اكتشف علماء بريطانيون كيف تؤثر التغذية المناعية في إعادة تأهيل المصابين بمرض “كوفيد-19″، وعلى هذا الأساس وضعوا قائمة بالمواد الغذائية التي يعتقدون أنها تسرع من عملية التعافي.
وتفيد مجلة BMJ Nutrition, Prevention and Health، بأن الباحثين إيما ديربشير وجوان ديلانج يدرسان دور التغذية في تعزيز المناعة. لذلك درسا وحللا الدراسات العلمية المكرسة للمواد والمكملات الغذائية، التي تساعد على إعادة التأهيل بعد “كوفيد-19”. وقد ركز الباحثان اهتمامهما على تأثير التغذية العلاجية في منظومة مناعة الأشخاص الذين أعمارهم تفوق 65 سنة .
وكما هو معلوم تتكون منظومة المناعة من أربعة مكونات: الخلايا اللمفاوية التائية؛ الخلايا اللمفاوية البائية؛ ومنظومة المكملات والخلايا البالعة (البلعمية). جميع هذه المكونات تحمي الجسم من العدوى المرضية وتعمل كحاجز مضاد للفيروسات والبكتيريا التي تدخل الجسم.
وهناك مناعة فطرية ومناعة مكتسبة، ومع التقدم بالعمر تنخفض قدرتهما، وأحد أسباب “شيخوخة المناعة” هو نقص المواد المغذية. لذلك على كبار السن تعويض هذا النقص عن طريق تغذية مناعية خاصة. وهذا يصبح ضروريا ومهما في مرحلة إعادة التاهيل بعد الأمراض الخطرة مثل “كوفيد-19”.
ويقول الباحثان، “هناك ما يكفي من الأدلة على أن سوء التغذية ونقص البروتينات والفيتامينات والمعادن، يؤدي إلى انخفاض قدرة منظومة المناعة في أداء وظيفتها بالمستوى المطلوب. لذلك تساعد الفواكه والفيتامينات ومضادات الأكسدة والمعادن والبروبيوتيك، على تعزيزها وتلعب دورا مهما في مقاومة الفيروسات والعدوى المرضية”.
واستنادا إلى ذلك يقترح العالمان على الأشخاص الذين أصيبوا بـ “كوفيد-19” تناول الأغذية الغنية بفيتامين C وفيتامين D والزنك. وذلك لأن فيتامين C يعزز ظهارة الجهاز التنفسي، ما يحد من توغل مسببات الأمراض ويمنعها من الوصول إلى الأجزاء السفلى للجهاز. وهذا وفقا لرأي الخبراء يمنع الالتهاب الرئوي. وأما فيتامين D فإنه منظم مناعي قوي، حيث توجد على سطح بعض الخلايا المناعية – الخلايا الليمفاوية البائية و التائية ، والبلعمية والوحيدات – مستقبلات لفيتامين D. لذلك يلعب دورًا وقائيًا في جميع التهابات الجهاز التنفسي. والزنك عنصر مهم للصحة ويحفز وظائف منظومة المناعة.
ويقترح الباحثان تناول المواد التالية الغنية بفيتامين C مثل البروكلي والحمضيات والغنية بعنصر الزنك مثل سرطان البحر والقنبري والفاصولياء والبيض المسلوق وكذلك المكملات الغذائية الغنية بفيتامين D بمقدار 50 ميكروغراما في اليوم.
وقد أظهرت نتائج الدراسة أن الالتزام بهذا النظام الغذائي يقصر فترة إعادة التأهيل ويسرع الشفاء التام من “كوفيد-19”.
ويشير الباحثان، إلى أن هذه التوصيات خاصة للأشخاص الذين لا يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري والانسداد الرئوي والربو وأمراض القلب والأوعية الدموية. لذلك على الذين يعانون من الأمراض المزمنة استشارة الطبيب قبل الالتزام بها.
المصدر: نوفوستي