للوهلة الأولى قد تظن خطأ أن سوار السيليكون هذا هو سوار مخصص لتتبع معدل ضربات القلب أثناء ممارسة الرياضة.
غير أن هذه التقنية المصممة للارتداء في المعصم وتسمى “مودبيم” لا تتابع صحتك الجسدية، بل تسمح لصاحب العمل بتتبع حالتك النفسية.
ويحتوي الجهاز الذي يتصل بتطبيق هاتف محمول وموقع إلكتروني على زرين، أحدهما أصفر والآخر أزرق. وتقوم فكرته على أن تضغط على الزر الأصفر إذا كنت تشعر بالسعادة وعلى الأزرق إذا كنت حزينا.
وتستهدف الفكرة الشركات التي ترغب في متابعة الحالة النفسية لموظفيها الذين يعملون من المنزل.
ويتم تشجيع الموظفين على وضع السوار (ويمكنهم أن يرفضوا ذلك) والضغط على الزر الذي يعبر عن حالتهم النفسية على مدى أيام عمل الأسبوع، ويمكن للمديرين عندئذ الاطلاع على قائمة البيانات على الإنترنت للوقوف على الحالة النفسية للموظفين ومدى قدرتهم على التكيف.
وفي ظل عدم قدرة المدراء على التواصل مع فرق عملهم بصورة مباشرة وجها لوجه، تأمل “مودبيم” في أن تسد هذه الفجوة.
وتقول كريستينا كولمر ماك هيو الشريكة المؤسسة لمودبيم “تحاول الشركات البقاء على اتصال مع موظفيها. ويمكنهم هنا أن يسألوا 500 شخص: هل أنتم بحالة جيدة؟ دون أن يضطروا للاتصال بهم هاتفيا”.
ولكن، بينما يُرجح أن يرفض كثير من الأطفال، لاسيما المراهقين، فكرة الضغط على زر لإخبار والديهم بما يشعرون به، كيف يتوقع أن يكون الموظفون مستعدين للقيام بالشيء ذاته مع مديرهم؟
تقول كولمر ماك هيو- التي يقع مقر شركتها في هال- إن العديد من الموظفين رحبوا بالفعل بالقيام بذلك. “ابتعدنا عن فكرة البيانات المجهولة إلى البيانات المحددة بعدما خلُصت التجارب إلى أن الناس يريدون الكشف عن هوياتهم”.
ولطالما كانت الصحة العقلية مصدراً للقلق في أماكن العمل، إذ تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن الاكتئاب والقلق كلفا الاقتصاد العالمي تريليون دولار سنويا قبل بدء تفشي الوباء بسبب الانتاجية المفقودة.
إلا إنه يبدو أن المسألة زادت سوءاً نتيجة إجراءات الإغلاق المفروضة بسبب كوفيد 19 والعمل من المنزل.
وبينما لا يتوقع أن يعود أغلبنا إلى مقار عملهم قريبا، تدرس مجموعة من شركات التكنولوجيا سبل مساعدة الشركات في العناية بالحالة النفسية لموظفيها بصورة أفضل.
ففي سان فرانسيسكو، يهدف تطبيق “مودرن هيلث” للصحة العقلية إلى مساعدة أصحاب العمل في التواصل بسهولة أكثر مع موظفيهم عبر مجموعة متنوعة من مصادر الصحة العقلية كجلسات المعالجين.
وتقول مؤسسة مايند للصحة العقلية إنه مادام الناس يواصلون العمل من المنزل “فمن المهم للغاية أن يلتزم أصحاب العمل بإعطاء الأولوية للصحة العقلية لموظفيهم.
غير أن بعض خبراء الموارد البشرية يحذرون من أنه لا ينبغي أن يكون الاستخدام المتزايد للتكنولوجيا حلاً سريعاً لمساعدة الموظفين الذين يعملون من المنزل.
ويقول كريس راولي أستاذ إدارة الموارد البشرية الفخري في كلية كاس للأعمال بجامعة لندن إن هذه الأدوات ينبغي تعزيزها بالدعم المناسب للموظفين.
ويضيف “هذه النوايا المتعلقة بالمزاج والصحة العقلية ذات قيمة كبيرة، غير أن أصحاب العمل بحاجة إلى أن يقللوا من إحساس الموظفين بالعزلة من خلال بناء الشعور بالانتماء وبالجماعة”.
وتسعى شركة يوندرديسك البريطانية للتكنولوجيا إلى مساعدة الشركات على القيام بذلك من خلال إعادة الموظفين إلى مكان العمل بصورة افتراضية.
المصدر: بي بي سي