غير فيروس كورونا نمط الحياة في كثير من المجتمعات وادى الى وضع قيود باتت صارمة يوما بعد يوم نظرا لاتساع دائرة انتشاره حيث اصبح هذا الفيروس و عدد المصابين و الوفيات احد العناوين الرئيسية تتصدر المواقع الاخبارية.
ولم يترك الفيروس تاثيره على صحة الناس فحسب كونه خطرا يهدد ارواحههم بل تحول الى ازمة تنخر الاقتصاد والتنمية خاصة انه تسبب في اغلاق الحدود وتوقف الرحلات ووقف الكثير من الاعمال والعديد من النشاطات الاقتصادية بما فيها الفنادق والمطاعم والمراكز التجارية وبالتالي ادى الى الانكماش الاقتصادي والذي تختلف درجاته من دولة الى دولة اخرى و هذا يعني توجيه ضربة موجعة لكثير من المخططات الاقتصادية والتنموية.
ايران تكافح كورونا في ظل العقوبات الجائرة
بعد انتشار فيروس كورونا في ايران، اتخذ المسؤولون المعنيون العديد من القرارات منعا لتفشي الفيروس منها فرض قيود على حركة التنقل بين المدن والتاكيد على ضرورة الالتزام بمشروع التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات في الاماكن العامة والمغطاة وتقليص ساعات العمل وكذلك حظر التجول احيانا.
وبرزت ازمة كورونا في حين ان ايران تعاني من الحظرالجائر الذي فرضتها امريكا على الشعب الايراني في اطار حربها الاقتصادية ضده والملفت ان هذه الازمة التي فرضت نفسها ليس فقط على ايران بل على العالم بأجمعه لم تغيرشيئا في السياسة الامريكية حيث قال الرئيس حسن روحاني تعليقا على الحظر الامريكي على الشعب الايراني الذي يواجه أزمة تفشي كورونا كباقي شعوب العالم،قال إن حكام البيت الأبيض لا يعرفون للإنسانية معنى.
وأشار إلى تقرير لأحد المعاهد الأمريكية ينص على أن إيران تواصل أعمالها كافة كالمعتاد رغم تعرضها لإجراءات الحظر الأمريكي القاسي، وتابع: وفقًا لتقرير المعهد الأمريكي فإن الأمريكيين كانوا يتوقعون أن تؤدي الضغوط التي يمارسونها في فترة تفشي كورونا إلى خروج الشعب الإيراني للشوارع بمظاهرات احتجاجية ولكن أمنيتهم خابت.
الحظر الدوائي ورقة سوداء اخرى في ملف جرائم واشنطن ضد البشرية
لم يبق القطاع الصحي بمنأى عن السياسة الامريكية ضد ايران القائمة على ممارسة الضغوط القصوى عليها حيث ادت هذه السياسة الى الاخلال بالنظام العلاجي في ظل تفشي فيروس كورونا وقد تضع عراقيل امام حصول ايران على لقاح لهذا الفيروس في حال انتاجه .
وبرغم الادعاء الامريكي بان الحظر الاحادي ليس عائق امام تصدير المساعدات الانسانية ومنها المعدات الطبية والعلاجية والدوائية الى الدول ولكن بوضعها العراقيل امام التبادلات المصرفية والتجارية فهي تمنع فعلا استيرادها مما يجعل الشعوب ومنها الشعب الايراني ان يواجه صعوبات ومشاكل في سد تلك الاحتياجات.
سباق المراكز العلمية في ايران للحصول علی علاج لكورونا
ورغم المشاكل الناجمة عن الحظر الامريكي وثم انتشار فيروس كورونا، ان ايران مازالت تبذل جهودها للمضي قدما نحو التطور والتقدم في مختلف الاصعدة بما فيها الاقتصادية والعلمية. فحسب التقارير فأن اكثر من 450 جامعة وشركة منتجة للادوية في جميع انحاء العالم تتنافس لانتاج لقاح لفيروس كورونا ففي ايران هناك سباق بين الشركات الدوائية والمراكز العلمية للحصول على علاج لكورونا؛السباق الذي من شأنه تطوير الحركة العلمية في البلاد والنهوض بها فالجميع يبذل جهودا كبيرة لتحقيق ذلك.
ایران ضمن الدول الخمس الاولى في انتاج عدة للتشخيص السريع للاصابة بفيروس كورونا عالميا
وتأتي ايران ضمن الدول الخمس الاولى في انتاج العدة الطبية للتشخيص السريع للاصابة بفيروس كورنا عالمیا و هذا ما صرح به وزير الصحة الايراني ” سعيد نمكي” حيث قال ان الجمهورية الاسلامية من ضمن الدول المميزة في مجال اجراء البحوث للتوصل الى لقاح كورونا وهناك نتائج جيدة حصلت وقريبا سيتم الاختبار البشري للقاح كوفيد 19
تألق ايران في مجال الاقتصاد المبدع
وفي أحدث تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي ، المقتبس عن مؤشر الابتكار العالمي 2020 (GII 2020) الذي يدرس دول العالم من حيث الابداع ،ويحدد الدول الثلاثة الأولى في كل منطقة. ففي منطقة وسط وجنوب آسيا ، تعد إيران ثاني أكثر الدول إبداعًا بعد الهند وتأتي بعدها كازاخستان. ويشير التقرير الى ان سويسرا والسويد والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وهولندا والدنمارك وفنلندا وسنغافورة وألمانيا وكوريا الجنوبية تصنف ضمن أفضل 10 دول في العالم من حيث الاقتصاد المبدع.
وقال نائب مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ” بهزاد أحمدي” : ان تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي يظهر أن إيران تحتل المرتبة 67 من بين 131 دولة في سبع مؤشرات عامة والمرتبة الثانية في الاقتصاد المبدع في منطقة اسيا الوسطى وجنوبها.
كما ان إيران من الدول الرائدة في العالم بمجال الإنتاج العلمي وفقا لتصنیفات العالمیة المرموقة کـ سكوبوس (Scopus )و Clarivate Analytics) ISI وتحتل حاليا المرتبة الرابعة عالميا في تكنولوجيا النانو والمرتبة التاسعة في التكنولوجيا الحيوية والمرتبة السادسة عشرة في إنتاج العلم.
وتأتي كل هذه الانجازات في ظل المشاكل التي تواجهها ايران بسبب العقوبات الامريكية والمصاعب الناجمة عنها وكذلك في ظل انتشار فيروس كورونا الا ان صمود الشعب الايراني وجهوده لتحقيق الانجازات في مختلف الاصعدة العلمية والثقافية والاقتصادية وغيرها جعله نموذجا للمثابرة والعزم و اثبت ان ايران عصية امام كل التحديات.
المصدر: ارنا