أعوذ باللَّه من الشَّيطان الرَّجيم، بسم اللَّه الرَّحمن الرَّحيم، الحمد للَّه ربّ العالمين والصَّلاة والسَّلام على سيّدنا ونبيّنا خاتم النبيّين أبي القاسم محمَّد بن عبداللَّه وعلى آله الطّيّبين الطّاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السَّلام عليكم جميعاً ورحمة اللَّه وبركاته.
كما وعدت قبل ايام ان اكون في خدمتكم بالحديث عن بعض الملفات والشجون الداخلية وذكرت بعض عناوين تلك الملفات التي اود ان اتحدث عنها لكن في البداية اود ان اعرض لتعليقين في بعض الامور ثم ادخل الى الملفات تباعا ان شاء الله. التعليق الأول: الحدث المهم الذي حصل في الأيام الأخيرة في امريكا في واشنطن “ترامب” يدعو الى تظاهرة في واشنطن، طبعاً يقطع عطلته في عيد رأس السنة ويرجع إلى واشنطن ويدعو إلى التظاهر، وفي نفس اليوم يخطب بالمتظاهرين من خلف الزجاج ضد الرصاص، ويحرّضهم على الكونغرس وعلى مجلسي الشيوخ والنواب المجتمعين للتصديق على فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية، بعد ذلك وأثناء اجتماع النواب والشيوخ في مجلسي النواب والشيوخ، يقوم المحتشدون بمهاجمة مبنى الكونغرس، في مشهد اعتاد الامريكيون أن يعتمدوه في الدول الاخرى في العالم من اجل اسقاط الانظمة، جاء ترامب وطبقه على نظامهم. هذا الذي فعلوه في الكثير من دول العالم، ومن سنة ونصف يحاولون أن يعملوه في لبنان. في كل الاحوال الحشود تهاجم المبنى، تخترق الاجراءات الأمنية، تدخل، يصبح عدد القتلى والجرحى بالعشرات، عشرات المعتقلين، صدامات دامية، النواب والشيوخ يهربون، يقومون بتخبئتهم، تطير الجلسة، تحصل اجراءات وترتفع الأصوات. هذا الحادث طبعا خطير جدا وكبير جدا ولا يمكن تسخيفه وتصغيره مهما حاول البعض. ودلالاته دلالات خطيرة، طبعا في لبنان في المنطقة العربية “حبايب الامريكان” حاولوا كثيرأ ان يخففوا الموضوع ويسخّفوه ويبسّطوه، لكن لنسأل أهل مكة الذين هم أدرى بشعابها، أهل اميركا، ماذا قال بايدن ونائبته؟ ماذا قال المسؤولون الكبار في الحزب الديموقراطي؟ ماذا قالوا في الحزب الجمهوري؟ ماذا قالوا؟ كيف وصفوا داخل ادارة ترامب الاستقالات؟ لو كان حادثاً بسيطاً وعابراً وتمت السيطرة عليه لا يحتاج لكل هذه التداعيات التي مازالت قائمة ومستمرة، وقد تنتهي الى اجراءات تؤدي الى عزل ترامب مثلاً من قبل الكونغرس. هذا الحادث ليس موضوع حديثنا، لكن لأنه حصل نعقّب عليه بعدة كلمات:
اولا هي طبعا حادثة تستحق التوقف عندها للاعتبار منها، دراستها، وتبيين حقيقة ما هو الواقع القائم في الولايات المتحدة الأميركية، تكشف لنا حقيقة الديموقراطية وادعاءات هذه الديمقراطية، لكن من جملة الامور التي يجب التوقف عندها في هذه الحادثة ان الاميركان انفسهم لمسوا عن قرب نتائج سياسة ترامب واستعداده لقتل حتى الاميركيين، وهو قام بقتلهم في السنين الماضية في المظاهرات، حتى الاميركيين، من اجل السلطة. ولطالما حذّرنا من سياسة هذا القاتل. ما شاهده الامريكيون والعالم هو عينة بسيطة عن ما ارتكبه ترامب خلال اربع سنوات في العديد من دول العالم، منها اليمن والعراق وسوريا وحصاره لايران وفنزويلا وغيرها، ومن خلال دعمه للجرائم الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، وقد سكت العالم وكثير من الامريكيين على الكثير من جرائمه المروّعة ضد الشعوب الأخرى ومن بينها جريمته العلنية والرسمية الفاضحة بحق القائدين الحاج قاسم سليماني وابو مهدي المهندس، واليوم انكشفت حقيقته الاجرامية أمام شعبه، ويمثل ترامب عينة فجة عن الغطرسة السياسية والعسكرية الاميريكة التي طالما فرضت هيمنتها على الشعوب، وسلبت خيراتها، وقوّدت سيادتها. ما جرى هذه الايام هو نموذج عقم ومصيبة هذه الديموقراطية الاميريكية التي لا تمتلك الضوابط اللازمة، وهو نموذج لوصول امثال ترامب الى السلطة. كيف توصل هذه الانتخابات ترامب الى السلطة وهو على درجة عالية من التكبر والاجرام والجنون والحماقة ليدير ليس امريكا بل يدير العالم ويتحكم بمصائر العالم وهو يكشف حقيقة الديموقراطية الاميريكية التي حاول تعميمها على العالم وهو مع شركائه وحلفائه في المنطقىة “نموذج الحكام” الدكتاتوريين المتعطشين للسلطة ولو على حساب دماء شعوبهم. طبعا نذكر هنا بومبيو من كان يتحفنا باحاديثه كيف نحافظ على اصوات الناخبين، وهو ورئيسه كانوا يريدون أن يفرضوا ويغيروا نتائج الانتخابات بالقوة والتهديد. كيف يتحدث عن احترام المتظاهرين، وشاهدنا القتلى والجرحى في واشنطن؟
أريد أن أختم في كلمتين وأقول: الله سبحانه وتعالى حمى شعوب العالم والكرة الارضية خلال الاربع سنوات، يجب ان نتوجه اليه جميعا بالدعاء والتوسل فيما بقي من الايام العشرين من كانون الثاني لان حقيبة الزر النووي هي بيد واحد اسمه ترامب، شخص مجنون واحمق وعنصري ومتكبر ومستبد، عندما يغضب لا يعرف نفسه ماذا يفعل. الله يستر على العالم الأيام الباقية حتى عشرين كانون الثاني.
مشهد أخير في التعليق ونكتفي بهذا المقدار، عندما شاهدته امس عاد ليتحدث وقد قام بتسجيل حديثه ولم يكن خطابه مباشراً، وأدان المتظاهرين، وأدان الذين مارسوا العنف، وانه سوف يلتزم بالقانون، ودعا الجميع الى الالتزام بالقانون، ذكّرني بالآية القرأنية كتبتها حتى أقرأها بدقة (كمثل الشيطان اذ قال للانسان اكفر فلما كفر قال اني بريء منك اني أخاف الله رب العالمين) هو جاء بالناس، هو حرّض على الكونغرس، هو أرسلهم الى هناك، وعندما اصطدموا قال أنا لا دخل لي، أنا بريئ، كلنا تحت القانون. هذا نموذج ترامب، كيف يتعاطى مع أنصاره وطبعاً مع حلفائه.
على كل، هذا الحادث كبير، التطورات التي تجري اليوم في أميركا لها تداعيات على اميركا وسيكون لها تداعيات على كل العالم، هذا يحتاج إلى متابعة .
النقطة الثانية او التعليق الثاني بعد خطابي الأخير الذي قلت فيه فكرة وهي أنه اذا كان هناك اهتمام دولي واقليمي، واذا يوجد اهتمام في لبنان واذا كان هناك أحد يسأل عن لبنان فهو بسبب وجود المقاومة في لبنان وصواريخ المقاومة. طبعاً في اليوم الثاني حصلت ردود. نحن نحترم كل الذين يعقّبون بمعزل عن الطريقة والموضوعية التي يناقشون فيها المسائل، لكن الحاصل في هذا البلد أنه اذا تكلم أحد بالشرق يرد الثاني عليه بالغرب، يعني انا أتحدث عن الواقع الحالي بوجود هذه المقاومة، كل الذي يحدث بالحد الادنى من 2005 الى اليوم، يعني منذ انسحاب القوات السورية من لبنان، يعني من سنة 2005 اذا كان هناك اهتمام اميركي او اوروبي غربي دولي في لبنان، كل الوفود التي جاءت الى لبنان، شاهدوا محاضر الجلسات، لقاءاتهم مع المسؤولين، البيانات الصادرة في الاعلام، القرارات، كلها محورها الاساسي هو المقاومة وسلاحها ومقدراتها، وكيف ننهي هذا الموضوع ونعالجه طبعاً لمصلحة إسرائيل. بومبيو عندما جاء، شنيكر “رايح جاي” وقبله سترفيلد، وقبله ديفيد هيل، ماذا كانوا يناقشون، وما هي القضايا التي كانوا يناقشونها؟ هذا واضح اليوم، لو كان الامريكان او الاوروبين اوحتى بعض الانظمة العربية يعني لهم لبنان شيئاً أوشعب لبنان أو حاضر ومستقبل لبنان، ما كانوا يتعاطوا مع لبنان وشعب لبنان بهذه الطريقة من فرض العقوبات وقطع المساعدات ومنع المساعدات والتهويل والحصار وما شاكل. اذاً لبنان لا يعني لهم شيئاً. أعود وأقول لبنان لا يعني لهم شيئاً، شعب لبنان لا يعني لهم شيئاً. الذي يعني لهم هو كيف يحلون مشكلة اسرائيل في لبنان، وجميعاً شاهد كيف هم مجندون لخدمة إسرائيل، من ترامب الى صهره كوشنير، الذي كان مصراً أن يحضر الجلسة في المغرب بين وفد اسرائيلي وجماعة الدولة في المغرب، وهو مصر أن يحضر القمة الخليجية، وهو شخصياً رعى المصالحة بينهم، وهو شخصياً مهتم بترسيم الحدود البحرية. الامريكان وكثير من جماعتهم في المنطقة همهم وغمهم إسرائيل، وكيف يحلون مشاكل إسرائيل. يدفعون لتبقى اسرائيل قوية، واذا كان هناك شيء يعطل او يقف في وجه اسرائيل مثل المقاومة، يعملون لمعالجته.
ما علاقة هذا الكلام بسنة 1978، انه يا سيد حسن أين كنت بحرب “المية يوم”، “الحصار على الاشرفية التي هي على تخوم الضاحية عندما كان القصف السوري وكنا عاملين معارك بالاشرفية وبزحلة هيدا حكي بالشرق وهيدا حكي بالغرب، بتسألني وين كنت، أقول لك في 1978 هيدا من باب الاحترام في أولها كنت بعدني بالنجف الاشرف والجزء الثاني منها كنت قد جئت الى بعلبك عم ادرس في الحوزة العلمية يومها ما كان في حزب الله، بس هيدا الموضوع لاعلاقة له لا من قريب ولا من بعيد بالحقيقة القائمة اليوم في لبنان”، وبالحد الادنى منذ سنة 2005 وكل الاحداث والتحركات التي حصلت والقرارات الدولية، حرب تموز، المؤامرة الحكومية في 5 أيار 2008 وما جرى بعدها من مؤامرات ومن ومن ما هو قائم حتى الان من عقوبات وتهديد وتهويل الى آخره هذا محور ولا يوجد شيء آخر، فأنا أتمنى عندما أتكلم بالشرق يرد علي بالشرق، ما يردوا علي بالغرب.
ونأتي الى ملفاتنا، اما بقية ما قيل، يعني كل “السمفونية” لا يوجد شيء جديد ليعقب عليه. نأتي للملفات، الملف الاول اريد أن أتحدث عن المرفأ، اولا التأكيد على ان قضية ما حصل في المرفأ الانفجار وتداعياته هي قضية يجب ان تبقى قضية وطنية ولا يجوز تحويل هذه القضية بأي حال من الاحوال الى قضية مناطقية تعني هذه الاحياء من بيروت مثلا او قضية طائفية تعني المسيحيين دون المسلمين مثلا او قضية سياسية تعني قوى سياسية معينة من اجل استهداف قوى سياسية معينة أخرى. هذا لا يجوز، هذا غير اخلاقي ايضا وغير انساني. الأذى لحق بالجميع، الشهداء مسلمون ومسحيون، وليس صحيحاً الحديث كم هو عدد المسلمين وكم هو عدد المسيحيين. الجرحى من الجميع والشهداء من الجميع. تضررت البيوت. المرفأ عندما أصيب، كل الاقتصاد اللبناني أصيب، اقتصاد الشعب اللبناني أصيب، اقتصاد الدولة اللبنانية أصيب. اذاً هذه قضية انسانية اخلاقية وطنية لا يجوز تطييفها، ولا يجوز تحويلها الى قضية مناطقية، ولا يجوز تسييسها.
النقطة الثانية: نحن وهنا اتحدث عن حزب الله بالتحديد، سنتابع هذه القضية تحقيقاً وقضاءً ومحاسبة للنهاية، لانه توجد أجواء في البلد ان هناك من يريد، من يميع التحقيق ويضيع التحقيق ويضيع المسؤوليات. انا اتعهد امام اللبنانيين بالنيابة عن حزب الله وامام عوائل الشهداء والجرحى والذين تضررت بيوتهم اننا نحن كحزب سياسي لنا حضور في المجلس النيابي، بالحكومة، بالحياة السياسية في لبنان، نحن مُصرون على أن هذا الملف يجب أن يَصل إلى نهايته العادلة والصادقة، وفي أقرب وقت ممكن، وفي الحقيقة لِسببين:
السبب الأول: هو الجانب الإنساني في الموضوع، يعني يوجد عدد يقارب المئتي شهيد ويوجد آلاف الجرحى وآلاف الوحدات السكنية والمرفأ، المرفأ وتداعياته.
وثانياً: أيضاً بكل صدق، لأنه منذ اللحظة الأولى ومنذ الثواني الأولى وُجهّت الإتهامات وأُستخدم هذا الملف ضد حزب الله، ووسائل الإعلام استخدمت و معروفة والجهات السياسية معروفة والمواقع الإخبارية معروفة في لبنان وفي خارج لبنان، ومنذ اللحظات الأولى عُمل استهداف، أولاً على حزب الله من خلال الكلام أنه صواريخ وسلاح وذخائر وما شاكل…، وثانياً: في ذلك الوقت، على العهد، على فخامة الرئيس ميشال عون وعلى التيار الوطني الحر من باب الحليف، أن هذا هو حليفكم، يعني توجد معركة في الساحة المسيحية، يوجد فريق مسيحي دائماً يُحاول أن يستهدف العهد والتيار الوطني الحر من بوابة أُنظروا إلى حليفكم، عمل حليفكم وقال حليفكم، خصوصاً في البداية كان يوجد هدم كبير في بعض الأحياء التي أغلب سكانها من المسيحيين، تم إستغلال هذا الموضوع في هذين الإتجاهين، وبالتالي صار في تحريض كبير علينا، بعد أيام بدأ هذا التحريض يَخف لكن كمل على حليفنا فخامة الرئيس والعهد والتيار من باب محاولة تحميل المسؤوليات الإدارية، أين كنتم وماذا عملتم وماذا فعلتم.. الخ، لكن لم ينته الملف بل بقي مفتوح، وكل الناس الذين سمعوا هذا التحريض، ربما يوجد الكثير من الناس منهم ما لايزالون يحملون هذه القناعة.
إذاً، هذا الملف كلا نحن لسنا في وارد أن نَتركه أو نَهمله أو أن نتعايش معه كتضييع وقت، بل نحن من الناس المهتمين جداً أن تُعرف الحقيقة وأن يُحاسب المسؤولون في أقرب وقت ممكن.
النقطة الثالثة: في ملف المرفأ، في التحقيق الذي يُسمونه التحقيق الفني أو التحقيق الجنائي، كُلنا يَعرف أن الجيش اللبناني عَمل تحقيق وقوى الأمن الداخلي عَملت تحقيق، وإستعانوا بالحقيقات بإمكانياتهم الذاتية وأيضاً بمحققين أميركيين وفرنسيين وأجانب، والتحقيق إنتهى، ونحن معلوماتنا أن تحقيق الجيش اللبناني إنتهى وتحقيق قوى الأمن إنتهى، وأُعطيت نسخ منه لقاضي التحقيق أو المُحقق العدلي، عظيم، سؤال، والمطالبة اليوم: ألا يَحق للشعب اللبناني وألا يَحق لعوائل الشهداء وعوائل الجرحى والذين تأذت بيوتهم وتهدمت بيوتهم، ألا يَحق للشعب اللبناني أن يطلع على هذا التحقيق طالما أنكم أنهيتم التحقيق؟ إطلعوا وقولوا للناس في لبنان قولوا الحقيقة التي توصلتم لها، هل الإنفجار الذي حصل في مرفأ بيروت ناتج عن وجود صواريخ أو ناتج عن وجود أسلحة أو ناتج عن وجود ذخائر أو ناتج عن وجود مواد عسكرية متفجرة؟ لأن النترات مواد غير عسكرية تُستخدم فيما بعد أو يُصنع منها مواد..، هل يوجد شيء عسكري كان موجوداً في المرفأ هو أدى أو كان مادة لهذا الإنفجار؟ لماذا لا تريدون أن تقولوا الحقيقة للناس؟ لماذا هذا الملف يُراد له أن يظل مفتوحاً للعب فيه على العقول وعلى القلوب وعلى المشاعر وعلى الكذب والتضليل والتزوير والتحريف والتحريض، التحريض الطائفي والإستهداف السياسي؟
أنا اليوم أُطالب قيادة الجيش اللبناني، إذا كانت مُطالبتي العلنية هذه لا أعرف تعني شيئاً أو لا تَعني شيئاً، إذا كان يوجد طريق قانوني نذهب أيضاً إلى الطريق القانوني، عن طريق كتلتنا في مجلس النواب أو عن طريق الوزراء أو عن طريق رفع مطالب لا أعرف، لكن لا يحتاج ولو أدبياً وأخلاقياً مسؤولية قيادة الجيش اللبناني ومسؤولية المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أن يَطلعوا ليقولوا للشعب اللبناني هذه هي نتيجة التحقيق، من الأسئلة هذا الذي صار هو ماذا؟ هل يوجد طيران أتى وضرب؟ هل يوجد صاروخ متطور أتى وضرب؟ أو توجد عملية تخريبية، أتى أحد ليضع عبوة ناسفة أو سيارة مفخخة أدت إلى هذا الإنفجار؟ هذا الذي صار هو عبارة عن عمل تخريبي عدواني أم عن إهمال؟ ما أنتم قد وصلتم إلى نتيجة، فلماذا هذه النتيجة لا يعرفها الشعب اللبناني؟ لماذا أهالي مئتي شهيد لا يعرفون لماذا قُتلوا أولادهم؟ بكل صراحة، خمسة أشهر الناس لا تَعرف كيف قُتلوا أعزائها وكيف جُرحوا وكيف تهدمت البيوت وكيف دُمر المرفأ؟ والحقيقة موجودة في التحقيق، لكن التحقيق الحقيقة مُخبأة، لماذا تَظل مُخبأة؟ هذا سؤال، من جانب آخر بعد خمسة أشهر لم يتبين معكم أن هذه النترات من أتى بها إلى لبنان؟ ولمصلحة من أتت إلى لبنان؟ توجد سوابق قبل وبعد، في البحر المياه الدولية مليئة بالأساطير التي تُراقب السفن، إذا أحد يقوم بإدخال السلاح أو ذخائر أو مواد يُمكن أن تُستخدم لأغراض عسكرية يَتم مُصادرتها، اليونيفيل يقومون بذلك، وتوجد سفن أتت فقاموا بردها، فكيف هذه دخلت وكيف مرّت على الأساطير الأميركية والأوروبية وعلى أسطول اليونيفيل الموجودة في المياه؟ على كلٍ، من بعثهم؟ ومن أتى بهم؟ ومن إستلمهم؟ هذا كله يجب أن يكون بَيّن ( عُرف)، إذا ما بَيّن ( لم يُعرف) مصيبة، وإذا بين (عُرف) لماذا تركتموه؟ لِيطلع كل يوم واحد يقعد يَتفلسف علينا وعلى غيرنا وعلى أصدقائنا وعلى حلفائنا وعلى الناس، ويَكذب عليهم ويُضلل عليهم؟ هذا الموضوع يجب أن يَنتهي، يوجد تحقيق، عال، يجب أن يُعلن عن نتيجة التحقيق.
النقطة التي بعدها: التحقيق القضائي، المحقق العدلي، واضح من مسار التحقيق الذي هو يسير فيه، أنه لا يُقارب هذه الأسئلة ولا يُوضح شيئاً للناس ولا لعوائل الشهداء، واضح أنه يذهب إلى تحميل المسؤوليات الإدارية، كأنه بنى (وارده هكذا) أن الموضوع هو موضوع إهمال وكيف هؤلاء بقوا ومن أبقاهم وفيما بعد من أتى حتى يَعمل التلحيم وكيف حصل الإنفجار؟ وذهب لِيُفتش عن المسؤوليات الإدارية، أولاً: قُل لنا حقيقة الموضوع، ما الذي حصل في المرفأ؟ حتى كل الشعب اللبناني والدولة اللبنانية والمسؤولين اللبنانيين يُواكبوك، ويكون ظهرك محمي ليس من القليل (شوية) من المتظاهرين خائف منهم أن يَنزلوا لِعندك على باب البيت، أو القليل (شوية) من جماعة التواصل الإجتماعي لِيمدحوك على مواقع التواصل الإجتماعي، ليس هذا الذي يَعملك قوياً كي تَقدر أن تُكمل في هذا الملف يا جناب المحقق العدلي، الذي يَعملك قوياً أن تَستند إلى الإرادة الصادقة وإلى أخلاق الشعب اللبناني، إلا إذا كُنت لا تعترف بأنه يوجد أخلاق لدى الشعب اللبناني، إطلع على اللبنانيين وقُل لهم الذي جرى في المرفأ هو واحد.. اثنين.. ثلاثة.. أربعة.. خمسة..، وبناءً عليه أنا ذاهب لِأُحدد المسؤولين وأَحبسهم وأَرفع عليهم دعاوى، سوف ترى أن كل الشعب اللبناني معك، الطريقة التي يُشتغل بها فيها إرتياب، في الآونة الأخيرة نحن دائماً نقول: في هكذا ملف يجب أن يَحصل تعاطي عادل ونزيه، يعني لا يجوز بصراحة وصدق أنه أيضاً في هذا الملف يَشتغل 6 و6 مكرر، الإدعاء الأخير على رئيس الحكومة المستقيلة وعلى الوزراء الثلاثة، أنا واحد من الناس وكثيرين شمّوا فيه رائحة 6 و6 مكرر، وهذا ليس له منطق، لا يَستند على أساس، أنا لا أقول أن أُحمّل مسؤوليات لهؤلاء كلهم، لكن سؤال: رئيس الحكومة الحالي دون أي وزير حالي، ووزراء سابقين دون رؤساء الحكومات السابقين؟ لا يوجد أساس ولا يوجد معيار ، يوجد تنقية(إختيار)، نُريد من هذه الطائفة ونُريد من هذه الطائفة لِنَعمل 6 و6 مكرر، إذا هذا الملف يا جناب المحقق العدلي تُريد أن تُكمل فيه بهذه الطريقة، معناه أننا لن نَصل إلى نتيجة، المطلوب تَصحيح المسار في التحقيق وفي المجال القضائي لهذا الملف، الآن محكمة التمييز، تنحي أو لا تنحي هذه تفاصيل أنا لا أَتدخل فيها، لكن أُريد أن أَقول: مسار التحقيق مثلما كان سائراً، مسار الإدعاء مثلما كان سائراً، لا يُؤذي إلى ما يَتوخاه الناس من النزاهة والعدالة، من المسؤولين إن شاء الله يكونوا كلهم شيعة، لا تَشتغل 6 و6 مكرر، إدعي عليهم كلهم، إذا كانوا كلهم مسلمين إدعي عليهم كلهم، إذا كانوا كلهم مسيحيين إدعي عليهم كلهم، إعملوا معروف في قضية بهذا الحجم التي فيها مئتي شهيد وآلاف الجرحى لا تَشتغلوا 6 و6 مكرر، إشتغلوا قضاء عادل ونزيه، وأَرجع أؤكد وأُجدد الدعوة إلى إعلان نتائج التحقيق، كي يَعرف الشعب اللبناني ما الذي حصل في المرفأ حقيقةً، حتى يُواكب القضاء في كل الدعاوى والإجراءات القضائية التي يُريد أن يقوم فيها ، والتي يُمكن أن تَكون صعبة، وتحتاج إلى حماية وتحتاج إلى مساندة وتحتاج إلى دعم، هذا في ملف المرفأ.
الملف الثاني: مؤسسة القرض الحسن، منذ مدة سُلّطت الأضواء على هذه المؤسسة، لم تُسلط بشكل إيجابي بل بشكل سلبي، إتهامات وتشويه ومواقف وتقارير وندوات ومحاضرات .. والخ..، نحن تعلمنا ” وعسى أن تَكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم”، يعني لم يكن متوقعاً أن يأتي يوماً أنا أكون مضطراً أن أطلع على التلفزيون وأقعد لِأتكلم عن وأشرح عن مؤسسة القرض الحسن، هذا شيء جيد وليس شيئاً سيئاً، لأنه لو فعلت ذلك في وضع طبيعي فإنه سوف يقول الناس: ما به هذا السيد؟ بينما الآن هي على كل حال هذا يَعطينا فرصة لِجهة التعريف بهذه المؤسسة، والإسنفادة من فرصتها لعموم الشعب اللبناني والمُقيمين في لبنان، وللرد على التساؤلات وتحديد كيفية التعاطي.
هذه المؤسسة أو هذه الجمعية التي أسمها مؤسسة القرض الحسن تأسست في 1983-1984، مجموعة من الأخوة هم قاموا بِمبادرة ، يعني في الحقيقة ليس الحزب هو الذي أسس المؤسسة، توجد الكثير من المؤسسات تَأسست بِمبادرات من علماء ومن أُخوة ومن كوادر ومن نخب، وفيما بعد عندما حزب الله تُواجد واشتد كيانه وصار قادراً، أنهم صاروا يَنضموا ويَلتحقوا بحزب الله لأنه يَقدر أن يُشكّل الحاضنة والحامية والإدارة والخلفية الداعمة وما شاكل…، فالبداية بكل صدق هي بداية مبادرة فردية من مجموعة إخوة أعزاء، حتى لا نَدخل بالأسماء، الناس بحاجة إلى بعض المساعدات، وتريد أن تَذهب إلى البنوك، والبنوك سوف تأخذ فائدة، فلا تستطيع الناس أن تدفع فوائد، غير الإشكال الذي لدينا في الموضوع الديني، أي الإشكال الشرعي، لأنه أي شيء أُسمه ربا تعرفون أن موقفنا الشرعي واضح، هل نستطيع أن نُساعد الناس؟ فَجمعوا منهم بعض الأموال من بعض المتبرعين، وقتها تم الحصول على إجازة ووُضع مجموع مبلغ جيد من الحقوق الشرعية الذي نحن نُسميه الخُمس، وبدأوا بإقراض المحتاجين، منذ البداية قروض متواضعة وبسيطة، وضمن نظام دقيق وصارم، وصار هذا الموضوع وسار، ومع الوقت صار يكثر لكن يمشي ببطء إلى ما قبل سنوات، نَمشي به ببطء، لا نَعمل له دعاية ولا موجة إعلامية ولم نأتِ له بأموال لا من إيران ولا من غير إيران، كله عبارة عن مساهمات الناس، هم يضعون فلوسهم بغرض أنه يا مؤسسة هذا المبلغ أنا وضعته عندك، 500 دولار أو ألف دولار أو ألفين دولار أو مئة ألف ليرة لبنانية مهما كان مقداره، وأنتم بوسعكم هذا المال إحفطوه لي وأنتم تستطيعون أن تستفيدوا منه في إقراض الآخرين، في 1987 أخذوا رخصة قانونية مثل الجمعيات المشابهة، مع الوقت هذا الموضوع بدأ يَنمو، طبعاً في الخلفية الإجتماعية أن هذا عمل خير وعمل إنساني وعمل أخلاقي وعمل ديني، لأنّ مساعدة الآخرين أصلًا من أفضل العبادة لله عز وجل في الإسلام، خدمة الناس وخدمة المحتاجين وإغاثة الملهوفين. عندما يأتي محتاج وملهوف يحتاج لمبلغ مثلًا ليتزوج مرّ عليه سنتان ثلاثة كاتب كتابه، أو لديه مشكلة بالبيت، يحتاج لترميم بيته نتيجة تضرره بعاصفة، أو لديه فرصة، أنهى شهادته ويحتاج لمبلغ ليفتح مكتب أو عيادة طبيب أو ما شاكل.
هذا عمل شريف وعظيم وإنساني وأخلاقي، وأيضًا هو عمل ديني ومأجور ومن أفضل العبادات. طبعًا بالمساعدة هناك أشكال، ومن جملة أشكالها الصدقة تعطي صدقة، ومن جملة أشكالها أن تمنح قرضًا إسلاميًا، فالقرض أفضل من الصدقة لأسباب عديدة: منها وهذا ليس موضوعنا، لكن منها القرض، يعني عليه أن يعمل ليرد المبلغ، هذا يؤدي إلى نشاط وحيوية وعمل وحركة وإنتاج، هذا من جملة الأسباب.
هؤلاء الإخوة تابعوا، وبدأت هذه المؤسسة تعتمد نتيجة النظام المتبع. وهنا الضمانة والمتانة بالموضوع إن أراد أحد أن يقترض إمّا عليه أن يرهن شيئًا كالذهب، اتجهوا إلى الذهب مثلًا لكن يمكن أن يرهن عقارًا، لكن أحيانًا سوق العقارات ليس مؤاتياً، لكن الذهب ضمانة أفضل، وإمّا عليه أن يرهن ذهبًا، أو يجب أن يكون لديه كفيل، والكفيل ليس كفيلًا معنويًا يجب أن يكون كفيلًا مشتركًا وواضعاً مالاً بالمؤسسة بهذا المال يحقّ له كفالة مقترضين، وهم التزموا بشدّة بهذه الضوابط.
أنا العبد الفقير أمين عام حزب الله إذا كتبت كتاباً أو رسالة لمدير عام مؤسسة القرض الحسن أرجو وأتمنّى أن تعطي فلانًا قرض 2000 دولار، لا يعطيه إن لم يضع ذهباً، أو إذا أنا كنت لا أضع مبلغًا ككفيل أنا أو غيري من حزب الله أياً كان .
عمليًا هنا جاء الكفلاء، ووضعوا أموالًا حتّى يكفلوا مقترضين هم يسمّون هذا، الكفلاء المشتركون، أو المشاركون في المؤسسة، وهناك أناس غير مساهمين. أنا جئت وضعت أموالي لديك من أجل ان تستخدمهم بالقرض الحسن، أولًا أنا أخدم الناس. وثانيًا أنا أحافظ على مالي عندك. وثالثا أنا أكسب أجر وثواب لأنني شريك بالإقراض لأنّ هذا مالي الذي يتم إقراضه.
عمليًا بدأ رصيد المؤسسة يكبر، رصيدها المالي يكبر، الثقة فيها تكبر، والإقبال عليها يكبر إلى ان وصلت إلى ما وصلت إليه الآن، بدأت منذ الثمانينات ونحن الآن في سنة 2021 سارت ببطىء، لكن بثبات ومتانة وبمصداقية. هناك مجموعة عوامل ساعدت أن تكتسب هذه الموقعية التي اكتسبتها اليوم، ودفعت الأمريكي وكثيرين أن يهاجمونها ويفتحوا عليها معركة من الشرق والغرب. من جملة الأسباب لنجاحها وضمانتها وثباتها: أولًا أّن المؤسسة لا تقوم بأي عمل تجاري أو استثماري، يعني لا توجد مخاطرة، لا توجد مغامرة بأي أمر. عادة هناك أناس يتجهون نحو أعمال تجارية يخسرون، ينكسرون، يفلسون. هنا لا يوجد عمل تجاري، ولا عمل استثماري ولا شيء. الآخرون كان يحصل أنّ فلاناً يضعون أموالهم لديه يذهب يتجار يوفق لا يوفق يكون لديه التزامات مالية يبدأ يركّب طرابيش في النهاية “يخلصو الأموال” كما جرى مع كثيرين.
إذًا أولًا المؤسسة لا تقوم بأي نشاط تجاري أو استثماري، وليس لها أي غاية ربحية على الإطلاق، وهذا الفارق بينها وبين المصارف للذي يحاول المقايسة، الفارق جوهري. ثانيًا ضمانات الإقراض الذي سمح لها بالثبات ضمانات الاقراض إمّا من خلال رهن الذهب، أو من خلال الكفلاء. ثالثًا لا تذهب نحو أمور ضخمة وكبيرة حتى إذا ضربت تسقط. سقوف القروض لديها 5000 6000 دولار أعلى سقف والمعدل الوسطي 2000 دولار. القروض صغيرة وقصيرة المدى ومتوسطة المدى، لا يوجد قروض كبيرة إلا في حالات استثنائية عندما يكون هناك كفيل ماكن وواضع لمبلغ كبير في المؤسسة.
ومن جملة الأسباب رابعًا أنّ التجربة أثبتت، نتحدث من الـ 84 وحتى الـ 2020، 36 سنة مثلًا لم تضيع أموال أحد في مؤسسة القرض الحسن أبدًا، حتى في حرب تموز عندما دمّر أحد المخازن، ودمّر عدد من الفروع وتلفت أموال. مع ذلك كل الناس الذين كان لديهم أموال بالقرض الحسن عوّض عليهم، لم يضع على أحد أي فلس. خامساً إنّ هذه المؤسسة في نهاية المطاف ترعاها جهة موثوقة، ومقتدرة ومسؤولة ومعروفة اسمها حزب الله. وسادسًا الإدارة الكفوءة لنفس المؤسسة، المدير العام المسؤولين المباشرين، والإدارة الكفوءة والأمينة والموثوقة والمتشددة في تطبيق الضوابط.
هذه مجموعة عوامل جعلت هذه المؤسسة تبقى صامدة وثابتة وقوية ومتينة وخطها البياني تصاعدي، وإن سار بمرحلة بطيئة، لكن في السنوات الأخيرة ونتيجة أسباب سأتحدث عنها تطور أكثر.
ففي السنوات الأخيرة عندما نرى الأرقام، واضح بدأ الرقم يكبر، رقم المساهمات والاشتراكات وبالمقابل رقم القروض يكبر من سنة 2015 وصعودًا. طبعًا في السنوات الأخيرة كبرت المساهمات من أفراد وجهات بالمؤسسة وأيضًا كبر الاقتراض.
الأسباب:
1- الثقة المتزايدة، صار هناك ثقة، الناس تثق، هناك مؤسسة بعد 36 سنة لا يوجد تجربة تقول وضع مال فيها وضاع لأي سبب من الأسباب.
2 – انهيار شركات مالية وتجارية وعدم الثقة بها وضياع الأموال، هذا جرى بكل المناطق، الناس تضع أموالها عند شخص يتاجر ويردّ عليهم يركب طرابيش في النهاية، بينما هذه المؤسة لم تتعامل بشيء من هذا النوع على الإطلاق.
3 من الأسباب أيضًا العقوبات الأمريكية التي جرت في لبنان على حزب الله ومؤسسات حزب الله ومن يقترب من حزب الله، وأداء المصارف، أداء البنوك اللبنانية الذين كانوا ملكيين أكثر من الملك والذي كان أداءً ببعض مستوياته غير أخلاقي جاؤوا وطلبوا من الناس، “يلا” اسحبوا أموالكم وأقفلوا حساباتكم، ومع ذلك نحن تصرفنا بلياقة، راجعنا الناس، قلنا اسحبوا أموالكم وأغلقوا حساباتكم، ماذا نفعل؟ هل نتقاتل مع المصارف؟
“ماشي الحال” مع العلم أنه لم يكن مطلوبًا منهم لهذه الدرجة من قبل الأمريكي والأسماء التي طلبوا منها ان تقفل حساباتها لا هي موضوعة على لوائح العقوبات، ولا على لوائح الإرهاب. فقط لأنّ هذا من حزب الله، أو قريب من حزب الله، أو مؤيد، أو جمهور، أو محب لحزب الله “زعبوا العالم كلها من المصارف”. إلى أين جاؤوا؟ جاؤوا إلى القرض الحسن. كتر خيركم.
4 – السنة الأخيرة وأزمة المصارف: لا أودّ الدخول فيها وبالتحليل وما هي أسبابها الأمريكان، مصرف لبنان، أصحاب المصارف، السياسة غير السياسة بحث يطول. أنا يهمني الجانب المرتبط عمليًا، هناك أناس سحبت أموالها، وهناك أناس لديها أموال الآن ليست حاضرة أن تضعها في المصارف لأنه إذا وضعتها لن تعود لها أموالها. أين ستضعها، إمّا ستضعها في المنازل وإمّا عند أصدقاء محميين وإمّا في القرض الحسن. كثير من هؤلاء جاؤوا ووضعوا أموالهم بالقرض الحسن، قالوا تفضلوا هذا المال لديكم طالما هو محفوظ استفيدوا منه في إقراض الناس.
إذًا هذه أسباب أيضًا أدت إلى تطور ونمو كبير جدًا لمؤسسة القرض الحسن في السنوات الأخيرة، وإلا لا أنا خرجت وخطبت ولا عقدت مؤتمرات، ولم نروّج كما تفعل المصارف أو سواها من المؤسسات حتى يستقطبوا مساهمين أو مشتركين أو مقترضين او داعمين أو متبرعين أو ما شاكل. هذه المؤسسة منذ البداية لم تكن لخدمة حزب أو جماعة أو طائفة أو بيئة معينة، الآن يخرجون بالاعلام ويقولون هذه من أجل بيئة حزب الله، لا هي مفتوحة لكل الناس. من يريد أن يساهم ومن يريد أن يشترك، أو من يريد أن يكفل أو من كان يريد أن يقترض يستطيع أن يأتي إلى مراكز القرض الحسن من أي طائفة من أي خط سياسي من أي منطقة لبنانية ومقيمين في لبنان، سوريين، فلسطينيين، إلخ.
أنا لا أدّعي. هذا موجود وقائم منذ سنوات طويلة، لكن هناك أناس هم لم يكونوا يأتون كانوا يفضلون المصارف لماذا؟ لأنّه عندما تضع أموالك بالمصرف تحصل على فائدة، تضعهم بالقرض الحسن ليس عليهم فائدة.
من هذه الزاوية، على كلٍ أيضًا اليوم أنا أقول من يريد أن يساهم، ومن يريد أن يشترك ككفيل، ومن يريد أن يقترض أهلًا وسهلا به. واتسعت الفروع وهذه المؤسسة هي دائمًا تعلن هي جاهزة أن تفتح في كل المدن، وفي كل المناطق اللبنانية لكنّها لا تفرض نفسها على أحد. وبكل صدق وصراحة ذهبوا ليفتحوا ببعض المناطق اللبنانية تمّ قطع الطريق عليهم من قبل أجهزة أمنية في لبنان، نحن قطعنا الموضوع لأنّنا نحن نريد أن نخدم الناس، ولا نريد أن نفرض حالنا على الناس. في أي مكان فيه رغبة، أو إقبال المؤسسة جاهزة لتفتح فرع وتقدم خدمات بكل المراحل الصعبة، والظروف الصعبة التي عاشها الناس، والآن يعيشون أصعب منها قدّمت قروضًا، وسأتحدّث ببعض الأرقام.
عناوينها ماذا؟ بالعناوين عندنا: بناء أو ترميم منزل، تغطية نفقات دراسة، مهن حرة، طبابة وعلاج، وحاجات استهلاكية متفرقة، زواج تسديد ديون شراء أثاث منزل، وشراء سيارة. هذا هو هذه القروض المتواضعة شو بتعمل 1000 و2000 و3000 و4000 و5000 دولار.
والآن فتحوا باب موضوع القروض الزراعية بالتعاون مع جهاد البناء من أجل إحياء الموضوع الزراعي.
هذه المؤسسة أيضًا من بداية التأسيس إلى اليوم وسأختم بالاشكالات التي أثيرت حولها. من بداية التأسيس إلى اليوم إجمالي عدد المستفدين، الغاضبون سيزدادون غضبًا عندما يسمعون هذه الأرقام، والمحبون من المفترض أن يحتضنوا ليروا أنّ هذه مؤسسة قدّمت خدمة كبيرة جدًا في لبنان. إجمالي عدد المستفدين منذذ بداية التأسيس إلى اليوم مليون و801000 مستفيد، وقد يكون الشخص قد استفاد أكثر من مرة ليس شرطًا أن يكون مليون و800000 وألف مستفيد. هذه القروض المدفوعة لمليون و801000 إجمالي قيمة القروض الممنوحة وليس معنى ذلك أن المؤسسة لديها هذا المبلغ، هنا نحتسب مبلغًا تم إقراضه، وثم استعادته، ثم إقراضه، ثم استعادته. هذه الحركة المالية حركة الاقراض واستعادة القروض، ثم الإقراض بلغت منذ التأسيس إلى 2020، 3 مليار و775 مليون دولار، هذا كله أموال الناس الذين وثقوا بالمؤسسة ووضعوا أموالهم لديها، وهي لا تشغّلهم وتمارس التجارة، ولا تجني أرباحًا، ولا تقدم عليهم فوائد ولا شيء، تعطيهم قروضًا وقروضًا حسنة بلا فائدة لمليون و801000 مستفيد. وحاليًا عدد المتعاملين مع المؤسسة ما يزيد عن 300000 شخص يتعاملون مع مؤسسة القرض الحسن.
طبعًا هذه المؤسسة لديها شبيه في لبنان، هذا الموضوع فقط عندكم أنتم، انتم فعلتم هذا الشيء، أقول لك لا، هذه أول مرة أعمل بهذه الطريقة، هذا دليل المؤسسات الإقراضية للمشاريع الصغيرة في لبنان بحسب وزارة الشؤون الاجتماعية، الجمهورية اللبنانية وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي صندوق الأمم المتحدة الانمائي للمرأة وضعوا لائحة بالجمعيات المشابهة. عندما ترى الجمعيات يتبيّن من كل الطوائف وبكل المناطق،” مضطرين أن نتحدث بهذه اللغة” عندما نجد كل جمعية يكتب عنها بصفحة، هذه خدماتها، عندما يصل لجمعية القرض الحسن يضع في صفحة نظام القروض العينية، إجراءات القرض، نظام القروض في القرى، ونظام القروض في الجمعيات والمؤسسات، ونظام القروض بكفالات شخصية، ونظام القروض برهن الذهب، ونظام القروض بكفالة مشاركين في المراكز الفروع، هذا في عام 2001، كله علني وشفاف ومكشوف وواضح وليس هناك شيء مخفي ولم ننشئ منظمة سرية مخفية عن الناس وفجأة خرج شيء اسمه – الله أكبر – القرض الحسن، مؤسسة القرض الحسن في لبنان.
حسناً، هذا موجود والذي يحب أن يشاهد هذا دليل صادر عام 2001 عن وزارة الشؤون الاجتماعية والمقدمة مكتوبة من قبل مديرة عام الوزارة في ذلك الوقت.
طبعاً، استكمالاً لما تقدم، هناك عدة نقاط أريد أن أختم بهم، هذه المؤسسة لا تمول حزب الله، لأنه الآن الجميع يقول أنها تمول حزب الله، عند الأميركيين هذه هي الحجة، وعند غير الأميركيين، أصلاً هذه المؤسسة ليس عندها أموال تعطيها لحزب الله، هي لا تشتغل عمل تجاري ولا تشتغل عمل استثماري والناس الذين يضعون أموالهم عندها من أجل الإقراض لا يجوز للمؤسسة أن تستخدم هذه الأموال في غير هذه الجهة، هذه نقطة.
النقطة الثانية، هي تشكل فرصة حقيقية لمساعدة الناس في الظروف الصعبة وما أصعبها في هذه الأيام، وهي تؤدي عندما يكون هناك عشرات الآلاف أو مئات الآلاف المقترضين، يعني تقضي حوائجهم وتحل مشاكلهم وتحرك الانتاج ولو بهذا المستوى وهذا طبعاً مرجعه وخدمته هي كبيرة لكل البلد. ما الأفضل؟ أن يضع الشخص أمواله في البيت ويقفل عليهم لأنه الآن هناك أزمة ثقة مع البنوك أو يضع أمواله في القرض الحسن الذي يحاربوها الآن!؟ الأفضل هو الخيار الثاني، لماذا؟ أولاً أنت تعطي باب لمساعدة عدد اكبر من المقترضين والمحتاجين، ثانياً، تحرك الاقتصاد والانتاج في البلد ولو ضمن هذا السقف، ثالثاً، تكسب أجر وثواب لآخرتك بينما أنت تضعهم في المنزل وتقفل عليهم فتلك الأموال مجمدة، صفر بحسابات الآخرة، صفر ليس لهم قيمة. هنا يأتي الكلام – الذي سمعته منذ عدة أيام بعض الندوات التلفزيونية – أنه ما هي أضرار مؤسسة القرض الحسن على الاقتصاد اللبناني، أف أف، طبعاً أنا فاجأني السؤال جلست أستمع لأرى ما المصيبة التي قامت بها القرض الحسن على الاقتصاد اللبناني، أنه إذا هناك مؤسسة تقدم قروضاً من دون فوائد، لا تحمل المقترض شيء، من دون فوائد، وهي لا تشتغل تجارة واستثمار لا تأخذ من طريق أحد على الإطلاق، وهؤلاء يذهبون إما يفتحوا دكاكين، إما ينشئوا مشاريع زراعية، إما يتحكموا، إما يدرسوا، إما يفتحوا عيادة طبيب، مكتب مهندس وما شاكل، هذا ما أضراره على الاقتصاد اللبناني!؟ الله سبحانه وتعالى يقول ” فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور” العمى والحقد والحسد والعداوة توصل إلى هنا، أنت يا أخي اذهب واعمل مثلها من يمنعك؟ أصلاً موجود مثلهاً عند الجميع، عند كل الطوائف وكل المناطق، الفرق هو الجدية، الفعالية، الضمانة، الشغل الدؤوب، هذا بحث آخر، هذه ليس مشكلتنا هذه مشكلتك. أما أن يأتي ويقال أن هذه تضر بالاقتصاد اللبناني حقيقة هناك مشكلة بهذا الموضوع.
طبعاً من النقاط التي طرحت أن هذه المؤسسة تتعاطى كمصرف وبالتالي يجب أن تدفع ضرائب وهي لا تدفع ضرائب وهذا خطأ، هذه المؤسسة ليست بمصرف، لا تدفع فوائد للمساهمين أو المودعين، ولا تأخذ فوائد من المقترضين ولا تشتغل بالمال تجارة ولا تشتري فيه عقارات ولا عندها جهات ربحية وليس عندها ربح أصلاً، ليس عندها ربح لتدفع عليه ضرائب، نعم إذا مطلوب ضرائب على الموظفين تدفعهم مثلها مثل كل المؤسسات الموجودة بالبلد. فلذلك هذه الدعوة ليس لها أي مكان على الإطلاق، وأساساً كل الذي تقوم به مؤسسة القرض الحسن أنها تأخذ رسم مالي ثابت شهرياً، ليس هناك نسبة مئوية له علاقة بحجم القرض أو ما شاكل، من خلال هذا الرسم الضئيل الذي يدفعه المقترضين هي تغطي حاجاتها المالية والإدارية للإنفاق فقط على جهازها الإداري لأنه غير مطلوب منها ربح، وإذا يوم من الأيام كانت محتاجة نحن ندعمها، نحن ندعم مؤسسة القرض الحسن وليس هي التي تدعمنا.
بناءً عليه، لأن هناك مؤسسة اكتشفوا مؤخراً، استيقظوا عليها، لماذا استيقظوا عليها؟ هذه السنة استيقظوا عليها، لماذا؟ لأنه عندما بدأ الناس بالانكفاء عن البنوك، أين ذهب الناس؟ ظهرت عند القرض الحسن، قامت القيامة، قامت قيامة البنوك، ومن الطبيعي، عداوة الكار، هذا ليس قرض، قامت قيامة من وراءهم وطبعاً هناك لبنانيين يعملون عند الأميركي – لأكون واضح وصريح – أكثر لؤماً علينا من الأميركي وأعدى لنا من الأميركي، يعني يتصرفون هكذا، أخذوا تقاريراً وأن هذه تمول حزب الله وتغطي حزب الله وهي عمدة حزب الله، يكذبون عليهم، لا هي عمدة حزب الله ولا شيء، حزب الله يدعمها، حزب الله يساعدها، حزب الله يحميها، على كل ليس هناك داعٍ لأعيد.
على كلٍ، وضعوا المؤسسة على لائحة العقوبات وبدأ الهجوم الإعلامي وأنا متأكد وأنا أعرف بالأرقام وكم هي الأرقام ومن دفع لمن لمحطات تلفزيونية لبنانية من أجل أن يشنوا هذه الحملة ولمواقع إخبارية ليشنوا هذه الحملة وجاء مؤخراً قصة حسابات وأسماء، على كل حال نحن نحقق لنرى هذا الموضوع كيف حصل، لأنه إذا موضوع قرصنة بأميركا وزارة الخزانة الأميركية من غير شر تم قرصنتها، وإذا لا هناك خلل إداري أو أمني أو داخلي كله يتبين معنا بسرعة إن شاء الله مع الوقت، لكن كل هذا هدفه ماذا؟ ترهيب المساهمين، ترهيب الكفلاء المشتركين، أنه أنت اسمك ” أنا اسمي مكتوب”، أنا اسمي مكتوب بالقرض الحسن يعني أنا إرهابي يعني الأميركي سيلاحقوك وبدأ ” تهبيط الحيطان على العالم”. انظروا يا أخوان هذه المؤسسة هدفها خدمة الناس، الذي يحب أن يكمل يكمل، والذي يحب أن ينسحب ليس هناك مشكلة، لا ينسحب في الليل فلينسحب بالنهار، الذي يخاف ينسحب، والمؤسسة لديها من القدرة المالية ومن الضمانات ومن المتانة، لأنه هم ما فكرتهم نعمل ترهيب على الناس يبدأ المساهمون بالانسحاب ويطلبون دولاراتهم وليراتهم سنضطر للضغط على المقترضين فتنهار المؤسسة، هذه المؤسسة لن تنهار واعملوا ما تريدون “وبلطوا البحر” والذي يريد أن ينسحب إذا خاف فلينسحب ليس هناك مشكلة بهذا الموضوع. بالمقابل بمناسبة هذا الحديث – الآن أنا طبعاً مثلي مثل غيري لكن بكل الأحوال – أنا أريد أن أدعي نفسي وأدعي كل إخواني وأخواتي وبيئتنا وأناسنا، يا إخوان إذا أحد عنده مال يضعهم في المنزل – لأنه لا نضعهم في البنوك وأصلاً لا يستقبلونا – يضعهم في المنزل تعالوا لنضعهم في القرض الحسن، الرد على الهجمة الأميركية، الرد على هجمة اللئام من اللبنانيين، الرد عليهم هو أن نأخذ أموالنا ونضعهم بالقرض الحسن، نقويها أكثر، تصبح قادرة على أن تقدم قروضاً أكثر، تدعم الشعب اللبناني أكثر والقرض الحسن جاهزة أن تفتح بكل المناطق وتخدم كل الناس بمعزل عن انتمائهم الطائفي أو الديني أو المذهبي أو السياسي. وهكذا نكون نخدم مجتمعنا وأناسنا ونكسب أجراً وثواباً، هذا نجده يوم القيامة أمامنا.
انتهينا من القرض الحسن، هناك بعض الزعماء قالوا يريدون قرضاً حسناً، ليس هناك مشكلة يمكنه أن يقدم طلباً إما أن يضع ذهباً أو يأتي بكفيل عنده أموال غير ذلك لا يعطوه قرضاً أياً كان.
الملف الايطالي، أنا أسميته الملف الايطالي، الملف الثالث، قبل أسبوعين أثارت – نرجع لبعض وسائل الإعلام اللبنانية – قبل أسبوعين أثارت بعض وسائل الإعلام اللبنانية وبعض المواقع الإخبارية قضية هي التالية – طبعاً قطعت ولكن أنا أريد أن أقف عندها لنبني عليها قليلاً – ما هي القضية؟ قال ان السلطات الايطالية صادرت شحنة ضخمة من الكبتاغون بما قيمته مليار دولار وتعود هذه الشحنة المليار الدولار من الكبتاغون إلى حزب الله وأنها وجهت التهمة إلى حزب الله وجاؤوا هؤلاء الجماعة وأصدروا تقارياًر وإخبارات وتغريدات وشنوا حملة عدة أيام وبعد ذلك انطفأت، سأقول لماذا انطفأت، لكن بكل الأحوال لنقول أصل القصة ونعلق عليها وإن شاء الله لا تأخذ وقتاً.
في الأول من شهر تموز في عام 2020 نشرت الصحف الايطالية خبراً يقول أن الشرطة الايطالية صادرت أكبر شحنة من الكبتاغون على مستوى العالم والتي بلغت 14 طناً بشكل 84 مليون حبة، ووجهت أصابع الاتهام في حينها لتنظيم داعش في سوريا، ويكمل أن الدليل لماذا داعش وما المطبوع وكيف يستفيدون منه إلى آخره. في الرابع من شهر آب – شاهدوا الأميركي – جاء الأميركي، في الرابع من شهر آب 2020 نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية تقريراً مطولاً لفلان وفلانة واحد أميركي وواحدة عربية وإذا أميركية من أصول عربية أو ألمانية من أصول عربية، تبين معهم أن لا هذه القصة ليست عند داعش هذه عند مجموعة شرق أوسطية، المجموعة الشرق أوسطية أصبحت حزب الله، جاء مراسل BBC عمل عليها تعقيباً وصارت عند حزب الله، تلقفتها صحيفة اسرائيلية معروفة هي جيروزاليم بوست نقلت الخبر وقالت هذه لحزب الله، جاء اللبنانيون المحترمون، بعض وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية الذين إذا لم يجدوا خبراً علينا هم يخترعوه “لقوها لقطة” فقاموا واشتغلوا على الموضوع وأنه أيها الشعب اللبناني هذا حزب الله الذي يدعي المقاومة والأخلاق والشرف مدان بايطاليا وهناك شحنة تم توقيفها بايطاليا وكبتاغون ومليار دولار. طبعاً نحن اتبعنا الموضوع وليس هناك داعٍ أن نتبعه لكن نريد أن نعرف من يتهمنا وما القصة وما الحكاية، اتبعنا الموضوع تبين أنه من الأول للآخر وحتى هذه اللحظة ليس هناك مصدر رسمي ايطالي لا شرطة ولا قضاء ولا دولة ولا وزارة داخلية ولا وزارة عدل، ليس هناك أحد اتهم حزب الله بهذا الموضوع، جاء الأميركي هؤلاء الذين يكتبون في واشنطن بوست أخذ عنهم الاسرائيلي وأخذ عنهم اللبناني وعمل منها قضية، لذلك عندما تبين أن ليس لها مصداقية ولا أحد بايطاليا، نحن حتى اتصلنا مع أناس في ايطاليا ومسؤولين حتى فقط لنرى أصل هذه الخبرية من أين أتت، تبين أن ليس له أي أساس هذا الموضوع، بالعكس هم ضائعون بين داعش وبين منظمات مافيا أوروبية وروسية وجماعات منظمات إجرامية وأصلاً لا أحد اقترب من حزب الله.
أنا في الحقيقة بهذا الموضوع إلى أين أريد أن أصل، أريد أن أصل لنقطة لأقول أولاً الرأي العام اللبناني والعربي والعالمي معروف نحن على كل حال أناس مستهدفين هذا الملف شغالين علينا فيه، كل يوم كل يومين فضائيات عربية خليجية جيوش إلكترونية من السهل جداً أن ترسل لشخص أجنبي أن ينشئ مقالاً بصحيفة أجنبية تنقله عنه صحيفة عربية، تنقل عنه صحيفة لبنانية، القصة تكون بدأت من عندك الفبركة، هذا الموضوع بالنسبة للرأي العام يجب أن لا يكون أصلاً موضع للتصديق، نحن موقفنا من المخدرات كلها بكل أشكالها من المحرمات صناعتها، بيعها، شراؤها، نقلها، تهريبها، تعاطيها من المحرمات، وهناك مستويات يكون حكمها الشرعي لو هناك حكم إسلامي يحكم هو الإعدام. نحن في حزب الله يعني لأول مرة أنا مضطر أنا أتحدث عن هذا الموضوع لا أعرف بقية الأحزاب اللبنانية ماذا يعملون، لكن نحن في حزب الله عندنا عندما يخالف أفراد عندنا محكمة حزبية اسمها المكتب التنظيمي كان يحاسب ويحاسب، عاملين قرار اسمه إذا أي واحد منتمي لحزب الله متطوع أو نحن نسميه متفرغ أو متعاقد يأخذ راتباً مقابل الوقت الذي يعطينا إياه، أي واحد يتبين أن له علاقة بصناعة، له علاقة بتهريب أو يساعد على تهريب، أو يساعد على صناعة، او يغطي على صناعة، أو تجارة أو بيع أو شراء ولو كمية قليلة جداً، المكتب التنظيمي في حال ثبوت ان هذا الاخ متورط بهذا العمل يفصله، لا يوجد إنذار وتنبيه وتجميد 6 اشهر او سنة وسنتين أبداً فصل، اخرج من حزب الله نهائياً، اذا كان متطوّعاً انتهى، واذا كان يأخذ راتباً يتم قطع راتبه، وفي حال كان يستحق تعويضات يُحرم منها، وكل أخواننا في الحزب مبلّغين حتى لا يتفاجئ أحد ويرتكب هكذا خطأ، نحن نتعاطى هكذا مع هذا الموضوع، نحن لا نجوّز ومراجعنا لا يجوّزون – خصوصاً أنه صدر كلام انه يَستخدمه في ساحات الأعداء – حتى في ساحات الأعداء هذا لا يجوز استخدامه.
النقطة الثانية، بالنسبة لبعض وسائل الإعلام اللبنانية لا أدري هذا الموضوع كيف نستطيع أن نجد حلاً له، الان هناك قنوات خليجية وغيرها ليس بيدنا حل، لكن نحن هنا شعب نعيش مع بعضنا في البلد، أنتم تعتدون علينا صراحة، أنتِ أيتها المحطة التلفزيونية الفلانية والإعلام الفلاني والجريدة الفلانية والموقع الاخباري الفلاني أنتم تعتدون علينا، أنتم تعتدون على كراماتنا، تتهموننا بأشياء بشعة ومستنكَرة ومسيئة جداً، هذا الأمر لا يجوز ان يستمر بهذه الطريقة، هذا الموضوع في حال كان القضاء هو المولج بمعالجته فيجب عليه معالجته، وإذا كان المجلس الوطني للإعلام هو المعني بمعالجته فيجب عليه ذلك، أما إذا كان المطلوب من الناس أن تعالجه كما يحدث في العالم بالخروج في مظاهرة أو إعتصام أو بأن يقفوا أمام باب محطة ويقفلوها، يمكن أن يأتي يوم تضطر الناس أن تتصرف بهذه الطريقة، لكن هذه المساهمة اللبنانية في ما لو أن هناك ملف يحاكي قضيّة واقعية أو لها أُسس – ولو شي ومنو – قد تمرّ بشكل او بآخر، لكن أنت عامداً متعمّداً حيث تعلم أنّ هذه قضية ملفّقة وكاذبة وليس لها أي أساس من الصّحة وتأتي وتتصرّف بهذه الطّريقة، هذا الأمر لم يعد يُحسن السّكوت عليه على الإطلاق ويجب أن يُعالج، أن تتكلم في السياسة ما تريده لا يوجد لدي مشكلة، إيران وغير إيران ولبنان والسيادة والحرية والاستقلال والصواريخ والمقاومة والنووي الإيراني قل ما تريده لا يوجد مشكلة، لكن هذا النوع من الموضوعات كلا، أنت تتهمنا هنا بإنسانيتنا بأخلاقنا أنت تقدّمنا مجرمين! لأن من يتاجر بالكابتاغون ويروّج المخدّرات هذا مجرم! هذا قاتل! نحن لا نقبل أنّ يتهمنا أحد بهذه الطريقة. هذا الملف الإيطالي انتهينا – نأخذ القليل من الوقت الإضافي أعانكم الله علينا.
في موضوع مكافحة الفساد، طبعاً هذا الملف دائماً معروض وقائم وهناك مأزق في البلد بهذه المعركة، اليوم الحمدلله من الانتخابات النيابية وصعوداً عندما تكلمنا وغيرنا فعل أيضاً وليس نحن فقط، أنه يجب أن يكون هناك اولوية مكافحة فساد، عظيم! الجميع أراد أن يحارب الفساد! حسناً، عندما أقبلنا على مكافحة الفساد وواضح أن هناك ملفات، جيّد! حسناً من الذي سيتابع هذه الملفات؟ سيتابعها القضاء! أعود وأعيد كلمتين فقط كي أبني عليهما.
القضاء، انا في الجلسات الداخلية وأيضاً في الجلسات العامة دائماً عندما يُقال أنتم جدّيون في مكافحة الفساد، نعم نحن جدّيون! أنتم تقومون بحماية الفساد؟ كلا نحن لا نحمي الفساد! أنتم تمنعون التحقيق في أي ملف من الملفات؟ كلا نحن لم نمنع التحقيق بأي ملف من الملفات، وهذا القضاء اللبناني وهؤلاء القضاة فليصعد أحد ويقول هناك ملف قضائي بموضوع فساد تم فتحه وأنّ حزب الله تدخل وأقفل الملف، فليتفضّل! هناك أحد خرج في الأمس ليقول أننا منعنا التحقيق في وزارة الكهرباء! هذه المرة الاولى التي أسمع بذلك، نحن حزب الله منعنا ذلك؟؟! نحن نؤيّد التحقيق بكل وزارات الدّولة وبكل الصناديق وبكل الإدارات وبكل مال الدولة، وبالتدقيق الجنائي كنا مؤيدين بلا شروط وبلا ضوابط، جيّد؟ حسناً، إذاً عندما نذهب إلى العلاج من الذي يجب عليه المعالجة؟ القضاء! كلا نحن جدّيون لكن نحن نريد من خلال القضاء! لكن هناك أناس ماذا يريدون؟ أنه إذا أنا لم أصعد الى التلفزيون وهاجمت فلاناً وشتّمت فلاناً وسببت فلاناً واتّهمت فلاناً، إذاً نحن لسنا جدّيين في مكافحة الفساد! هذا لا يسمّى مكافحة فساد، هذا اسمه تخريب بلد، والذي يعمل بهذه الطريقة هو يقوم بتخريب البلد وليس مكافحة الفساد، هذا لا يؤدي الى مكافحة الفساد بل يؤدي إلى تخريب مكافحة الفساد، لأن هذا يستنفر العصبيات الحزبية والمناطقية والطائفية ويستنفر الحمايات ويقطع الطريق على أي ملف قضائي مفترض أن يأخذ مساره الطبيعي. إذاً كلنا متّفقون أن هذا الموضوع لا يُعالج بالشتائم ولا بالسباب ولا بالتشهير ولا بالخطاب السياسي، هذا ملف تسير به نحو القضاء.
يوجد لدينا نقتطين في القضاء:
النقطة الأولى هي إصلاح القضاء، هناك ما هو معروض اليوم على اللّجان النيابية من المفترض أن يتحرّكوا فيه ويضعوه في سُلّم الأولوية ويعالجوه كي يصل ونستطيع على إثره أن نقوم بإصلاح في القضاء ويصبح لدينا قضاء مقتدر، حيث يستطيع فتح هذه الملفات ويعالجها ويصدّرفيها احكاماً.
هناك مشكلة ثانية، طبعاً تم إقرار قانون حول امكانية تقديم إخبار ومن يمتلك معلومات وحماية هؤلاء وهذا كله تم وضع قانون به. المشكلة الثانية التي لا تقل أهمية، وهي الإستنسابية والإنتقائية وتسييس الملفات. أي عندما تأتي على سبيل المثال الى القضاء او القاضي الفلاني ويفتح الملف الفلاني، هناك جهة التي ينتمي اليها المدّعى عليهم، عندما يروا أنه يتم الكلام في ملفهم والباقيين قد تم السكوت عنهم اذاً هناك استهداف سياسي، هناك ارتياب في الحد الأدنى يحصل هناك ارتياب أنه نعم هناك استهداف سياسي، هناك تصفية حسابات سياسية، هناك استخدام للقضاء لتصفية حسابات سياسية، حتى اكون شفافاً، في البلد وفي التركيبة القضائية الموجودة اليوم في البلد، هناك جماعة تمون على القاضي الفلاني تطلب منه فتح ملفات وجماعة اخرى تمون على قاضي اخر وتقوم بنفس الأمر وهكذا دواليك، فيصبح فتح الملفات هو عبارة عن معركة سياسية، لم تعد معركة مكافحة فساد، اصبحت معركة سياسية، كسرعظم سياسي، تصفية حساب سياسي، حسناً هذا ما هو حلّه؟ سواء اصلحنا القضاء أم لم نصلح القضاء هذا يحتاج الى حل، الحل هو اعتماد – هذا ما سأقترحه الليلة – اعتماد معيار واحد لفتح الملفات، حتى لا يأتي أحدهم ويقول يا غيرة الدين الطائفة مستهدفة، بصراحة اذا اتيت اليوم لمجلس، لإدارة، لصندوق، ان هذا المدير العام بشكل أو بآخر مرجعيته أو هو حصّة الطائفة الشيعية أن يا غيرة الدين الشيعة مستهدفين، أو اذا حصّة الطائفة السّنية أن يا غيرة الدين السّنة مستهدفين، واذا الحصّة الدرزية أيضاً نفس الأمر، واذا حصّة المسيحين كذلك الأمر نفسه، حسناً، لنأتي ونحدّد معياراً واحداً، مثلا أن نأتي ونقول التدقيق الجنائي يجب أن يسري على الجميع بانتظار التدقيق الجنائي او في موازاته، ان نذهب مثلاً لنقول على سبيل المثال انه يوجد لدينا في لبنان وزارات سيادية، وزارات خدماتية، وزارات عادية، هكذا تم تصنيفهم، حسناً اليوم نريد أن نفتح ملفات الفساد في الوزارات السيادية، بكل الوزارات السيادية، من لديه معلومات، لجان المراقبة، التفتيش، ديوان المحاسبة، المواطنين، النواب، القوى السياسية، الجمعيات الأهلية، مواقع التواصل الإجتماعي التي خربت الدنيا بقصّة الفساد، من يمتلك ملفات على الوزارات السيادية يتفضل ويقدّمها الى القضاء اللبناني، الوزارات السيادية هنا لا تستهدف طائفة خصوصاُ الطوائف الأساسية هناك شيعة، سنة، مسيحيين، موارنة، روم أورذودوكس ووو… أو تأتي وتقول أنا أريد أن آخذ الوزارات الخدماتية الأساسية لأنه هنا المشكلة الكبيرة، جيد، هذه الوزارات مرّت عليها كل الطوائف وكل الأحزاب ولا يوجد استهداف لأحد، او اننا مثلا نريد المؤسسات والصناديق الجانبية التي علاقتها مع رئيس الحكومة، ليس هناك أي مشكلة، فكل الصناديق والمؤسسات ايضاً مرّت عليها كل الطوائف وكل الأحزاب، لا يوجد استهداف لأحد! أو نأتي ونأخذ معياراً زمنياً، ونقول ان ملفات الفساد الواقعة من السنة الفلانية الى السنة الفلانية في كل ادارت الدولة، المهم هو وحدة المعيار، ممكن ان نفتّش على وحدة المعيار، نأتي نحن كل القوى السياسية حتى لا نبقى نكّذب على الناس ونرفع شعارات غير صادقة وجميعنا مع مكافحة الفساد، نقول هكذا في الإعلام، جيد، فلنأتي ونتضامن مع القضاء ونقول ضمن هذا المعيار والذي تريدون الاتفاق عليه لا مشكلة، والقضاء يفتح الباب وتأتي الناس وتقدّم ملفات وعلى القضاء ان يذهب ويتابع، ولا يوجد وقتها لا مرجعية دينية لتضع خطّاً أحمراً، ولا مرجعية سياسية تضع خطاً أحمراً، ولا طائفة تحمي أحد! الفاسد يجب ان يصبح مكشوفاً وهنا نكون قد قطعنا الطريق على الاستهداف السياسي وعلى الانتقائية والانتقام والثأر، نذهب بشكل نعتمد فيه معياراً واحداً. نحن نتمنى أن يُتناقش هذا الموضوع ويُدرس، ونحن بالطبع سنناقشه مع كثيرين، ونرى إن كنا سنستطيع الذهاب به الى نتيجة أم لا، لكن هذه المعركة وأنا أحب أن اقول للبنانيين الليلة، يجب علينا ان لا نيأس، هناك أناس ييأسوا بسرعة، نعم الأمور صعبة وليست سهلة، منظومة الفساد كما يُقال قويّة جداً، أنا اكثر من مرة قلت لكم أن إزالة اسرائيل ممكن أن يكون أهون من إزالة الفساد من لبنان، الى هذه الدرجة الفساد متجذّر، لكن هل يعني هذا ان نيأس، لا ! علينا ان نكمل ونكمل ونكمل، واذا رأينا ان الانتاجية محدودة لا يجب علينا ان نقف، يجب علينا ان نكمل لنحصل انتاجية أفضل.
ملف الحكومة، واضح أن الأمور معقدة وهذا لا يحتاج إلى تحليل، عندما تتعقد الأمور يتم التراشق بالاتهامات – كون الان لا توجد مساعي – كما رأينا في الاسابيع التي مرّت حيث تصاعد التراشق بالإتهامات. طبعاً نحن الموضوع لا نتكلم به، هناك من يتكلم علينا بصدده، لكن نحن لا نعلّق على كلام أحد ولم ندخل في هذا السجال، لكن أنا أحببت أن أقدّم لكم خلاصة لن أطيل عليكم بها كون هناك ايضاً الملف الحكومي وفي الكورونا سأقول كلمتين، وكنت أريد أن أتطرّق الى الملف الاقتصادي والاجتماعي والجهاد الزّراعي الا انه يحتاج الى وقت مفصّل وطويل أرجئه الى وقت آخر.
النقطة الأولى، نرسم خلاصة لنرى اين نحن الان في الملف الحكومي، لنرى ماذا علينا ان نفعل.
أوّلاً، خلال الفترة الماضية كلها، قيل أن المعطل الحقيقي لتشكيل الحكومة في لبنان هو حزب الله، لأن حزب الله لا يريد أن تتشكل الحكومة الان قبل ذهاب ترامب، فهو يعمل على تعطيلها تارةً من خلال الرئيس المكلف، وتارةً من خلال حليفه رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر والحكاية كلها عند حزب الله – الان اذا بتفشوا خلقكم هيك وبتنقضى هيك ماشي الحال – لكن هذا غير صحيح، لأنه نحن لم نقف لحظة عند قصة انه في زمن ترامب أو في زمن بايدن فالموضوع لا يختلف كثيراً، ولذلك نحن كنا نريد حكومة بالأمس قبل اليوم، لذلك فالأكيد هذا الإتهام ليس له أساس ولا أي معنى.
ثانياً، قيل أن الرئيس سعد الحريري لا يريد تشكيل حكومة بانتظار ذهاب إدارة ترامب لأنه مهدّد بالعقوبات بحال قام بإدخال أحد قريب من حزب الله في الحكومة، الان لا اعرف اذا كان ذلك صحيحاً ام لا، لكن نحن سألنا الرئيس سعد الحريري وقال انه لا يوجد شيء من هذا القبيل، هو ينفي ذلك! بكل الاحوال، بهاتين النقطتين كي نكون واقعين وعمليين، لا بأس تبقّى هناك بضع أيام وينتهي ترامب ويرحل في حال لم يقوموا بعزله، هل نستطيع ان ننتظر لـ20 كانون ثاني!؟ لقد انتظرنا ما شاءالله، نستفيد من الان لـ 20ك2 وسأقول كيف، لكن هذه القصة انتهت، اي انه اذا ان حزب الله يعطل تشكيل الحكومة لحين رحيل ترمب فها هو سيرحل، واذا ان ادارة ترامب تهدد الرئيس المكلف فها هي الادارة سترحل، لذلك هذا الامر الوقت سيتكفل بحلّه فما تبقى غير عدّة ايام وننتهي من هذه الحيثيات.
ثالثاً، اذا كان البعض في لبنان لان هناك من هم مصرّون على هذه القناعة، علماً انني شرحت الموضوع مطوّلنا باللقاء مع الميادين، لكن الان نحن في لبنان غالباً انا أقرأ ماذا يقول الاخرون لكن لا اعلم اذا الاخرين يقرأون أو لا، وواضح أن هناك الكثيرين لا يقرأون ماذا نتحدّث مع بعضنا، واذا ما تكلموا فكل احد منهم مكوّن قناعاته يتكلم في الشرق الاخر يجيب في الغرب وهذه واحدة من مشاكل البلد، أنا أحب أن أعود وأؤكّد وأعيد، أنّ البعض اذا مقتنع ان الحكومة في لبنان تنتظر مفاوضات امريكية – ايرانية، واننا نحن أو غيرنا في لبنان يؤخّر الحكومة لهذا السبب فنحن ليس لدينا شيء من هذا القبيل، وإذا كان احد غيرنا يؤخرها لهذا السبب لِيرى ماذا سيحصل بين الأميركيين وبين الايرانيين، يعني إذا كان هناك شيء هكذا عند الرئيس المكلف أو عند رئيس الجمهورية أو عند أي جهة معنية بتشكيل الحكومة، أنا أُعيد وأقول الذي قلته في الميادين، هذا الأمر ليس وارداً، ليس هناك من مفاوضات أميركية إيرانية، لا يوجد لا على لبنان أو سورية أو العراق أو اليمن أو البحرين ولا فلسطين ولا المنطقة ولا الصواريخ، وحتى على النووي الإيراني. اليوم سماحة السيد القائد تكلم وكان واضحاً جداً، لسنا مهتمين أتعودون أو لا تعودون، الذي يهمنا أن ترفع العقوبات، تعودون نحن ليس لدينا مشكلة، فلترفعوا العقوبات لنعود، إذا لا ينتظر أحد الاميركيين والايرانيين، وإذا جلسوا وتفاهموا ينعكس علينا في لبنان سالبة بإنتفاء الموضوع، مفاوضات أميركية إيرانية، لا ينتظر أحد، أنتم تنتظرون أمرا بلا أفق. رابعاً، إذا كان هناك من احد في لبنان ينتظر إدارة بايدن ليرى بايدن الان وادارته والامن القومي الاميركي وماذا يقولون وماذا لا يقولون، هذا يعني أن قصة الحكومة ستطول بضعة أشهر في الحد الأدنى، انا لا أبشركم بل أنا أحذركم، أن هذه الطريقة ليست صحيحة، بمقاربة الملف، وأولا وثانيا وعاشرا انه الان بايدن وإدارة بايدن بالمجتمع الاميركي المنقسم والمأزوم والعالم داخلة في بعضها البعض والكورونا في أميركا يسجل أعلى حصيلة موت وأعلى حصيلة إصابات ولديهم ألف مصيبة هناك، ستكون أولوية بايدن وإدارته أن الحكومة اللبنانية ولبنان، إذا قلتهم له تعال نفعل ما تشاء عند الحدود مع فلسطين المحتلة، يأتي مسرعا اليكم، ولكن الآن كيفية تشكيل الحكومة اللبنانية وكيف ستتشكل، هذا كلام فارغ، من لديه وقت لكم، الاميركيون الآن مشغولون في أنفسهم ليقوموا بحملهم يعني. بناء على كل ما تقدم انا أدعو الى تجاوز الاعتبارات الخارجية، ان نُركّز على الجانب الداخلي، إذا جئنا وتفاهمنا في الداخل وتضامنا، الآن الخارج ليس لديه الوقت لأجلنا، نقطع عن الموضوع، فلتتشكل الحكومة والخارج فليرى كيف سيتعاطى معها بطريقة او بأخرى، عندما نأتي الى الداخل، ففي الداخل سأكون أنا صريحاً، لأنه في الإعلام هؤلاء يحملون هذه الجهة المسؤولية، وهؤلاء يحملون تلك الجهة الخ… يوجد شخص يلف ساقا بأخرى ويحمل 3 أو 4 جهات المسؤولية، بالحقيقة لا يجوز تحميل المسؤولية لنكون منصفين لطرف واحد، يوجد اطراف عدة لديها مطالب ولديها مخاوف ولديها حسابات، ولذلك انا قلت في الخطاب يوم الاحد نعم هناك أزمة، أو قلت ذلك في الحوار، يوجد ازمة ثقة وهذا صحيح، يوجد مخاوف لنكون صادقين والموضوع ليس مخفيا، انه عندما يحصل حوار على وزارة العدل، اليوم وزارة العدل مع من تكون هناك مخاوف في البلد، لأنه يوجد فتح لملفات، وزارة الداخلية مع من تكون، يوجد مخاوف في البلد، لماذا؟ لانه إذا يوجد إدعاءات صحيحة أو مخطئة، وزارة الداخلية عليها ان تنفذ، حسنا يوجد تيارات او أحزاب او قوى سياسية بمعزل عن موضوع الملفات والقضاء والداخلية والعدل تعتبر انه أصلا بأصل وجودها مستهدفة نتيجة الحملة الشديدة عليها وترد ضمانات، الموضوع ليس فقط موضوع حكومة وهذه الحقيبة او تلك الحقيبة ووزير زائد ووزير ناقص، هذا تبسيط، هنا نقاربها وكأنها حسبة تجارية، كلا، يوجد ازمة اعمق من هذا، لذلك المطلوب منا ومن بقية القيادات السياسية في لبنان، اليوم نحن نحاول ونتواصل والرئيس المكلف يفترض انه سيكون عاد، ورئيس الجمهورية موجود، والقوى السياسية ورؤساء الكتل النيابية موجودين، يجب أن نحاول ونقوم بشيء ما من اليوم إلى ما قبل مغادرة ترامب ويمكن ان يغادر قبل موعد التسليم ولكن علينا ان نستغل الوقت، انا لا أقول اننا مرهونين ب 20 كانون، ولكن هناك أناس راكبة معهم 20 كانون الثاني، ماذا افعل لهم؟ علينا أن نستفيد من الوقت، ونعالج ونقرب وجهات النظر ونعطي ضمانات لبعضنا البعض، ونستطيع أن نفكك قليلا من المخاوف ومن ازمة الثقة، لنرى إن كنا نستطيع أن نقعل شيئاً، يجب علينا جميعا خلال الايام المقبلة ان نفعل شيئاً.
في النهاية الحكومة ضرورية ومهمة لكي يوضع البلد على المسار الصحيح، لكن طبعا هي ليس لديها عصا سحرية، سيأتي النقاش بما ستقدم عليه هذه الحكومة او يمكن ان تقدم عليه هذه الحكومة.
أختم بالكورونا، الكورونا التي يوجد فيها جدل كبير في البلد، الآن يمكن وسائل الاعلام وانا عادة اتابع وسائل الاعلام واتابع شريطها الاخباري في أسفل الشاشة، لا يضعون الاعداد الإجمالية، كل يوم بيومه، ولكن عندما نرى العدد الإجمالي، يجب على اللبنانيين ان يقلقوا ويخافوا، على كل حال الناس كلها خائفة، الإصابات هذا حساب أمس، يعني يجب أن نضيف عليهم ل 5400 اليوم، وصلنا 204000، إذا زدنا ال 5400 يعني نصبح قريب 210000 إصابة، بهذا لبنان الصغير، هذا عدد كبير جدا، الشفاء 134500 يعني لا يزال عدد كبير لم يشفوا في المستشفيات، طبعا رقم الإصابات غير دقيق، لانه يوجد الكثير من الناس لا يبلغون عن إصاباتهم، يعني الإصابات الحقيقية أكثر بكثير عن الارقام التي تحصيها وزارة الصحة، ليس كل الناس تبلغ وتخبر، إذا القصة اخطر وأكبر، ناتي إلى الوفيات، 1566، عندما نرى كل يوم 5 6 7 12 هنا نحن نتطبع مع العدد، نتعايش مع الرقم، ولكن خلال سنة او أقل من سنة 1566 وفات، واليوم زد عليهم 17 وفاة، هذا رقم بالنسبة للبنان رقم كبير، حسنا ماذا نفعل؟ يوجد جدل في البلد وزاد في اليومين السابقين ، جدل عند الوزراء والرؤساء وعند النواب واللجان النيابية وعند أصحاب الإختصاص وعند الناس في الضيع والمدن، هذا الجدل الذي أسمه الاقفال والموضوع الإقتصادي والموضوع الصحي، طبعا نحن لسنا امرا إستثنائيا، هذا موجود في كل العالم، في أميركا يوجد مشكل كبير على هذا النقاش، في بريطانيا وفرنسا وأوروبا وفي كل انحاء العالم هذا الموضوع موجود، والمأزق كبير في كل دول العالم، لكي لا نجلد في أنفسنا ومثل العادة نحن اللبنانيين شاطرين جدا في جلد بعضنا البعض، وبجلد انفسنا في بعض المرات، هذه مشكلة موجودة في كل العالم، أقوى دول العالم وأقوى حكومات العالم لا تستطيع ان تعالج هذا الموضوع، فكيف ونحن في البلد لا حكومة، لدينا حكومة تصريف اعمال وكثر الله خيره رئيس حكومة تصريف الاعمال والوزراء أنهم لا يزالون يتحملون مستوى معين من المسؤولية، حسنا، يوجد مأزق ويوجد خلل كبير نعم، تذهب إلى الإقفال لأسباب صحية تخرج الناس المياومين والذين لديهم دكاكين والذين لديهم مطاعم والذين لديهم إلتزامات هنا يوجد حق وهنا يوجد حق، حسنا، ماذا سنفعل ؟ دائما كانت الصرخة، لذلك أنا أعتقد هنا بموضوع الجلد انا رأيت مثلا، اليوم إذا كان هناك من احد معاشه يصل إلى البيت وأكله وشربه مؤمن ويلف ساقا الى ساق، سهل جدا ان ينظر بالإقفال التام، ولكن عندما تذهب إلى الجهة الاخرى التي أسمها أن فلان إذا لم يعمل اليوم لا يأكل، وهؤلاء موجودين وهم كثر في لبنان لا يمشي الإقفال التام، حسنا عندما نأخذ الامور أنت من اي موقع تتكلم؟ انا وأنت من أي موقع نناقش هذا الموضوع؟ الإرباك الموجود في الحكومة صحيح هذا موجود ولكن هذا موجود في كل العالم، إذا منا نستطيع أن نخرج منه هذا جيد، بكل الاحوال أنا شخصياً أدعو أن لا نتوقع من الدولة اكثر بكثير من الذي تقوم به، والذي تستطيع أن تقوم به، الموضوع بنسبة لا يجوز ان ننسى مسؤولية الدولة لكن النسبة الأكبر من المسؤولية يقع على الناس، وإقبلوا مني هذه الجرأة، رغم أنه أنا عادة اتكلم مع الناس وأحاول أن أكون لطيفاً ومحبا وودودا، إقبلوا مني هذه الجرأة، الناس لا ترحم نفسها، ولا ترحم بعضها، حتى الاب لا يرحم عائلته، يعني الواحد يصاب بكورونا يأتي إلى البيت ويختلط بزوجته ومع اولاده ومع بناته ومع أصهرته واخواته وأبيه وأمه ولا تفرق معه، بالرغم من أنه منذ سنة نقول أن هذا جريمة بالمعنى الإنساني والمعنى الاخلاقي والمعنى الديني، وإذا قتل أحد بسبب الكورونا التي انت كنت السبب واراءها هذه يوجد فيها شبهة فتل بالحد الأدنى، المسؤولية الأكبر هي مسؤولية الناس، نستطيع ان نخرج من الإقفال، نسنتطيع أن نخفف الإقفال، لكن إذا إلتزمت العالم بالضوابط، إذا وضعت الكمامة والتزمت العالم بالتباعد حتى في البيوت، حسنا، شخصا مصاب بكورونا يختلط بعائلته، حسنا، نحن نعالج، المساجد والحسينيات شارفنا السنة على إقفالها، المساجد والحسينيات والدروس والجامعات والمدارس والانشطة والاحتفالات وكله معطل، بعد ذلك في اماكن أخرى هنا ترى عرس، هنا ترى عزاء هنا ترى غذاء وهنا ترى عشوة ويوجد أناس أنه كيف يعني انه شهامتها وشجاعتها ورجولتها لا يسمح لها انه يجب ان تسلم باليد، وتبوس، ما هذه الشجاعة وما هي هذه الرجولة، من أين اتيتم بهذه الافكار الخاطئة؟ هذا غير جائز يا عالم يا ناس، 5400 إصابة في لبنان اليوم هذا رقم خطير جدا جدا جدا، يمكن أن يقول احد ما، دعوا الجيش يقمع دعوا قوى الامن تقمع، صعب جدا هذا يصير في لبنان، الصح اننا كلنا، رجال الدين وعلماء الدين والمرجعية والدولة ووسائل الاعلام ورؤساء الاحزاب والاحزاب والنخب وموااقع التواصل، كلنا يا أخي نتعهد ان نقيم حملة كبيرة جداً نحمل بعضنا ونحمل الناس المسؤولية لأنه لا يوجد حل آخر، ننتظر اللقاح، حسنا، هذه أميركا، يأخذون اللقاح وزادت الاصابات وزادت الوفيات، وهذه بريطانيا يأخذون اللقاح وزادت الوفيات وزادت الإصابات، لا يقل أحد عندما يأتي اللقاح تزول المشكلة، من هنا حتى يأتي اللقاح ومع اللقاح لن تحل المشكلة إذا أكملنا بهذه الطريقة، المطلوب وقفة، هنا الموضوع لا موضوع أحزاب ولا موضوع طوائف ولا موضوع مناطق، هذا موضوع اللبنانيين وكل المقيمين على الأرض اللبنانية، كل إنسان بشري مقيم على الأرض اللبنانية، يحمل المسؤولية، ويوجد من يؤمن بيوم القيامة سيرى، ومن لا يؤمن سيرون سيتفاجأون أكثر، ان الله سبحانه وتعالى يوم القيامة سيحاسب كل هؤلاء المقصرين كل هؤلاء المذنبين الخاطئين وبعض هؤلاء الذين يرقى عملهم إلى مستوى الجريمة، جريمة القتل المتعمد أو شبه المتعمد، إذا إستمرينا بهذه الطريقة، المطلوب هذ الوقفة وهذه المسؤولية الوطنية الكبيرة، لا يجوز التسامح، لا يضحك احد بوجه احد عندما يصبح هناك خرق لهذ الإجراءات كي نستطيع أن نعبر بسفينة هذا البلد وبناسها بأقل خسائر ممكنة، اطلنا عليكم، الله يعطيكم العافية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر: العلاقات الإعلامية