يتعلم الإنسان أشياء معيّنة وهو لا يزال في رحم أمه، على عكس الاعتقاد الشائع أن الولادة هي اللحظة التي تبدأ فيها حياة الإنسان بوصفه كائنا قائما بذاته.
وفي تقرير نشرته مجلة “بسيكلوخيا إي منتي” (Psicologia y Mente) الإسبانية، قال الكاتب أدريان تريغليا إن الطفل قبل وقت طويل من مغادرته رحم أمه، يكون قادرا على تعلم أشياء عن البيئة التي سيعيش فيها، وهو ما أظهرته تجارب عدة.
الصوت
من المتعارف عليه أن الجنين يستطيع التعرف إلى صوت أمه قبل الولادة بمدة طويلة، ولعل هذا الأمر خير دليل على قدرة الجنين على التعلم وهو في رحم أمه، إذ يتعلق ذلك بالمعرفة التي تتشكل لديه عن طريق التجارب المتكررة التي يتمثل الهدف منها في التعرف إلى الشخص الذي سوف يعتني به بمجرد ولادته.
لذلك، تُنصح الأمهات بالتحدث إلى أطفالهن الذين لم يولدوا بعد، حتى يكون لديهم منذ اللحظات الأولى محفزات مختلفة ولكي تتسنى لهم ممارسة مهاراتهم المتعددة. وبهذه الطريقة، لا يتعرف الجنين إلى أصوات الأشخاص المقربين منه فحسب، بل يمكنه أن يكتشف كثيرا من الأصوات الأخرى على امتداد مرحلة الحمل. فعلى سبيل المثال، ثبت أن الجنين يستطيع التعرف إلى الموسيقى من المسلسلات التلفزيونية التي تشاهدها الأم بانتظام.
الرائحة
وذكر الكاتب أن الأطفال لا يستطيعون التعرف إلى صوت الأم فحسب، بل إلى رائحتها أيضًا. ومن المثير للاهتمام أن الأطفال حديثي الولادة يفضلون رائحة العرق إذا كانت تابعة لأمهاتهم. كما يتفاعل الرضّع في الأسابيع الأولى من الولادة بوجه كبير مع رائحة السائل السلوي الذي كانوا يطفون فيه في رحم الأم. ويمكن أن يعطي هذا فكرة عن كيفية تعرف الطفل إلى رائحة الأم في كل شيء تابع لها.
اللمس
وتؤدي حاسة اللمس دورا مهما في عملية التعلم أثناء الحمل إلى جانب كل من حاستي الشم والسمع، فقد أظهر بحث حديث كيفية ميل الأجنة إلى الاستجابة لحركات اليد التي تقوم بها الأم عند مداعبة بطنها، بدرجة أكبر حتى من صوتها.
المصدر: الصحافة الاسبانية