يزداد العبء على العاملين في المستشفيات الألمانية بسبب ارتفاع أعداد مرضى كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا المستجّد، ومعه تزداد المخاوف من انتشار العدوى بين الأطقم الطبيّة. وهو قلق يمنع المرضى أيضاً من الذهاب إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
دراسة حديثة لعلماء فرنسيين نشرت في مجلة “جاما نيتورك أوبن”، تفيد أن عينات الهواء داخل وحدات العناية المركزة والممرات والمراحيض قد تكون ملوثة، ولكن، في أغلب الوقت، ليست بجزيئات منبثقة عن الفيروس التاجي.
قام الصيدلي غابرييل بيرغاند وفريقه في مستشفى جامعة نانت، بتقييم 24 دراسة، من بينها عشرة في الصين وواحدة من بريطانيا وواحدة من إيطاليا. واعتمدت الدراسة على ما معدله 24 عيّنة هواء من أماكن مختلفة في المستشفيات.
توصلت هذه الدراسة إلى نتيجة مفادها أن نحو 17.4 في المئة من هذه العيّنات فقط كانت ملوّثة بفيروس كورونا، بينما بلغ المعدل في وحدات العناية المركزة 25 بالمئة، مقارنة مع الأجنحة الأخرى التي وصلت إلى أقل من 11 في المئة. وجاءت أعلى نسبة من العيّنات الملوّثة في الممرات التي يسهل للأفراد الوصول إليها، وذلك بنحو 56 في المئة.
وبشكل عام أظهرت الاختبارات أن 33.3 في المئة في الأماكن المختلفة في المستشفيات ملوّثة بآثار الفيروس.
المراحيض والحمامات أصبحت ضمن المواقع الخطرة الإضافية أيضاً، بعد أن أظهرت الدراسة ذاتها تلوث نحو 24 في المئة منها، بينما يشك الباحثون أن السبب يعود إلى صغر حجم هذه المرافق وضيقها.
وتشير البيانات المنشورة إلى أن 12 في المئة من العيّنات في غرف الموظفين كانت ملوّثة، مقارنة بغرف الاجتماعات التي وصلت إلى 19 في المئة، وهذا يعني أن هناك احتمالية لانتقال الفيروس بين الموظفين خلال فترات الاستراحة، لأنهم عادة ما يزيلون الكمامات في هذه الغرف.
وكانت بيترا غاستماير، مدير قسم النظافة وطب البيئة في مستشفى شارتييه الجامعي في العاصمة برلين، قد أكدت في شهر نوفمبر/تشرين ثاني المنصرم، نقل العدوى بين العاملين في المستشفيات.
في المقابل، يقرّ بيرغاند وفريقه بأن نتائج الدراسة المحصّل عليها “جدلية” لأن البحوث اعتمدت على مناهج مختلفة، كما أن الخبراء لم يرصدوا ما إذا كانت بقايا الفيروس المتواجدة في العيّنات معدية أم لا، لكنهم ينصحون بضرورة الاهتمام الشديد بالمناطق التي أبانت على نسب تلوث عالية، مثل المراحيض والممرات، وغرف الموظفين.
المصدر: dw.com