فيلهلمي”، فرانسوا دي توليدو، من الأسهل الصيام بمشاركة آخرين وتحت إشراف طبي. ويضيف توليدو أن الرغبة في فقدان الوزن الزائد يمكن أن تكون دافعاً قوياً للصيام. بيد أن الصيام لا يساعد على ذلك وحسب، بل يساهم أيضاً في خفض معدلات الكوليسترول والدهون في الدم وتحسين نسبة السكر وضغط الدم. كما يؤدي إلى تحسين الحالة الصحية للقلب والأوعية الدموية.
لكن دي توليدو ينبه إلى أن زيادة الوزن قد تكون جرس إنذار لاتباع اسلوب تغذية غير صحي يستلزم تدخلاً ما لكسر الروتين اليومي الخاطئ المتبع. وهنا تظهر أهمية الصيام للمساعدة على كسر الخوف من تغيير النظام القديم واتباع أسلوب تغذية جديد صحي.
والمقصود بالصيام هنا ليس فقط خفض كميات الطعام لفقدان الوزن، وإنما تغييرالسلوكيات المتبعة، حيث أن الرجوع لعادات تناول الطعام القديمة بسبب ضغوط الحياة أو فقدان الدافع، على سبيل المثال، من شأنه إعادة كل الوزن المفقود مجدداً.
وأخيراً، تنصح الأستاذة بكلية الطب بجامعة هارفارد، مونيك تيلو، بتجنب تناول السكر والوجبات الخفيفة بين الوجبات الرئيسية، وعدم تناول أي طعام في المساء وقبل النوم مباشرة، كما تؤكد على ضرورة ممارسة الرياضة وتقوية العضلات.
المصدر: dw.com