ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 24-09-2016 في بيروت على مواضيع عدة كان أبرزها التطورات الميدانية في سوريا وتحديداً في حلب بعد اعلان الجيش السوري بدء عمليته ضد مواقع الارهابيين في الاحياء الشرقية ، كما تناولت الصحف الانجازات الامنية في لبنان عقب القاء القبض على “أمير” تنظيم داعش الارهابي في مخيم عين الحلوة وأهمية ما كشفه من مخططات.
السفير
الأمير «الداعشي» عماد ياسين: أين أنا… أعيدوني إلى بيتي!
«وين أنا.. مين جابني لهون.. ليش جبتوني لهون.. رجعوني على بيتي». عبارات ردَّدَها أمير «داعش» في عين الحلوة عماد ياسين بيّنت حجم الصدمة التي تعرض لها عندما وجد نفسه فجأة في مركز التحقيق معه في وزارة الدفاع باليرزة، محاطا بعدد من المحققين. لم يكتف بذلك، بل كان يفرك عينيه وكأنه استفاق من سبات عميق ولا يصدق أنه لم يعد في عين الحلوة.
هذه هي حال الإرهابي عماد ياسين، لمدة اثنتي عشرة ساعة متواصلة، بدا خلالها مصابا بحالة من الذهول، حيث كان يردد العبارات نفسها وقدماه ويداه في حالة حركة مستمرة ومتوترة، إلى أن استعاد توازنه ليلا، فأدلى أمام المحققين بالدفعة الأولى من الاعترافات عن المخطط المتوازي لتفجيرات إرهابية غير مسبوقة من الكازينو في كسروان إلى استهداف «اليونيفيل» في الجنوب، مرورا بمطاعم مكتظة في وسط بيروت والمتن والمصرف المركزي ومحطتَي الكهرباء في الجية والزهراني، فضلا عن استهداف مراكز عسكرية وأمنية في إطار قرار بإحداث فوضى كبيرة وإسالة دماء كثيرة.
كل ذلك كان من السهل انتزاعه من ياسين الذي اعترف بالعديد من العمليات التي كان بصدد تنفيذها مع مجموعات «داعشية»، قبل أن يبدأ التركيز معه بشكل مفصل على ملفات إرهابية محددة، حيث أدلى باعترافات خطيرة «ستبقى طي الكتمان لأنه بالتوازي مع التحقيقات، هناك جهد أمني استثنائي مكثف لتفكيك كل امتدادات شبكة ياسين في كل المناطق، وبالتالي، يمكن لأي تسريب تعريض هذا الإنجاز النوعي لـ «نخبة النخبة في مخابرات الجيش» للخطر، ويكفي القول إن عماد ياسين اتفق مع مسؤول العمليات الخارجية في «داعش» أبو خالد العراقي المتواجد في الرقة على سلسلة من العمليات الإرهابية الدموية المتوازية في توقيت واحد في أكثر من منطقة لبنانية» على حد تعبير مرجع أمني واسع الاطلاع.
ووفق المعلومات المتوافرة لـ «السفير»، بشأن عملية التوقيف التي جرت في وضح النهار، فقد كلفت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني جهدا كبيرا واستنفارا عاليا لم يستثنِ أي فرع أو وحدة مرتبطة بها، وجرت أكثر من عملية محاكاة لكيفية تنفيذ العملية بنسبة نجاح تصل إلى مئة في المئة وبهامش خطأ صفر في المئة. وعلى هذا الأساس، تكثّفت تدريبات «قوات النخبة» إلى حين انتقاء قوة كوماندوس عالية التدريب أثبتت قدرة استثنائية وحِرفية دقيقة، وفي موازاة ذلك، كانت قوة أخرى من مخابرات الجيش، بالتعاون مع عناصر من داخل مخيم عين الحلوة، قد تمكنت من اختراق المجموعات الإرهابية، وقامت باستئجار محلات وشقق ومنازل استخدمتها «قوات النخبة» في عملية الرصد والتتبع والتعقب إلى حين رسم الخطة النهائية وخارطة التنفيذ التي واكبتها غرفة عمليات بمتابعة مباشرة من قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي أعطى إشارة التنفيذ، فيما كان مدير المخابرات العميد كميل ضاهر يتولى المتابعة الميدانية لحظة بلحظة بالتنسيق مع فرع مخابرات الجيش في الجنوب.
وطلبت مديرية المخابرات من فروعها في كل لبنان البقاء في حالة جهوزية واستنفار إلى حين إنجاز العملية التي استغرق التحضير لها أسابيع عدة، بينما تم تنفيذها في غضون دقائق لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة وبلا أي نقطة دم.
أما الأهم، «فهو إصرار الجيش على توقيف كل الإرهابيين الضالعين بعمليات ومخططات إرهابية من المرتبطين بتنظيمات إرهابية، بدليل أن كل جماعة عماد ياسين ومَن يتحالف معه، قد هجروا منازلهم في ظل حالة انهيار في صفوف مَن بايع «داعش» في المخيم وسار في ركاب ياسين.
ويشبه هذا المشهد ما أصاب مجموعات «داعش» في جرد عرسال بعدما أنهكها الجيش في عمليات القصف والاقتحام والعمليات الأمنية، البرية والجوية، فكان أن عمدت إلى مبايعة «جبهة النصرة»، وهذا ما يحصل الآن في مخيم عين الحلوة حيث التحق كثر من جماعة ياسين بجماعة تنظيم «النصرة» (فتح الشام) في المخيم وباقي التنظيمات المتطرفة الأخرى».
ما هي أصداء العملية النوعية داخليا وخارجيا؟
لم تتوقف هواتف قيادة الجيش ومديرية المخابرات الثابتة والمتنقلة عن الرنين منذ الإعلان عن هذا الإنجاز الأمني الكبير، والمتصلون هم بمعظمهم مسؤولون أمنيون وعسكريون غربيون وعرب من ذوي الرتب العالية. وقال مسؤول أمني غربي كبير لنظيره اللبناني «إنها عملية نوعية وخطيرة في المكان الصعب والمستحيل، وكانت من أدق وأنجح العمليات الأمنية التي تُنجَز ضد الإرهاب في الشرق الأوسط».
وتأتي الإشادات بناء على معرفة أجهزة غربية وعربية كثيرة بواقع حي الطوارئ في المخيم، الذي يسيطر عليه إلى حد كبير تنظيم «الدولة الإسلامية»، حتى أن حركة «فتح»، بكل قوتها وعديدها وعتادها، وقفت عاجزة أمام إنهاء معضلة الطوارئ الذي تحول إلى ملجأ لكل أنواع المجرمين والإرهابيين الذين اعتدوا على كل تلاوين المجتمع اللبناني وأسلاكه العسكرية والأمنية والقضائية، وكانوا يهددون مخيم عين الحلوة بأمنه وناسه الذين يصل عددهم إلى حوالي المئة ألف نسمة.
ووفق المعلومات الأولية، فإن عماد ياسين «أخطر بكثير من شاكر العبسي الذي كلف لبنان والجيش اللبناني مئات الشهداء والجرحى وخسائر مادية كبيرة وتدمير مخيم نهر البارد قبل القضاء على مجموعاته الإرهابية في العام 2008».
ماذا بعد توقيف ياسين؟
«هناك الكثير للإنجاز… عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء، والعمليات الاستباقية ستتكثف وصولا إلى توقيف الرؤوس الإرهابية المتبقية في المخيم، لأن هؤلاء باتوا يشكلون برميل بارود يهدد بحرق المخيم ولبنان ولا مجال أمامهم إلا تسليم أنفسهم وإلا سيلقون مصير عماد ياسين في التوقيت والأسلوب المناسبين» يقول المرجع الأمني نفسه.
من جهته، نوّه قائد الجيش العماد جان قهوجي، بـ «العملية النوعية الدقيقة والاحترافية التي نفذتها قوّة من مديرية المخابرات»، وأشار إلى أن هذا الأمر «جنّب البلاد تفجيرات دموية كان الموقوف مع شبكة تابعة له بصدد تنفيذها في العديد من المناطق اللبنانية»
النهار
حلب الشرقية تغرق في جحيم الغارات كيري يحذر من “الفصل الأسوأ” للحرب
أقر وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف علناً، كل بأسلوبه وبصورة منفصلة، بإخفاق جهودهما الديبلوماسية على رأس مجموعة الدعم الدولية لسوريا لإعادة العمل باتفاق وقف الاعمال العدائية وايصال المساعدات الإنسانية الى مئات الآلاف من المحاصرين والملايين من المحتاجين. وانعكس فشل الجهود الديبلوماسية تصعيداً في الميدان، إذ غرقت الاحياء الشرقية في مدينة حلب بشمال سوريا الجمعة في جحيم الغارات الكثيفة التي شنتها طائرات سورية وروسية، متسببة بدمار هائل ومقتل نحو 91 شخصاً بعد ساعات من إعلان الجيش السوري بدء هجوم في المنطقة.
وحاول كبيرا الديبلوماسيتين في أحدث اجتماع عقداه أمس على هامش الدورة السنوية الحادية والسبعين للجمعية العمومية للأمم المتحدة حصر تداعيات هذا الفشل، وخصوصاً وقف الإتهامات المباشرة بين الأميركيين والروس بالمسؤولية عن التصعيد الكبير في الميدان العسكري، مع إعلان الحكومة السورية انهيار الهدنة وشن عملية عسكرية واسعة النطاق لاستعادة الأحياء الشرقية لمدينة حلب، بغطاء من الغارات الجوية الكثيفة التي يشنها الطيران الحربي الروسي والسوري. وتحدثا صراحة عن أزمة ثقة بين واشنطن وموسكو في الملف السوري.
وفي ختام اجتماعه مع لافروف، تحدث كيري عن “تقدم محدود جداً”. وقال : “نحن نقَوم بعض الأفكار المشتركة بطريقة بناءة”. وابدى تشاؤماً بإمكان العودة الى العملية السياسية التي يقودها المبعوث الخاص للامم المتحدة ستافان دو ميستورا.
وفور انتهاء اجتماع مجموعة الدعم الدولية لسوريا ليل أول من أمس بتوقيت نيويورك، صرح كيري بأن “هذه لحظة الحقيقة بالنسبة الى روسيا، لحظة الحقيقة بالنسبة الى نظام الرئيس بشار الأسد، ولحظة الحقيقة بالنسبة الى المعارضة… الأمر الأول الذي يتعين علينا القيام به هو إيجاد وسيلة لاستعادة صدقية العملية الديبلوماسية”. وتحدث عن خلاف كبير على اقتراح منع الطيران الحربي السوري “بصورة كلية” من التحليق في أجواء المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة المعتدلة، موضحاً أن منطقة حظر الطيران “يجب ألا تستمر يوماً أو يومين، بل أطول وقت ممكن كي يرى العالم كله أنهم جديون”. وحض المعارضة السورية على الإبتعاد عن “الدولة الإسلامية – داعش” والجماعات الإرهابية الأخرى، ولا سيما منها “جبهة النصرة” أياً كانت مسمياتها الجديدة والمختلفة. وأقر بأنه “محبط الآن أكثر من أمس”، محذراً من ان سوريا “لم تصل بعد الى الفصل الأسوأ” من الحرب التي بدأت عام 2011.
لافروف
وفي المقابل، كرر لافروف طلب موسكو إجراء تحقيق موضوعي في حادث قصف قافلة المساعدات الإنسانية قرب بلدة أورم الكبرى في محيط حلب. وصرح في مؤتمر صحافي عقده بعد إلقائه كلمة روسيا أمام الدورة الحادية والسبعين للجمعية العمومية إن “روسيا لم تتحدث قط عن خطة باء للتسوية السورية”، لأنه “لا حل عسكرياً للأزمة”. وكشف أن “بعض أعضاء مجموعة الدعم الدولية لسوريا منعوا تعزيز هذا المبدأ بجملة واحدة” خلال الاجتماع الذي عقد في نيويورك. واعتبر أن “المطالبة برحيل الأسد انتهاك لقرار مجلس الأمن، داعياً الى “التمسك بقرار مجلس الأمن بدل الإصغاء الى رغبات بعض الأطراف المتفاوضين”. وقال: “هذه المجموعة تقول إنها لن تشارك في المفاوضات ما لم يتقرر مصير الأسد، وهو انتهاك سافر للمبادىء المثبتة في نص قرار مجلس الأمن”. وأبدى استعداد موسكو لوضع خريطة مفصلة لمواقع “جبهة النصرة” في سوريا “لوضع حد لأي غموض حول تمركز إرهابييها وتجنب الامتعاض كلما أصاب صاروخ مواقع هؤلاء”. وشدد على أن الجيش السوري “لا يزال القوة الأكثر فاعلية التي تحارب الإرهاب” على رغم كل المساعدات التي يتسلمها “أصدقاء بعض اللاعبين” في المعارضة السورية المسلحة.
وفي كلمته على منبر الجمعية العمومية، قال لافروف إن “قمع داعش والنصرة ومجموعات متطرفة منسجمة معها هو السبيل الوحيد لحل الأزمة السورية وما يرافقها من وضع إنساني مؤسف”. وانتقد “التقويض السافر للعملية السياسية من بعض ممثلي المعارضة في الخارج مع تساهل رعاتهم الذي ينعكس سلباً على سمعة الأمم المتحدة ويحمل على التفكير في أن يكون سبب ذلك السعي إلى ايجاد ذريعة لمحاولة تغيير النظام”.
كذلك صرّح وزير الخارجية الفرنسي جان- مارك أيرولت في مؤتمر صحافي بأنه “من خلال قصف حلب يلعب النظام ورقة تقسيم سوريا، وداعموه يدعونه يفعل ذلك”. وأضاف أن “النظام السوري وحلفاءه يرفضون التخلي عن هروبهم العسكري الى الأمام”. ووصف الوضع بأنه “ميؤوس منه”، مطالباً موسكو بأن “توقف هذه المجزرة”. لاحظ أن “المحادثات تتمدد بين الروس والأميركيين وتبدو بلا نهاية”، من غير أن ينتقد واشنطن، رأى أن “الوقت حان لاعتماد مقاربة مشتركة في شكل أكبر” لإدارة النزاع السوري.وقال دو ميستورا إن “ما يحصل هو أن حلب تتعرض للهجوم، والجميع عادوا الى السلاح”. وعبر عن خيبة عميقة من هذا الفشل.
حلب في جحيم
ميدانياً (الوكالات)، شنت طائرات حربية غارات جوية مكثفة على الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في حلب.
وأظهرت مشاهد صوّرها سكان فتاة صغيرة تصرخ بينما يحفر رجال الإنقاذ بهمة وسط الأنقاض لينتشلوها حية. وبدا في مشهد آخر رجال انقاذ يستخرجون رضيعاً بأيديهم من بين الأنقاض وهم يهتفون “الله أكبر”. ولم تظهر علامات للحياة على الطفل بين أيدي رجال الإنقاذ وهم يسارعون الى نقله.
وقال حمزة الخطيب وهو مدير مستشفى في حلب لـ”رويترز” إن عدد قتلى القصف الذي تعرضت له المناطق الخاضعة للمعارضة في شرق المدينة أمس بلغ 91 .
وأفادت هيئة الدفاع المدني التي تعمل في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب إن 40 مبنى دمرت.
وقال مراسل “وكالة الصحافة الفرنسية” إن جرافة واحدة كانت تعمل على رفع الانقاض، فيما يقف عمال الاغاثة مذهولين محاولين ازالة الركام بأيديهم بحثاً عن العالقين تحته.
وتلا القصف اعلان الجيش السوري ليل الخميس أنه شرع في عملية لاستعادة القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة من المدينة.
وقال مصدر عسكري إن الهجوم سيكون “شاملاً” وسيشمل هجوماً برياً. وأضاف إن الهجمات الجوية والمدفعية التمهيدية قد تستمر “فترة من الزمن”.
وروى عدد من السكان أن الانفجارات التي سمعت كانت أشد كثيراً من أي انفجارات شهدتها المنطقة من قبل مما أحدث فجوات أكبر في الأرض وأسقط مباني بأكملها.
وقال قيادي في المعارضة في تسجيل صوتي أنه استيقظ على “زلزال” قوي على رغم أنه كان بعيداً من مكان سقوط الصاروخ. وأضاف أن “شهداء” من جماعته تحت الأنقاض في ثلاثة مواقع.
وأعلن المسؤول في فصيل “فاستقم” المعارض زكريا ملاحفجي أن الجيش حاول التقدم في الكثير من الأحياء، لكن قوات المعارضة صدته. وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له إن الجيش حقق بعض التقدم في حي جنوبي في المدينة.
وندد “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” في بيان بشن “نظام الأسد والاحتلال الروسي حملة إجرامية من القصف الجوي المسعور، مستهدفاً الأحياء السكنية المحاصرة لمدينة حلب”، كما انتقد صمت المجتمع الدولي.
ورأى البيت الأبيض أن صدقية روسيا مهددة بشدة بعد الهجوم الأخير لقوات الحكومة السورية في حلب، وأن موسكو مسؤولة عن ضمان التزام سوريا وقف النار القصير الأجل.
وصرّح الناطق باسم البيت الأبيض جوش إيرنست في إفادة صحافية: “إن روسيا تستحق اللوم واذا كان لهذا الاتفاق مستقبل، يتعيّن على روسيا أن تضاعف جهدها وتثبت ذلك”.
اللواء
أحياء حلب الشرقية في جحيم الغارات النظامية الروسية
فشل جديد لاجتماع كيري ولافروف.. والبيت الأبيض يحمِّل موسكو المسؤولية
بعد ساعات من إعلان جيش النظام السوري بدء هجوم واسع، غرقت الاحياء الشرقية في مدينة حلب في شمال سوريا امس في جحيم الغارات الكثيفة التي شنتها طائرات سورية وروسية، متسببة بدمار هائل ومقتل نحو١٢٠ مدنيا.
وتزامن التصعيد مع فشل الجهود الدبلوماسية في نيويورك في إعادة إرساء هدنة انتهت الاثنين بعد اسبوع من تطبيقها في مناطق سورية عدة بموجب اتفاق اميركي – روسي، في وقت لم يخرج لقاء وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الاميركي جون كيري امس في نيويورك بنتائج تذكر.
وتعرضت الأحياء الشرقية في حلب والتي تسيطر عليها فصائل المعارضة منذ العام 2012، لغارات كثيفة بشكل متواصل منذ ليل الخميس، نفذتها طائرات روسية وسورية.
وأظهرت مقاطع مصورة قام سكان بتصويرها فتاة صغيرة تصرخ بينما يحفر رجال الإنقاذ بهمة وسط الأنقاض لينتشلوها حية.
وأظهر مقطع آخر رجال الإنقاذ يستخرجون رضيعا بأيديهم من بين الأنقاض وهم يرددون «الله أكبر». ولم تظهر علامات للحياة على الطفل بين أيدي رجال الإنقاذ وهم يسارعون بنقله.
وقال حمزة الخطيب وهو مدير مستشفى في حلب إن عدد قتلى القصف الذي تعرضت له المناطق الخاضعة للمعارضة في شرق المدينة يوم الجمعة بلغ 91. وقالت هيئة الدفاع المدني التي تعمل في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب إن 40 مبنى دمر.
وذكر عمار السلمو مدير الدفاع المدني أن عمال الإنقاذ أنفسهم استُهدفوا مع تعرض ثلاثة مراكز من أصل أربعة في حلب للقصف.
وقال إن ما يحدث الآن «إبادة» بكل ما تحمله الكلمة من معنى وإن القصف أعنف وشارك فيه عدد أكبر من الطائرات.
ويخشى دبلوماسيون غربيون من حمام دم إذا شنت الحكومة هجوما واسع النطاق لاستعادة المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة حيث لا يزال 250 ألف شخص محاصرين.
وقال دبلوماسي غربي «السبيل الوحيد للسيطرة على شرق حلب هو من خلال مثل هذه الفظائع الوحشية التي سيظل صداها يتردد لأجيال. ستكون شيئا يظل مذكورا في التاريخ.
ويأتي هذا التصعيد غداة إعلان جيش النظام السوري بدء هجوم على الاحياء الشرقية في حلب ودعوته المواطنين الى «الابتعاد عن مقرات ومواقع العصابات الإرهابية المسلحة».
واوضح مصدر عسكري سوري في دمشق امس ان العمليات البرية في حلب لم تبدأ بعد.
في موازاة ذلك، قال البيت الأبيض امس إن مصداقية روسيا مهددة بشدة بعد الهجوم الأخير لقوات النظام في حلب وأوضح أن موسكو مسؤولة عن ضمان التزام سوريا بوقف إطلاق النار قصير الأجل.
وقال جوش إرنست المتحدث باسم البيت الأبيض في إفادة صحفية «إن روسيا تستحق اللوم وإن كان لهذا الاتفاق مستقبل ينبغي لروسيا أن تضاعف جهدها وتثبت ذلك».
وفي نيويورك، اعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري في ختام لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف امس ان «هناك تقدما محدودا جدا» لحل الخلافات المتعلقة بالازمة السورية، وذلك غداة فشل جديد للدبلوماسية العالمية.
وقال كيري «التقيت وزير الخارجية (لافروف)، لقد حققنا تقدما محدودا جدا (…) نجري تقييما لبعض الافكار المشتركة بطريقة بناءة».واتهم وزير خارجية فرنسا جان مارك ايرولت النظام السوري بـ«لعب ورقة تقسيم سوريا» من خلال استعادة السيطرة على كل المناطق «المفيدة» في البلاد، لافتا الى ان «داعميه يدعونه يفعل ذلك».
البناء
كيري ولافروف: ماراتون تفاوضي حتى الإثنين لخريطة طريق تعوّم التفاهم
مسار المعارك في شرق حلب يحكم مفاوضات نيويورك… وغطاء روسي ناري
مخططات داعش لتفجيرات عاشوراء… والتمديد لقائد الجيش على الطاولة
الإعلان عن تقدم جزئي حققه وزيرا خارجية روسيا سيرغي لافروف وأميركا جون كيري في محادثاتهما في نيويورك، تمهيدا للعودة إلى مواصلة المحادثات لإنقاذ التفاهم الروسي الأميركي وابتكار خارطة طريق لتعويمه، جاء بينما التطورات العسكرية في الأحياء الشرقية لحلب، وفي الريف الشمالي الذي يربط بينها وبين مدينة الباب التي تسيطر عليها وحدات تنظيم داعش ويستعد الأتراك لتنظيم حملة للإمساك بها، ويقوم الجيش السوري وحلفاؤه استباقاً لكل تطور قادم بملاقاتها من جهة مخيم حندرات الذي شهد معارك عنيفة بين الجيش السوري والجماعات المسلحة حقق خلالها الجيش والحلفاء تقدماً واسعاً، فيما كان الغطاء الناري الروسي من الجو والمدمّرات البحرية يمهّد لهجوم بري متوقع في توقيت غير بعيد، على الخطوط الأمامية للجماعات المسلحة التي تسيطر على الأحياء الشرقية لحلب، التي فقدت عدداً من المواقع المهمة في أطراف معبر الراموسة.
مفاوضات نيويورك ومعارك حلب على إيقاع متشابك ومتداخل حتى الإثنين الذي يراه المراقبون حاسماً في رسم مستقبل التفاهم الروسي الأميركي وفرص تطبيقه، بينما ترجح التصريحات عن التقدم البطيء التمهيد لتقدم أسرع يمكن أن يحمله مطلع الأسبوع، قبل أن تحمل مسارات المواجهة في حلب تقدماً أشد سرعة، يفضل الأميركيون تفاديها بتسهيل السير بدمج ثلاثية الهدنة ومرور قوافل المساعدات والتعاون في الحرب على النصرة، على قاعدة إنجاز الفصل بين المعارضة والنصرة.
لبنانياً، تتواصل إدارة الفراغ بالفراغ، ولا يبدو أي تقدم في الأفق رغم المخاطر التي كشفت عنها عملية ضبط الرأس المدبّر لتنظيم داعش في مخيم عين الحلوة، وما كان يحضره من تفجيرات وأعمال قتل لمناسبات إحياء ذكرى عاشوراء، ولا تبدو الحياة السياسية قادرة على مواكبة ما تقدّمه القوى الأمنية والعسكرية ميدانياً في مواجهة الإرهاب ومخاطره، ليصير عدم انكشاف مؤسسة الجيش اللبناني الذي يتقدم المؤسسات الأمنية والعسكرية في حمل مسؤوليات مواجهة الإرهاب، وعدم تعريضها لخطر الفراغ هو سقف ما يمكن توقعه مع اقتراب نهاية الولاية الممددة لقائد الجيش العماد جان قهوجي، الذي يبدو أن التمديد له بولاية ثانية صار على الطاولة مع العجز السياسي عن تعيين قائد جديد.
مخاوف أمنية في عين الحلوة
بين الأمن المفقود والانفجار الممنوع يراوح الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة مكانه بعد يوم على العملية الأمنية النوعية التي نفذتها مديرية المخابرات في الجيش اللبناني باعتقال أمير تنظيم «داعش» في المخيم. وعلى الرغم من الجهود التي بذلت من معظم الفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية لمنع أي عمل أمني تجاه الجيش اللبناني ونجاحها حتى الآن، وتحديداً ما تقوم به عصبة الانصار الاسلامية، غير أن مصادر فلسطينية تتخوف أكثر من أي وقت مضى من أعمال أمنية ينفذها أتباع الموقوف لدى استخبارات الجيش عماد ياسين ليس فقط ضد الجيش، إنما داخل المخيم وتستهدف قيادات وطنية واسلامية فلسطينية. ومن المتوقع أن يعقد اجتماع طارئ خلال الساعات المقبلة للقيادة السياسية الفلسطينية للبحث في التطورات الأمنية ودور القوة الأمنية في حفظ الأمن داخل المخيمات، وتحديداً عين الحلوة، وذلك بعد فشل اجتماع اللجنة الأمنية العليا الذي حصل أمس، في عين الحلوة وعدم الوصول الى موقف موحد بشأن الدور الأمني للقوة الأمنية، وتحديداً بعد حصول عمليات اغتيال عدة امام أعينها من دون أن تقوم بدورها.
مخطط لاستهداف تجمعات عاشورائية
وأكدت مصادر عسكرية لـ «البناء» أن «داعش» تلقى ضربة في مخيم عين الحلوة أدخلته في مرحلة خلل بالتوازن، مشيرة إلى أن «هذا التنظيم يحتاج الى فترة لتحضير عمليات إرهابية، فالعملية النوعية التي نفذتها مخابرات الجيش قطعت الطريق على عمليات كان يخطط لها هذا التنظيم». واعتبرت المصادر أن «هذه الفترة ستكون كافية لتتابع الأجهزة الأمنية عملياتها الاحترازية والاستباقية لتقطع الطريق على هذه الخلايا».
وتابعت المصادر: «ليس من السهل على تنظيم داعش أن يبني خلية محترفة وفاعلة خلال يوم أو يومين، فهو يحتاج إلى أشهر، فخلية عين الحلوة، بدأ تشكيلها منذ سنتين، وكان التنظم الإرهابي مطمئن أنها تتواجد في بيئة آمنة ولم يضع في حساباته أنه بحاجة إلى بديل، فعماد ياسين فلسطيني ويقيم في مخيم فلسطيني».
ولفتت المصادر إلى «أن الإرهابي ياسين كان يحضر لاستهداف بعض التجمّعات المدنية في مراسم عاشوراء التي تبدأ الأسبوع المقبل، بعدما فشلت محاولات استهداف احتفالات عيد الأضحى».
قهوجي: الوضع تحت السيطرة
وأكد قائد الجيش العماد جان قهوجي أن «الأوضاع الأمنية تحت السيطرة، وأن الجيش لديه كامل القدرة على مواجهة الإرهاب، وحماية الاستقرار الوطني بمعزل عن الظروف المحيطة بالوطن».
ونوّه قهوجي خلال تفقّده اللواء اللوجستي في كفرشيما، بالعملية النوعية الدقيقة والاحترافية التي نفذتها قوّة من مديرية المخابرات يوم أمس، وأدّت إلى توقيف أمير داعش في مخيم عين الحلوة، ما جنّب البلاد تفجيرات دموية كان الموقوف مع شبكة تابعة له بصدد تنفيذها في العديد من المناطق اللبنانية.
وبانتظار أن يعود رئيس الحكومة تمام سلام من نيويورك اليوم ليبنى على الشيء مقتضاه في الدعوة إلى جلسة لمجلسة الوزراء، لا سيما أن لقاءاته ووزير الخارجية جبران باسيل في نيويورك لم تأت على الملف الحكومي لا من قريب ولا من بعيد، إنما حصرا اهتمامهما بملف النازحين تاركين حل أزمة الحكومة لحين عودتهما.
وأكد وزير العمل سجعان قزي لـ «البناء» أن «الاتصالات تنشط لعقد جلسة لمجلس الوزراء الخميس المقبل». لكنه استدرك قائلاً: «إذا لم تعقد الجلسة، ولم تقر التعيينات العسكرية فسيصدر وزير الدفاع الوطني سمير مقبل قراراً بتأجيل تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي لمدة سنة، على أن يسرح رئيس الأركان وليد سلمان ثم يستدعى من الاحتياط لمدة ستة أشهر».
وأكد وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي لـ «البناء» أن لا جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل، فالاتصالات لا تزال تراوح مكانها»، مشيراً الى أن استدعاء وزير الدفاع سمير مقبل رئيس الاركان من الاحتياط بعد تسريحه يجب أن يستند الى دراسة قانونية وإلا يكون الاستدعاء مخالفاً لقانون الدفاع».
وأكد مقبل من جهته أنه «إذا دعا رئيس الحكومة تمام سلام الى جلسة في 29 الشهر الحالي مسؤوليتي أن اقترح 3 أسماء لقيادة الجيش ليحصل التعيين، وهم بالتراتبية لا شخص مفضل على آخر»، مشيراً الى أنه إذا لم يتمكن مجلس الوزراء من التعيين قبل الساعة 12 من مساء الخميس المقبل فسـيكون قد أُخذ القرار بالتمديد». وتابع: «إذا لم يمر التمديد لرئيس الأركان فالفتاوى موجودة، أريد حل المشكلة بالنسبة للمؤسسة العسكرية ولن أترك فراغاً في المؤسسة العسكرية وسنجد الفتوى المناسبة للتمديد».
سلامة: حريصون على سلامة القطاع المصرفي
في سياق آخر، شدّد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على «ضرورة تطبيق المعايير الدولية وإصدار الأنظمة المطلوبة لمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب في المنطقة، وهذا ما حصل في لبنان حيث حرص البنك المركزي خلال سلسلة من التعاميم على تطوير الهيكلية اللازمة للمحافظة على سلامة القطاع المصرفي وحمايته من مخاطر السمعة وبالتالي تعزيز الثقة به من قبل المصارف المراسلة». كما أشار الى ضرورة «تكثيف التعاون والتواصل من قبل جميع المصارف في المنطقة مع دوائر الامتثال لدى البنوك المراسلة، لما لذلك من دور في الحدّ من سياسات تقليص المخاطر «De-Risking» وحماية النظام المالي والمصرفي في دولنا العربية».
أزمة نفايات كسروان إلى الحل؟
على صعيد أزمة النفايات في المتن كسروان، عقد اجتماع أمس ضمّ لجنة النفايات ووزير الداخلية نهاد المشنوق في وزارة الداخلية تمّ خلاله الاتفاق على استئجار قطعة أرض من أحد الأديرة ما يسهل إيجاد حل لنفايات كسروان». وأكد رئيس بلدية غوسطا زياد شلفون أننا «وجدنا معملاً لمعالجة النفايات الصلبة في البلدة الأمر الذي يحل مشكلة نفايات كسروان وأن وزير الداخلية أعطى الموافقة المبدئية».
ورجحت مصادر مطلعة على الملف لـ «البناء» أن «يتم التوصل الى حل لأزمة النفايات في كسروان خلال الأسبوعين المقبلين»، متوقعة أن يتم الانتهاء من تجهيز خلية النفايات في مطمر برج حمود في السابع من الشهر المقبل كما تعهد متعهد التلزيم، إلا أن المصادر تخوفت من وضع العراقيل أمام هذا الحل وأوضحت أن «هذا الحل هو «ترقيع» في إطار الحل المؤقت لمدة سنتين وليس الحل النهائي»، مشيرة الى أن «العقار المستأجر في غوسطا سيستقبل 300 طن يومياً من نفايات المنطقة مع فرز ومعالجة».
ونقلت وسائل إعلامية عن وزير الزراعة أكرم شهيب، أن «71 بلدية في المتن وكسروان سترفع النفايات عن الشوارع بعد أن أمنت أراضي لوضع النفايات فيها».
حكيم: بداية إيجابية للحل
وقال وزير الإقتصاد المستقيل ألان حكيم لـ «البناء إن ما توصلت إليه لجنة النفايات مع وزارة الداخلية هو ما كنا ندعو إليه منذ أشهر عدة، وهو اجتماع الفريق الفني المختص بملف النفايات مع وزيري الداخلية والبيئة لإيجاد حلول بالتعاون مع البلديات لفرز ومعالجة النفايات وليس طمرها بشكل عشوائي من دون مراعاة المعايير البيئية والصحية»، مذكراً بالكتابين اللذين أرسلهما الى وزير الداخلية ويحملان مضمون الحل نفسه الذي توصلوا إليه في اجتماع الأمس ولم يستجب المشنوق في البداية». وأبدى حكيم ترحيب حزب الكتائب بهذا القرار، معتبراً أنه «لو حصل ذلك منذ بداية الازمة لما شهدنا هذه التحركات في الشارع»، مشدداً على أن القرار هو بداية حسنة وإذا ما استمر فسنصل الى حلول إيجابية يكون للبلديات الدور الأساسي، حيث تعمل كل منطقة على فرز ومعالجة نفاياتها كحل مؤقت».
ووقع الوزير المشنوق أمس، مشروع مرسوم توزيع عائدات البلديات من الصندوق البلدي المستقل عن العام 2015 وقيمتها 525 مليار ليرة وأحاله إلى وزارة المال.
المصدر: الصحف اللبنانية