أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، زياد النخالة، أن الشعب الفلسطيني الذي صمد وقاوم الاحتلال الصهيوني وقدم التضحيات الكبيرة، لن يستسلم أمام “فهلوية” الحكام والقادة العرب المهزومين، الذين رضخوا للأعداء بدعوى الواقعية والموضوعية والتطبيع والتعايش، مشدداً على أن المقاومة طورت قدراتها خلال السنوات التي أعقبت الاعتداءات الصهيونية على قطاع غزة في الأعوام 2008، و2012، و2014، ونجحت في خلق حالة من توازن الرعب أمام العدو.
كلام نخالة اجاء خلال مؤتمر عُقد اليوم الاثنين 18/1 في العاصمة الإيرانية طهران بعنوان (غزة .. رمز المقاومة) وتحت شعار “القدس تجمعنا -معاً ضد التطبیع مع الکیان الصهیوني” لمناسبة ذكرى انتصار المقاومة الفلسطينية على الكيان الصهيوني في العدوان على غزة الذي استمر 22 يوما نهاية عام 2008 وبداية 2009.
وانعقد المؤتمر بتمثيل 20 دولة إسلامية وعربية داعمة لفلسطين على مستوى رؤساء البرلمانات ولجان العلاقات الخارجیة من ضمنها إيران ولبنان وسوريا والعراق وقطر وتركيا واندونيسيا وماليزيا وأفغانستان وباكستان.
وقال ” الشعب الفلسطيني الذي قدم التضحيات الكبرى لن يستسلم لفهلوية الحكام والقادة المهزومين الذين أشبعونا شعارات فارغة، وفي النهاية استسلموا عملياً للأعداء بدعوى الواقعية والموضوعية، وبدعوى التطبيع والتعايش مع الكيان الصهيوني، والذي يعني للصهيونية، الرضوخ العربي والإسلامي لحقيقة وجود الكيان الصهيوني كأمر واقع لا مجال لإزالته، والتفتوا للخلف يطلقون النار على كل من يعارضهم من العرب والمسلمين”، مضيفاً اليوم تتكشف عوراتهم وهم يجأرون إلى الله بالدعاء كذباً أن يحفظ عليهم دينهم ومقدساتهم بينما يغمضون عيونهم عمّا يجري في فلسطين والقدس”.
وتابع الأمين العام للجهاد متحدثا عن عدوان 2008 اثنا عشر عاماً تمر اليوم على ذكرى العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وهو العدوان الأول منذ انسحاب العدو من القطاع عام 2005، والذي استهدف كل شيء في قطاع غزة، واستهدف المدنيين، والبنى التحتية المدنية، وسقط على إثر هذا العدوان أكثر من 1400 شهيد أكثرهم من الأطفال والنساء، كما استهدف منازل المدنيين ودور العبادة، والمدارس، والمستشفيات، وتم استخدام الأسلحة المحرمة دولياً في هذا العدوان الذي استمر لأكثر من عشرين يوماً” مبينا أن قوى المقاومة أثناء ذلك العدوان، وقفت تدافع بكل قوة عن الشعب الفلسطيني بما كانت تمتلك من إمكانيات متواضعة في ذلك الوقت، وأَجبرت العدو على الانسحاب من النقاط والمحاور التي تقدم فيها دون قيد أو شرط، وموضحا أن العدو منذ ذلك الوقت لم يتوقف عن ممارسة كل أشكال العدوان ضد غزة، من حصار وقصف وتدمير.
وزاد القائد النخالة بالقول في عام 2012 شنت الحكومة الصهيونية عدواناً آخر على قطاع غزة وصمدت المقاومة بشكل أكبر وخاصة بعد امتلاكها لإمكانيات عسكرية هامة تلقتها من الجمهورية الإسلامية في حينه، والتي مكنتها من قصف العديد من المدن الصهيونية وعلى رأسها عاصمة الكيان الصهيوني، وهذا شكل مفاجأة للعدو مما أدى لتقصير فترة العدوان” مشيرا إلى أن المقاومة انتقلت بعد ذلك نقلات نوعية في التدريب والتسليح والقدرة على مواجهة أي عدوان جديد “وهذا تجلى في التصدي لعدوان 2014 الذي استمر لأكثر من خمسين يوماً ولم تستطع القوات الصهيونية المعتدية خلاله النيل من الشعب الفلسطيني و مقاومته، واضطر العدو للقبول بوقف اطلاق النار دون شروط مرة أخرى”.
وقال رغم هذه الحروب الكبيرة وحروب بينها كثيرة، لم يستطع العدو الصهيوني فرض شروطه على المقاومة، واستمرت المقاومة في تطوير قدراتها بمساعدة الجمهورية الإسلامية التي لم تبخل بشيء، حتى استطاعت اليوم أن تخلق حالة من توازن الرعب مع العدو، وأصبح العدو يحسب للمقاومة في قطاع غزة ألف حساب”، وبيّن أن الاحتلال الصهيوني يطلق اليوم على قطاع غزة الصغير والمحاصر، اسم” الجبهة الجنوبية ” التي أصبحت تشكل تهديداً جدياً على الكيان الصهيوني بجانب قوى المقاومة في المنطقة.
واستدرك القائد النخالة بالقول: رغم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، استطاعت الولايات المتحدة أن تُحدث اختراقاً كبيراً في الصف العربي تمثّل في حملة التطبيع التي شاركت فيها العديد من الدول العربية في محاولة لمحاصرة المقاومة بالمنطقة، وليجعلوا أمريكا والعدو الصهيوني مطلقتي اليدين في تغيير الجغرافيا ورسم ملامح التاريخ القادم لمنطقتنا، وتوجوا ذلك بترسيم القدس عاصمة للكيان الصهيوني” مجددا التأكيد على الثقة بالشعوب العربية والإسلامية التي قدمت التضحيات من أجل فلسطين ومن أجل القدس على مدار أكثر من قرن، وهي تدرك أن ما يجري اليوم هو مؤامرة على دينها وتاريخها وتضحياتها.
وحول الانتخابات الفلسطينية المرتقبة التي أعلن عن تاريخ إجرائها رئيس السلطة محمود عباس، أكد القائد النخالة أنه وبعد ضغوط كبيرة ومتواصلة سيذهب الشعب الفلسطيني في الشهور القادمة لانتخابات على أمل الوصول لحكومة معترف بها عربياً ودولياً يراد لها أن تكمل مسيرة المفاوضات التي ماتت منذ سنوات، مضيفا: هم يخططون لذلك وعلينا كفلسطينيين وقوى مقاومة أن نكون على أتم الاستعداد لمواجهة كل التحديات وأن نعمل جميعاً لإفشال ما يخططون له، بصياغة برنامج سياسي مشترك وواضح وملزم، نخوض معركتنا القادمة على أساسه، إن كان عبر الانتخابات، أو أي توافقات أخرى”، مشدداً على أن غياب برنامج سياسي مشترك وواضح وملزم يعني غموض الرؤى السياسية ويدفع إلى قيام أزمة ثقة ما زلنا نعاني منها حتى اللحظة، ويدفع شعبنا الفلسطيني ثمناً لها من دم أبنائه وقوتهم اليومي.
وأكد الأمين العام للجهاد الإسلامي أن حركته ستسعى مع كافة قوى الشعب الفلسطيني من أجل أن تبقى راية المقاومة والجهاد عالية، حتى العودة والتحرير.
المصدر: فلسطين اليوم