دعا وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت إلى “عدم تكرار الأخطاء التي تم ارتكابها سابقا وتقسيم الإرهابيين إلى أشرار وأخيار” في سوريا، “مثل ما حدث في أفغانستان”.
وقال إيرولت في حديث لصحيفة “ليبيراسيون” الفرنسية، الاثنين، “نحارب تنظيم داعش لكننا نحارب أيضا تنظيم جبهة النصرة، الذي غير اسمه لجبهة فتح الشام”.
وأكد إيرولت أن “بعض مجموعات المعارضة المعتدلة قريبة لدرجة خطيرة” من التنظيم المذكور. وأضاف وزير الخارجية الفرنسي “هذا الأمر هو ما تتحدث عنه روسيا دائما، ونستطيع أن نتفهمه”. وشدد إيرولت على أن “تنظيم جبهة النصرة لا يزال إرهابيا ومقربا للقاعدة حتى بعد تغيير اسمه”.
كما دعا الوزير في الوقت ذاته كلا من روسيا وإيران إلى تشديد الضغط على دمشق، مؤكدا أنه لا حل للأزمة السورية إلا بالطرق السياسية”.
يذكر أن روسيا والولايات المتحدة قد توصلتا، نتيجة المفاوضات الماراثونية بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري، التي أجريت بجنيف في 9 أيلول/سبتمبر، إلى اتفاق شامل حول وقف الأعمال القتالية في سوريا، تعهدت الولايات المتحدة بموجبه بالضغط على مجموعات المعارضة السورية “المعتدلة” لضمان انفصال عناصرها عن مسلحي تنظيم “جبهة فتح الشام” المصنف إرهابيا على المستوى الدولي.
واعترفت الولايات المتحدة بضرورة ضمان هذه العملية، لكن التطورات اللاحقة في الميدان السوري أظهرت بوضوح عجز الجانب الأمريكي عن إنجاز هذه المهمة أو عدم رغبتها في ذلك.
وتعليقا على هذا الأمر، قال وزير الخارجية الروسي في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 23 أيلول/سبتمبر “إن رفض القيام بذلك أو العجز عنه في الظروف الحالية يعززان الشبهات حول إرادة (بعض الأطراف) إنقاذ تنظيم جبهة النصرة”.
وتجدر الإشارة إلى أن الشبهات التي أشار إليها لافروف، كرسها المنسق العام لما يسمى بـ “الهيئة العليا للمفاوضات”، أو ما يعرف بمعارضة الرياض، رياض حجاب، الذي قال في 24 أيلول/سبتمبر، إن انفصال عناصر المجموعات المعارضة المسلحة عن “جبهة فتح الشام” أمر معقد.
يذكر أن أكبر الفصائل المسلحة المعارضة بسوريا، بما في ذلك “الجيش السوري الحر” و”جيش الإسلام” و”أحرار الشام”، أكدت، فورا بعد انطلاق سريان الهدنة المفروضة وفقا للاتفاق الروسي الأمريكي، في بيان مشترك، رفضها لنظام وقف الأعمال القتالية.
وانتقدت المعارضة المسلحة الهدنة بسبب عدم شمولها لتنظيم “جبهة النصرة”، واصفة هذا الأمر بـ”ازدواجية مريبة ومرفوضة للمعايير”، ومضيفة “نرفض استهداف جبهة فتح الشام (جبهة النصرة) أو أي فصيل آخر يحارب النظام”.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية