ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 17-11-2020 في بيروت على ملف تشكيل الحكومة الذي يبدو بعيدا عن مجرى التوقعات الإيجابية، بعد حوالي الشهر من تكليف الرئيس سعد الحريري..
الأخبار
واشنطن تمنع تأليف الحكومة
تناولت جريدة الأخبار الشأن الداخلي وكتبت تقول “الإدارة الأميركية تعرقل تأليف الحكومة. ببساطة، هذا هو المسبب الرئيسي لتوقف المفاوضات ولانعدام الحلول الداخلية. إزاء ذلك، يقف رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مكبّلاً وغير قادر على الاعتذار أو التأليف. في غضون ذلك، رفع رئيس التيار الوطني الحر سقف التحدّي في وجه الإدارة الأميركية، مؤكداً مرة أخرى تحالفه الوثيق مع حزب الله.
زار رئيس الحكومة المكلف، سعد الحريري، رئيس الجمهورية ميشال عون ظهر أمس للتباحث بشأن الموضوع الحكومي. لكن منذ مدة، لم تعد هذه الزيارات ذات جدوى نتيجة الدوّامة التي أدخل الحريري نفسه طوعاً فيها. فبات كمن يفتش عن نشاطات يملأ بها وقته، ومنها زيارة قصر بعبدا كل يومين ولو أنه لا يحمل أي حلول أو تسهيلات. فيما نصيحة الرئيس عون الدائمة له تقتصر على ضرورة لقائه كل الكتل النيابية قبيل الاتفاق الأخير معه، الأمر الذي يرفضه الرئيس المكلف حتى الساعة. لذلك، كل الإشارات والمعلومات تشير الى أن فرص تأليف الحكومة منعدمة، وهو ما أدركه الحريري شخصياً بعد لقائه السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، التي أبلغته رفض بلادها تمثيل حزب الله في الحكومة، مباشرة أو عبر ما يسمى بالاختصاصيين. فيما كان الحريري حتى موعد اللقاء يعوّل على «غض طرف» أميركي عن هذه المسألة. هذا الشرط «التعجيزي»، معطوفاً على فرض الفرنسيين اسمَي وزيرَي المالية والطاقة، كبّل رئيس الحكومة الذي كان يملك ترف تأليف الحكومة في الأسبوع الأول عبر اتفاق داخلي، لكنه فضّل رفع سقف طلباته وتصفية حساباته الشخصية، فشرّع باب الانهيار على وسعه. وسط ذلك، كان رهانه لا يزال قائماً حتى يوم أمس على بيان أميركي فرنسي شديد اللهجة يجبر الأطراف على تقديم تنازلات له، لكن رهانه خاب مجدداً. واليوم، بات الحريري أسير «فرمانات» الإدارة الأميركية، ولا سيما أنه لا يملك شجاعة تجاهلها لتأليف حكومة يراها خدمة لـ«لبنان أولاً» ومحاولة للنهوض من الانهيار الاقتصادي الذي تسبّب به النموذج الذي لا يزال، مع قوى سياسية حليفة وشريكة له، متمسكاً به. وهنا، خلافاً لما يروّج له وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن «جهود أميركية لإقامة حكومة مستقرة تركز على الإصلاحات في لبنان»، فإن الولايات المتحدة هي المعرقل الأول لما تحدّث عنه الأخير، وشروطها تحول دون تأليف حكومة وطنية تتمثل فيها الكتل النيابية بما فيها حزب الله. بمعنى آخر، منذ نحو أسبوعين تغيّر المناخ الأميركي الذي كان يُظهر «قلة اكتراث» تجاه الوضع اللبناني، لتحلّ مكانه أجواء متشددة ترفض دخول حزب الله الى الحكومة. ليس الأمر مخفياً، بل عبّر عنه بومبيو أمس خلال لقاء مع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، لافتاً الى «ضرورة محاربة تطرّف حزب الله العنيف». الأهم في هذا كله، أن الأجندة الأميركية التي تحمل بنداً واحداً يتمثل بعرقلة تأليف الحكومة وإقرار الإصلاحات، وجدت في لبنان من يخضع لها وينفذ «عقوباتها» بحرفيّة تامة. لذلك، يبدو الحريري مرتبكاً، لا هو قادر على التأليف ولا بوسعه الاعتذار لينضمّ الى قافلة الذين سمّاهم وأسقطهم بنفسه. الحل الأفضل له حتى اليوم هو شراء المزيد من الوقت، ومضاعفة رهاناته الخارجية.
في موازاة انصياع الحريري لأميركا، رفع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل التحدّي مجدداً يوم أمس في وجه الولايات المتحدة، معلناً استعداده لترك الحياة السياسية إذا ثبتت عليه أي تهمة فساد، سائلاً كيف لدولة كبيرة مثل أميركا «التي تمسك بكل حوالة مال في العالم، ألا تستطيع أن تكشف كل شيء؟ علماً بأني أول من كشف حساباته للرأي العام اللبناني». ولفت باسيل خلال مقابلة على قناة «العربية ــــ الحدث» السعودية أنه كان «محتاطاً لاحتمال نشر محاضر اللقاءات بينه وبين الأميركيين، وكلما كان يتكلم كان يفكر بويكيليكس». واعتبر قول السفيرة الأميركية أنه وعد بفك التحالف مع حزب الله بشروط، «محاولة فاشلة لدق اسفين… فإذا أردنا فك التحالف نفعل ذلك بإرادتنا ووفق المصلحة اللبنانية وليس بإرادة خارجية تكون نتيجتها العبث بالسلم الأهلي. وعلى افتراض أننا نريد فك التحالف، نخبر صاحب العلاقة ونبحث معه قبل ذلك معالجة الموضوع، وعندما نيأس من ذلك نقوم بالأمر… أما ما هو معتاد لدى البعض من خيانة وغدر ومسّ بثوابت وطنية خدمة لأغراض لا نعرفها، فهذا غير مقبول عندنا». وأكد أن لبنان استفاد من العلاقة بين التيار الوطني وحزب الله، مشيراً الى أن «التاريخ علّمنا أن عزل أي طائفة يؤدي الى انفجار، وهنا نتحدث عن مكوّن بكامله وليس فقط حزب الله». ورداً على طروحات فك التحالف مع الحزب قال: «أقول للأميركي بصوت عال، أعطني ما يحفظ أمن لبنان واستقراره وقوته وعدم الاعتداء عليه، فأذهب على رأس السطح وليس عالسكت وأقول لحزب الله ذلك بالمباشر، ثم أخبر اللبنانيين أن هذا ما يأتي للبنان ثمناً لقطع العلاقة. أعطونا التزاماً أميركياً ودولياً بتقوية لبنان وإعادة أرضه وإعادة النازحين، وأن يصبح لدينا دولة قادرة ــــ بالتوازن العسكري الاستراتيجي ــــ أن تواجِه، فهذا أمر أضعه على طاولة التفاوض مع حزب الله والداخل اللبناني… أي برنامج فعلي وليس فقط وعود».
من جهة أخرى، تحدث باسيل عن نجاح الحصار «اقتصادياً ومالياً، فبات الوضع سيئاً. لكن لم نصل الى الفتنة والانفجار»، مضيفاً: «هل من الصدفة التزامن بين صفقة القرن والحصار الاقتصادي والمالي على لبنان؟ أم هو تقاطع مقصود؟». ولفت الى أنه «مع مفهوم الدولة، ووثيقة التفاهم مع حزب الله لا تتحدث إلا عن هذا الأمر. وعبارة «استراتيجية دفاعية» أول ما وردت فيها، فالوثيقة لا تتحدث إلا عن الدولة وسياسة الدولة. وأنا لا أدافع عن وضع قائم غير مقتنع به. أما كيفية الخروج منه فتكون بالعمل السياسي». وأضاف: «نحن كتيار، وأنا كوزير خارجية، لم نوافق على ذلك (تدخل حزب الله في الخارج). لكن نحن نفرّق بين الدفاع عن المنزل الذي يستوجب أحياناً أن تتجاوز السور قبل أن يصل الخطر إليه، وبين أن تذهب إلى خلف البحار. ولماذا مسموح لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أن يقول إن سلاح حزب الله مسألة إقليمية تحلّ في هذا الإطار، بينما لا يسمح لنا ذلك؟». وأعاد باسيل التركيز على أنه لا يريد إلا الدولة، «وهذا ما بدأه العماد عون عام 1988 وأيّده الناس، والتيار ليس في محور إلا المحور اللبناني. نحن مع العلاقة الطيبة مع الجميع، وبالنسبة إلينا الوحدة الوطنية تأتي قبل أي دولة في الخارج، وأنا مع الدول العربية قبل أي دولة غير عربية، لكن هناك امتدادات لبعض الدول في لبنان يجب التعاطي معها بما يحفظ لبنان». وكان صارماً بتأكيده عدم تأييده تدخّل أي دولة في شؤون أي دولة عربية، كما لا يؤيد أي «تدخل لبناني في الخارج. فنحن نعاني من التدخلات الخارجية بشؤوننا، وأرخص شيء هو العقوبات إذا كان السبب رفض التوطين والمطالبة بعودة النازحين».
في سياق آخر، كشف باسيل خلال حديثه عن معارك تحرير الجرود، أنه «بما يعنينا على الأرض اللبنانية وعند الجار السوري، قمنا بمعركة كلبنانيين عندما لم يقم الجيش باللازم، بقرار سياسي كان مقصراً، خلال حكومة تمام سلام. وعندما اتخذ القرار السياسي في عهد العماد ميشال عون حررنا الأرض وهُزم الإرهابيون».
في مسألة 17 تشرين، رأى باسيل أن الشعارات التي رُفعت ضده من المتظاهرين تتماهى مع الخارج، مشيراً الى أن المتظاهرين في «17 تشرين» حاولوا اغتياله سياسياً. أما في الموضوع الحكومي، فقد أشار الى أن اتهامه بعرقلة تأليف الحكومة «نغمة قديمة، ونحن حتى الساعة لم نضع شرطاً ولا مطلباً، وطالبنا فقط بوحدة المعايير في التأليف». وكشف بأن هناك «وعوداً حكومية معطاة للداخل لا تتناسب مع المعطاة للخارج، وعند جمعهما بهذا الشكل لا يركب «البازل»، وإذا احترمت الوعود تتألف الحكومة في 24 ساعة». وأكد من جهة أخرى أن لا مانع لديه بألّا يتمثّل أحد من القوى السياسية في الحكومة، «لكن لا أحد يستطيع الاستقواء علينا عبر الخارج، ونحن نأخذ قرار أن لا نكون في الحكومة، ولا يمكن فرض ذلك علينا». من جهة أخرى، قال باسيل: «ليس هناك زعيم مسيحي أوحد في لبنان، وأنا لا أتشبّه بأحد. وطالما أن الوكالة الشعبية معي من التيار والناس أمارسها، وإلّا أذهب الى بيتي».
تحريف كلام باسيل
فيما كان رئيس التيار الوطني الحر، النائب جبران باسيل، يتحدث عبر قناة «العربية ــــ الحدث»، كانت المحطة تعمد الى تحوير كلامه عبر نشر رسائل عاجلة مقتطعة من المقابلة لا تعبر عما يقوله مباشرة على الهواء. هذا الأداء دفع باسيل إلى إصدار بيان يؤكد «تحريف وتحوير كلامه، ومحيلاً من يريد الاطّلاع على ما قاله الى رابط المقابلة المتوافر على الموقع الإلكتروني للمحطة أو لما نشره بنفسه على صفحته على تويتر أو موقع التيار».
اللواء
وزير المال يحذّر من «نهاية لبنان».. وسلامة في باريس على عجل!
استغراب فرنسي لتدخلات بومبيو.. واحتجاجات في طرابلس ضد الإقفال
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “مع اقتراب تكليف الرئيس سعد الحريري من شهر كامل على تأليف «حكومة مهمة»، بدا المشهد أكثر ابتعاداً عن مجرى التوقعات الإيجابية، التي حكمت اللقاءات التي تجاوزت عدد أصابع اليد الواحدة، في فترة قياسية، لتتوقف فجأة، فاسحة المجال امام زيارة للموفد الرئاسي الفرنسي في 8 آذار ارتياحاً لمهمته التي انتهت قبل يومين في بيروت، حاملاً معه تصوراً عن تقرير سيرفعه (أو رفعه) إلى ادارته لتكون مناقشته متاحة اليوم، في اجتماع «خلية الأزمة» في الاليزيه..
ترافق ذلك مع كلام خطير، قد يكون الأخطر، الذي يكشفه النائب جبران باسيل، كرئيس لتكتل لبنان القوي من ان سبب «عدم تأليف الحكومة حتى الآن، هو الوعود المعطاة للداخل غير المتناسبة مع الوعود المعطاة للخارج»، في غمز مباشر من قناعة الرئيس المكلف.
وحسب المصادر القريبة من الاليزيه فإن تقرير دوريل سيتوقف عند النقاط التالية:
1- ان تأليف الحكومة في لبنان معطّل، وأن مهلة الأسابيع بين 4 و6 انتهت من دون حدوث خرق.
2- ان الاتصالات المباشرة بين القوى المؤثرة في عملية التأليف مقطوعة، او شبه مقطوعة، لا سيما بين الرئيس الحريري والنائب باسيل.
3- ان الموفد الفرنسي سمع كلاماً من الذين التقاهم، سواء الرؤساء أو مسؤولي الأحزاب والكتل، استنتج منه، ان هؤلاء غير مستعجلين على إنهاء الوضع الحالي، والانتقال إلى وضع أفضل ينقذ البلد..
4- على ان الانكى من كل هذا هو محاولة كل فريق إلقاء تبعة عرقلة التأليف على الفريق الآخر..
5- ولم تخفِ مصادر استغراب الجانب الفرنسي من التدخلات الأميركية السافرة، لجهة التأثير السلبي على المبادرة الفرنسية، من خلال التحريض على فريق سياسي – نيابي تتعاطى معه باريس إيجاباً حتى تاريخه.
بومبيو يهاجم حزب الله
وملف تأليف الحكومة طرح في اجتماع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مع نظيره الفرنسي جان ايف لودريان في الاليزيه وليس في «الكودي سيه» والذي تناول موضوع «الارهاب» متحدثاً عن «تأثير خبيث» لحزب الله على تأليف الحكومة (والكلام لبومبيو)، متوقفاً عند «الجهود التي تقوم بها واشنطن باتجاه تشكيل حكومة استقرار واصلاحات في لبنان».
واعتبر مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت اوبراين ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قام بأعمال غير مسبوقة ضد حزب الله، مشيراً إلى ان الحزب يفتقر الآن إلى مئات الملايين من الدولارات التي كان يتلقاها من إيران. وكان بومبيو اجتمع في قصر الإليزيه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قرابة الساعة الثانية عشرة، في حضور نظيره جان إيف لودريان، وذلك بعد اجتماع بين الوزيرين في الاليزيه ايضا لمدة ساعة.وغادر بعدها الى تركيا.
وقد وصفت الرئاسة الفرنسية زيارة بومبيو بانها «للمجاملة ضمن جولته الاوروبية – الشرق اوسطية». فيما اشارت وسائل اعلام فرنسية الى ان الرئيس ماكرون التقى بومبيو بعيدا عن الاعلام ولم يصدر اي بيان او تصريح بعداللقاء. كما ان الشأن اللبناني لم يكن اساسياً في اللقاء بل موضوع انتقال السلطة في اميركا بعدالانتخابات الرئاسية وفوز جو بايدن فيها، وملفات فلسطين والعراق وايران وناغورني كره باخ، وسط مخاوف فرنسية مما يمكن ان تتخذه ادارة الرئيس ترامب من قرارات على المستوى الخارجي في الفترة المتبقية له في الرئاسة، لا سيما في الشرق الاوسط.وتشمل جولة بومبيو ايضا بعد تركيا، جورجيا وإسرائيل والإمارات وقطر والسعودية.
الوضع الحكومي
في هذه الاثناء، بقيت مواقف كُلٍّ من الرئيسين عون والحريري والنائب باسيل على حالها لجهة تسمية الوزراء المسيحيين، لكن مصادر تكتل لبنان القوي قالت لـ «اللواء»: ان التسمية يمكن ان تكون مشتركة بين الحريري وباسيل وبما يُرضي الطرفين ويُلبي معايير تشكيل حكومة الاختصاصيين غير الحزبيين، بحيث يطرح كل طرف الاسماء التي لديه ويجري التوافق حولها. واستدركت المصادر بالقول: لكن المهم ان يقتنع الحريري بالتواصل مع باسيل كما تواصل مع اغلب الكتل النيابية، لا ان يكتفي بالتنسيق مع رئيس الجمهورية، طالما ان المبادرة الفرنسية تنص على تشكيل حكومة المهمة بالتوافق بين كل القوى السياسية.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن أي معطيات حكومية جديدة لم تبرز لاسيما بعد زيارة الموفد الفرنسي إلى بيروت وأفادت أن هناك انتظارا لخلاصات اجتماع الرئيس الفرنسي ووزير خارجيته مع وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية على أن دوريل يرفع بدوره خلاصات زيارته إلى بيروت إلى خلية الأزمة الفرنسية في الاليزيه اليوم.
وعلمت «اللواء» أن الثابت في مشهد الاستقلال هذا العام هو الكلمة التي قد يوجهها رئيس الجمهورية عشية الذكرى ويستعرض فيها التطورات والتحديات لكن ما ليس معروفا بعد ما إذا كان حفل الاستقبال يقام ام لا في حين ان برنامج وضع أكاليل على اضرحة شهداء رجال الاستقلال قيد الاعداد.
سلامة.. ونهاية لبنان
مالياً، علمت «اللواء» ان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، غادر بيروت مساء أمس إلى باريس، من دون ان تعرف الأسباب التي تقف وراء هذه الزيارة. لكن مصادر ربطت بين سفر سلامة واجتماع خلية الأزمة الفرنسية الذي سيعقد في العاصمة الفرنسية، لمناقشة تقرير دوريل، وتحديد الخطوة الفرنسية المقبلة.
على ان الأخطر مالياً، ما صرّح به وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني من «نهاية لبنان»، في حال استمرت الطبقة السياسية في البلاد في تأجيل الإصلاحات الأساسية لاطلاق المساعدات الخارجية. وقال وزني لصحيفة «ذي ناشيونال» «إن اتباع سياسة البطء هذه تعني الموت للشعب اللبناني. ستكون حتما النهاية».
وأكّد وزني إنه يؤيّد مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تعهد بتقديم دعم مالي دولي للبنان مقابل إصلاحات تكافح الفساد. ولكن يبقى على السياسيين تنفيذها بالكامل. أضاف وزني: «ان الرئيس ماكرون قال «سنمنحكم بعض الأكسجين، وسنساعدكم على الخروج من الأزمة»، وإلا فإن الوضع الاقتصادي والاجتماعي سيزداد سوءًا. سيكون الوقع الأكبر على أمن البلاد واستقرارها ومستقبلها».
وأوضح وزني إن استقالة الحكومة علّقت المفاوضات مع صندوق النقد الدولي حول خطة اقتصادية إنقاذية، غير أن «الاتصالات» مستمرة. وكان السيد دياب قد أطلق المحادثات في أواخر شهر نيسان/أبريل بعد أن تخلّفت الدولة عن تسديد ديونها السيادية لأول مرة. وزني أضاف انه قد تم دفع أكثر من نصف اللبنانيين نحو الفقر، وأصبح 40 في المائة منهم عاطلين عن العمل. يتوقع صندوق النقد الدولي أن ينكمش الاقتصاد بنسبة 25 في المائة هذا العام.
ورداً على سؤال لصحيفة ذا ناشيونل» قال: «يجب ألا ننسى أننا نمر بأزمة مصرفية وأن الناس لا يستطيعون استرداد ودائعهم. من المهم جدًا أن نعرف أين ذهبت الأموال. ثانيا، سيكشف التدقيق الخسائر الحقيقية للبنك المركزي والقطاع المصرفي» معتبراً ان تحديد حجم هذه الخسائر سيسمح عندها لصانعي القرار اتخاذ القرارات المناسبة بشأنها.
وقال الوزير وزني: «لقد اخترنا مهلة طويلة بعض الشيء (ثلاثة أشهر لتسليم المستندات المطلوبة من البنك المركزي) لأنه علينا أولا انتظار تشكيل الحكومة، وثانيا، يجب ألا ننسى أن موسم الأعياد يبدأ في 15 كانون الأول/ديسمبر. وثالثًا، في حال عدم حصولنا على المعلومات المطلوبة للمباشرة بالتدقيق، يمكننا البدء في العمل على مشروع قانون لتعديل القانون الحالي». وقال وزني ان السيد دياب اقترح أن على الحكومة اعداد مشروع قانون لتعديل قانون السرية المصرفية. واقترح كبديل السماح لشركة Alvarez & Marsal، التي تتخذ من نيويورك مقرا لها والتي تقوم بالتدقيق الجنائي، بالنفاذ إلى المعلومات التي تغطيها السرية المصرفية.
وفيما زار الرئيس نبيه برّي المجلس الدستوري، وقدم التصريح عن الذمة المالية أو الإثراء غير المشروع لرئيس مجلس الدستور القاضي طنوش مشلب، تحدثت الـL.B.C.I عن ان كلفة موظفين ومتقاعدين ومستشارين للرئاسة الثلاثة في موازنة 2020، مبينة: ان كلفة هؤلاء في رئاسة الجمهورية اكثر من 3 مليارات ليرة لبنانية، وفي رئاسة مجلس الوزراء أكثر من ستة مليارات و800 مليون ليرة، وفي مجلس النواب تفوق الكلفة الـ36 مليار و500 مليون ليرة لبنانية.
شربل يتمنى الحصول على مستندات لفرض عقوبات أميركية
دبلوماسياً، استقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبه، سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا. وتم البحث، بحسب مصدر دبلوماسي لبناني «في العلاقات الثنائية وتعزيزها ودعم وتأييد أميركا للبنان في مجالات عدة، بالاضافة الى مسألة مفاوضات ترسيم الحدود البحرية وعودة النازحين الى بلادهم ومرحلة الانتقال من الادارة الحالية الى الادارة الجديدة في اميركا.
كما تناول البحث وفقاً للمصدر نفسه الاجراءات التي اتخذتها الادارة الأميركية في حق بعض اللبنانيين من بينهم نواب ووزراء سابقون ورئيس كتلة نيابية وازنة». (في اشارة الى النائب جبران باسيل) وتمنى الوزير وهبه على السفيرة الاميركية في اللقاء الذي استمر 50 دقيقة «ان تتمكن السلطات اللبنانية والقضائية من الوصول الى اي معلومات او مستندات ارتكزت عليها الادارة الاميركية في اتخاذها لتلك الاجراءات، وذلك في اطار الاصلاحات التى وعدت بها وتعزيز الشفافية في العمل العام».
ووصف الوزير وهبه اللقاء بأنه لقاء دبلوماسي إيجابي وصريح، وقال لـ«اللواء»: بحثنا في كل الامور المعروفة في جوٍ من التعاون والاحترام والتقدير ولم يتسبب اللقاء بأي إزعاج او توتر، بالعكس كان الجانب الايجابي طاغياً على اللقاء بحكم العلاقات التاريخية بين بلدينا والتي من واجبنا في لبنان الحفاظ عليها. وتمنينا على السفيرة شيا التجاوب في موضوع مسببات فرض العقوبات على بعض الشخصيات السياسية وغير السياسية اللبنانية ومنحنا المستندات التي استندت اليها الادارة الاميركية، فردت السفيرة انها لا تملك كل المعلومات تفصيلياً وان المعلومات التي لديها أُذيعت عبر الاعلام، لكنها وعدت بمراجعة إدارتها والرد علينا.
واضاف وهبه: انا اكدت للسفيرة اننا مهتمون بمتابعة مكافحة الفساد وأي معلومات تصلنا تفيدنا في هذا الموضوع اذا تم تزويدنا بالمستندات اللازمة للإتهام. واتوقع ايجابية في التعامل مع الموضوع، خاصة ان السفيرة المحت الى وجود اتفاقية تعاون بين وزارتي العدل اللبنانية والاميركية وانه بإمكان المشمولين بالقرار الاميركي اللجوء الى القضاء ايضا وإبراز المستندات التي لديهم والتي تخالف اسباب العقوبات. وقال أمس باسيل لـ«العربية»: ارخص شيء هو العقوبات، إذا كان السبب رفض التوطين والمطالبة بعودة النازحين، معلناً رفضه لأي تدخل لبناني من الخارج.
الاقفال
وأمس، أنهى لبنان يوماً ثالثاً من الاقفال، وسط اعتقاد رسمي ان نسبة الاقفال كانت مقبولة، في ظل تمسك بعض القوى المعنية بالمعالجة، بضرورة فرض 6 أسابيع بدلاً من أسبوعين اقفال شامل عملاً بتوصية منظمة الصحية العالمية.
وفي إطار التقييم لنتائج الاقفال العام، قال وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن، ان النتائج لن تكون متاحة قبل غد أو بعد غد. وتوجه إلى المواطنين بالقول: «علينا أن نصبر ونتحمل من أجل حماية المجتمع والأسرة»، لافتا إلى «وصول شحنة دواء ريمديسيفير ليلا بعدد 5500 حبة، ويبلغ سعرها الرسمي 760 الف ليرة لبنانية، سيتم توزيعها على المستشفيات من خلال الوكيل مباشرة بنسبة 50 بالمئة على أن تبقى بقية الكمية لدى الوكيل لكي يتم بيعها مباشرة، ما يسهل تلافي السوق السوداء كما حصل في السابق. وسيكون لدينا حوالى الـ500 الف حبة في أواخر الشهر، مما يتيح للمرضى تناول العلاج وبالسعر المحدد من الشركة».
وكان حسن شارك في ثلاثة اجتماعات صحية في السراي الكبير برئاسة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب أشار خلالها إلى تحويل مدفوعات المستشفيات الحكومية الخاصة بقيمة 235 مليار ليرة لبنانية. كما جرت مناقشة قرض البنك الدولي لشراء الأجهزة للمستشفيات الحكومية.
وأمنياً أكّد الاجتماع الوزاري الأمني على ضرورة الاستمرار بتطبيق إجراءات الاقفال بوجه كورونا، مع الإشارة إلى تنظيم حوالى 7430 محضر ضبط بحق المخالفين. دوائياً، وصل إلى لبنان علاج كورونا المعروف باسم «الريمدسيسفير» باعتباره الأفضل لمعالجة الحالات الأصعب لمرض كورونا. وكانت وزارة الصحة تلقت هبتين من مصر وشركة لبنانية.
106446
صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 1016 إصابة جديدة بفايروس كورونا، مع تسجيل 10 حالات وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 106446 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2019. وتجدر الإشارة إلى اتساع حركة الاعتراض على الاقفال العام، ففي طرابلس اعتصم أصحاب المحال التجارية في أسواق المدينة القديمة وسط السوق العريض احتجاجاً على قرار الاقفال، ويرددون الهتافات المنددة بالقرار «الذي يؤدي إلى افلاسهم». وعلى الأثر، تدخلت عناصر الجيش المنتشرة في المكان ومنعتهم من فتح محالهم، وسط إصرار على المضي في فتحها.
البناء
مشرفيّة مثل لبنان في تشييع المعلم… وتعازٍ للأسد من عون وبرّي وحزب الله وحردان ومراد
بومبيو يرسم سقف لقائه بماكرون بعزل حزب الله عن حكومة تؤيّدها واشنطن
عون والحريري: تشاور حكوميّ… وباسيل: سأعتزل السياسة إذا ثبتت تهم الفساد
كتب المحرّر السياسيّ
شيّعت سورية وزير خارجيتها الراحل وليد المعلم بوداع رسمي وشعبي، وقد مثل وزير الشؤون الاجتماعية رمزي مشرفية ممثلاً رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في التشييع، وكانت قيادات لبنانية قد وجهت برقيات لتعزية الرئيس السوري بشار الأسد، تقدّمها رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي نبيه بري وقيادة حزب الله ورئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان ورئيس حزب الاتحاد النائب عبد الرحيم مراد.
في الشأن الحكومي، بعدما تكشفت التقارير الآتية من باريس عن ربط الموقف الفرنسي بما يتم التفاهم عليه مع وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، كشفت مواقف بومبيو إطار التفاهم مع الرئيس الفرنسي أمانويل ماكرون، حيث قالت مصادر لبنانية أميركية متابعة لملف العقوبات الأميركية على الشخصيات اللبنانية، أن بومبيو يفترض أن يكون قد أبلغ ماكرون بأن هناك المزيد من العقوبات المقبلة، وأنها ستخلق بيئة مؤاتية لحكومة تعزل حزب الله، وأن المطلوب من فرنسا عدم استعجال الحكومة ومنح الفرصة للعقوبات كي تؤتي ثمارها، بينما قالت مصادر مواكبة للملف اللبناني في باريس أن هناك انقساماً في فريق الرئيس ماكرون حول الملف الحكومي، فهناك موقف وزير الخارجية جان إيف لودريان الداعي للتماهي مع المواقف الأميركية ومعه إمانويل بون الذي كان يتولى ملف لبنان في الرئاسة الفرنسية، وهناك موقف مدير المخابرات برنارد ايميه الداعي لتوحيد فريق الرابع عشر من آذار قبل التفاوض مع فريق الثامن من آذار ورئيس الجمهوريّة بالملف الحكومي، وهناك موقف المبعوث الرئاسي باتريك دوريل الداعي للضغط لصالح تصوّر الرئيس سعد الحريري للحكومة، بينما تبدو الأصوات الداعية لموقف فرنسي ينبع من مقاربة الرئيس ماكرون التي عبر عنها في زيارته الأولى للبنان، وحرصه على فصل المسار الحكومي عن القضايا الخلافيّة وخصوصاً سلاح المقاومة.
وبالتوازي مع ضغط الطلب الأميركي بتجميد الملف الحكومي وانتظار نتائج العقوبات، برز موقف لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل آخر المستهدفين بالعقوبات الأميركية عبر قناة الحدث السعودية، معلناً أنه سيعتزل السياسة إذا ثبتت عليه أي من تهم الفساد، متحديا السفيرة الأميركية بحديثها عن تهم الفساد المسنوبة إليه، بينما وضع باسيل علاقة التيار بحزب الله في خانة الدفاع عن لبنان بوجه المخاطر العدوانيّة الإسرائيلية المدعومة أميركياً، وفي مقدّمتها خطر التوطين وخطر العدوان، متسائلاً عن التزامن مع الضغط على لبنان اقتصادياً وعبر العقوبات مع صفقة القرن وما فيها من مشروع للتوطين، وعما إذا كان الأميركيون مستعدّين لتمويل لبنان بستة مليارات دولار سنوياً أسوة بما تقدّمه أميركا لـ«إسرائيل»، ليبني قوة عسكرية قادرة على ردع العدوان، وعن الشأن الحكومي أعاد باسيل تأكيد مطالبته بالمعايير الموحّدة للتسمية وللمداورة.
في الاتصالات الخاصة بتشكيل الحكومة، سجل لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري، قالت مصادر متابعة للملف الحكومي إنه مجرد تأكيد للتشاور وعدم بلوغ الطريق المسدود.
لقاء سريّ بين عون والحريري
باستثناء لقاء شكليّ وسريّ جمع الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري في بعبدا عصر أمس، لم يشهد الملف الحكومي أي معطى جديد بانتظار تقييم جولة الموفد الفرنسي باتريك دوريل الى لبنان داخلياً وخارجياً وترقب للمشاورات التي انتقلت من بيروت إلى قصر الإيليزيه، فيما ظهرت بوادر إعادة تفعيل فعلية لحكومة تصريف الأعمال من خلال النشاطات والاجتماعات المكثفة التي تشهدها السراي الحكومي، مع الإشارة إلى أن تعويم الحكومة تظهّر من خلال زيارة السفيرة الأميركية دوروثي شيا الى السراي الأسبوع الماضي ولقائها الرئيس حسان دياب.
وتحدّثت معلومات غير رسمية عن لقاء سري جمع رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري عصر أمس في بعبدا، إلا أنه لم يحدث أي خرق في جدار الأزمة وأبقى العقد على حالها. كما جرى خلال اللقاء تقييم زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي والتأكيد على المبادرة الفرنسية.
المنلا
وبرز موقف لمستشار الحريري، نديم المنلا، لفت فيه الى أن «دوريل وضع النقاط على الحروف خلال زيارته للبنان وذكّر كل الاطراف بتعهداتهم، كما دخل في بعض التفاصيل». وأوضح أن «المبادرة الفرنسية هي لاستعادة الثقة ونقل لبنان من مرحلة الى أخرى والمبادرة تُرجمت الى خطوات على الصعيدين الاقتصادي والسياسي». وقال: «لا شك في أن المبادرة الفرنسية مرّت بانتكاسات وفشل المبادرة يعني فشل استعادة الثقة وفشل وجود العملات الصعبة في لبنان، والحريري يعتبر المبادرة الفرنسية هي خشبة الخلاص الوحيدة لكون فرنسا هي فقط مَن بإمكانها ان تكفل لبنان». ورأى المنلا أن بعد تأليف الحكومة نحن بحاجة الى توافق داخلي على خطة الإنقاذ والأرقام وبالتالي الاجتماع مع صندوق النقد الدولي.
وزني
وعبرت مواقف وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني عن حال الانسداد الحكومي وخطورة الوضعين الاقتصادي والمالي، ولفت وزني الى انه «في حال استمرّت الطبقة السياسية في البلاد في تأجيل الإصلاحات الأساسية لإطلاق المساعدات الخارجية، فإن ذلك قد يعني «نهاية» لبنان».
وقال لصحيفة «ذا ناشونال»: إن اتباع سياسة البطء هذه تعني الموت للشعب اللبناني. ستكون حتماً النهاية. وأكّد أنه يؤيّد مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «الذي تعهد بتقديم دعم مالي دولي للبنان مقابل إصلاحات تكافح الفساد. ولكن يبقى على السياسيين تنفيذها بالكامل». أضاف: «إن الرئيس ماكرون قال «سنمنحكم بعض الأكسجين، وسنساعدكم على الخروج من الأزمة»، وإلا فإن الوضع الاقتصادي والاجتماعي سيزداد سوءًا. سيكون الوقع الأكبر على أمن البلاد واستقرارها ومستقبلها».
تقرير دوريل بعهدة ماكرون
وأشارت مصادر مطلعة على التحرك الفرنسي إلى أن باتريك دوريل وضع تقريره حول الأزمة اللبنانية في عهده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإيليزيه، لافتة إلى أن التقرير لن يكون سلبياً كما يشاع، لكنه يتضمن استنتاجات واقتراحات الموفد الفرنسي التي استشفها من خلال جولة لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين. كما سيؤكد التقرير مدى الخطورة التي تحدق بلبنان جراء انسداد أبواب الحلول في مختلف المجالات، خصوصاً أن الضغط الأميركي من خلال التهديد بفرض عقوبات جديدة سيزيد الوضع خطورة، كما أكدت المصادر أن الرئيس الفرنسي لن يلغي زيارته المرتقبة الشهر المقبل الى لبنان لكن الموفد الفرنسي لمس لامبالاة لبنانية إزاء التعامل مع الأزمة الداخلية من تعثر تأليف الحكومة وإنجاز الإصلاحات والتدقيق الجنائي اضافة الى التأخير في إعلان نتائج التحقيقات في تفجير مرفأ بيروت، ولفتت المصادر الى أن «لا دعم خارجياً فرنسياً أو غربياً من دون تأليف حكومة وإنجاز الإصلاحات».
الحكومة الى العام المقبل؟
ولفتت أوساط مطلعة على موقف فريق المقاومة لـ«البناء» الى أن لا مؤشرات على ولادة الحكومة في الأمد المنظور، مشيرة الى أن «الحركة الفرنسية لم تستطع تسجيل خروق في جدار الأزمة والشروط الأميركية على الرئيس الحريري»، متسائلة عن «مدى ارتباط ولادة الحكومة بخروج الرئيس دونالد ترامب وإدارته من البيت الأبيض وتسلم الادارة الجديدة! لا سيما أن الحكومة بحسب الأوساط باتت مرتبطة بملف ترسيم الحدود مع فلسطين المحتلة والاستثمار في النفط والغاز في المياه الإقليمية اللبنانية»، مضيفة أن «لا حكومة إذا لم تكن قادرة على إنهاء ملف ترسيم الحدود إلا إذا أقر الأميركيون ومعهم الإسرائيليون على أن لبنان لن يخضع للضغوط الأميركية في هذا الملف بالذات، وبالتالي تمرير الحكومة وفصلها عن المفاوضات حول الترسيم». واعتبرت الأوساط أن «فرض عقوبات كما يتم التسريب على رئيس الحزب الديمقراطي النائب طلال أرسلان وعلى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم سيشكل انتكاسة كبيرة ليس لملف الحكومة فحسب بل للأمن والاستقرار الداخلي كما سيدفع فريق المقاومة وحلفائها للتشدد بموضوع الحكومة».
لقاء ماكرون – بومبيو
وفي سياق ذلك، تعول مصادر سياسية على اللقاءات التي سيشهدها قصر الايليزيه لا سيما بين الرئيس الفرنسي ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي وصل الى فرنسا في إطار جوله له على أكثر من دولة اوروبية وفي المنطقة.
ولفتت مصادر «البناء» الى أن «مصير الحكومة سيتقرر من خلال الاجتماعات التي تجري في فرنسا وما إذا كان الأميركيون سيسيرون بوجهة النظر الفرنسية بفصل الملف الحكومي عن باقي الملفات او أن الضغط الأميركي على فرنسا سينجح بحذو الفرنسيين حذو واشنطن بفرض عقوبات أو التخلي عن لبنان ووقف تحركها الحكومي»، لكن الفرنسيين بحسب المصادر «لن يحابوا الأميركيين ويستخدموا سلاح العقوبات ضد اللبنانيين بل سيستمرون في تحركهم للخروج من الأزمة ودعمهم بأشكال مختلفة».
وأكدت مصادر مطلعة من باريس للـ»او تي في» أنه خلافا للعادة اجتمع وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان صباح أمس بنظيره الاميركي في الاليزيه لا في الخارجية الفرنسية، من ثم انضمّ لهما الرئيس ماكرون. وكشفت المصادر أن اجتماع ماكرون بومبيو لودريان انتهى بلا تصريح او بيان والمعلومات تفيد بأن لبنان كان حاضراً بشكل وجيز فيه. وشددت المصادر على أن كل الكلام الذي نشر من ان بومبيو أتى الى باريس ليناقش فرض عقوبات اضافية على مسؤولين لبنانيين غير دقيق، وما اشيع عن توجه لفرض عقوبات فرنسية على سياسيين لبنانيين غير صحيح أيضاً حتى اللحظة.
وكانت الخارجية الأميركية أعلنت أن بومبيو تطرق مع نظيره الفرنسي إلى التأثير «الخبيث» لحزب الله في لبنان وجهود أميركا لإقامة حكومة مستقرة تركز على الإصلاح.
وأشار مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين الى أن الرئيس ترامب «قام بأعمال غير مسبوقة ضد حزب الله الذي قام بتجميع أسلحة وصواريخ تهدّد «إسرائيل» ونفذ هجمات في أوروبا وآسيا»، واعتبر أن «حزب الله يفتقر الآن إلى مئات الملايين من الدولارات التي كان يتلقاها من إيران».
باسيل
الى ذلك، أشار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إلى أن لديه مشاكل مع «حزب الله» قد تصل لحد الفراق، لكن فك الحلف معه قرار داخلي»، وأكد أنه محتاط من إمكانية نشر محاضر اجتماعاته مع الأميركيين. وتمنى باسيل في حديثٍ تلفزيوني الذهاب بموضوع الاتهامات إلى النهاية وكشف كل شيء، وقال: أنا أترك الحياة السياسية اذا ثبتت علي اي تهمة فساد»، وسأل: «دولة كبيرة مثل أميركا التي تمسك بكل حوالة مال في العالم ألا تستطيع ان تكشف كل شيء؟ علماً أني اول من كشف حساباته للرأي العام اللبناني». وأضاف: «التاريخ علمنا ان عزل أي طائفة يؤدي الى انفجار وهنا نتحدث عن مكوّن بكامله وليس فقط حزب الله». وشدد على أن لبنان استفاد من علاقته مع حزب الله. وسأل: «لماذا مسموح للرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري ان يقول إن سلاح حزب الله مسألة اقليمية تحل في هذا الإطار بينما لا يسمح لنا ذلك؟».
مشرفيّة في تشييع المعلم
على صعيد آخر، غادر وزير الشؤون الاجتماعية والسياحة رمزي المشرفية إلى سورية، مكلفاً من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لتمثيله في مراسم تشييع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية السوري وليد المعلّم.
عون
وكان الرئيس عون أبرق الى الرئيس السوري بشار الأسد معزياً بوفاة المعلم، منوّهاً بالدور الذي لعبه في مسيرته داخل سورية وخارجها، متمنياً عودة السلام الى سورية «لينعم الشعب السوري الشقيق مجدداً بالازدهار الذي يستحقه».
برّي
كما أبرق رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الأسد معزياً، وقال: «في أدق المراحل التي تحتاج فيها الأمة لقاماتها الشامخة التي لا تساوم على ثوابت ولا تبدل ولا تتبدّل، هو التسليم بقضاء الله الذي لا يرد، نفقد اليوم وتفقد سورية ومن خلالها الأمة واحداً من تلك القامات ويغيّب الموت صوتاً عربياً ما نطق إلا للحق، ويوقف قلباً ما نبض إلا للعرب والعروبة حتى الرمق الأخير، هو الراحل دولة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وليد المعلم (رحمه الله)، وإزاء هذا المصاب الأليم أتقدم من سيادتكم ومن الشعب العربي السوري الشقيق ومن أسرة الراحل الكبير بأحرّ التعازي سائلاً المولى العزيز القدير أن يلهمكم وذويه جميل الصبر والسلوان».
حردان
كما وجّه رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي، النائب أسعد حردان، برقية إلى الرئيس الأسد، معزياً بوفاة المعلم قال فيها: «تلقينا ببالغ الحزن والأسى، نبأ وفاة السيد وليد المعلم، نائب رئيس مجلس الوزراء ـ وزير الخارجية في الجمهورية العربية السورية. وهو من القامات الكبيرة، وقد أدى دوراً وطنياً وقومياً بارزاً خلال مسيرته الدبلوماسية، ومن ثم على رأس الدبلوماسية السورية. إنّ وفاة الوزير وليد المعلم في هذا الظرف الدقيق الذي تمرّ به سورية، خسارة كبيرة، لما كان يتمتع به من صفات مميزة وبراعة دبلوماسية وجرأة الموقف، ولكن سورية ولاّدة للقامات والمناضلين وتذخر بالكفاءات القادرة على تحمل المسؤوليات وخوض معارك الدفاع عن وحدة سورية وسيادتها وكرامتها. باسمي، وباسم قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي أتقدم من سيادتكم بأحر التعازي، ومن عائلة الفقيد الراحل وكل أبناء شعبنا السوري.
وقدّم حردان التعازي لرئيس مجلس الوزراء السوري المهندس حسين عرنوس، ونائب وزير الخارجية الدكتور فيصل المقداد وعائلة الراحل. وقال: برحيل الوزير المعلم تفقد الدبلوماسية السورية واحداً من كبارها، وجندياً مخلصاً أفنى حياته في خدمة القضية السورية. وكلنا ثقة بأن بلادنا ملأى بالمخلصين الذين يتكل عليهم في الملمات كما في كل الأوقات، وهو ما يشكّل بالنسبة لنا شيئاً من العزاء بفقدان قامة من قامات الدولة السورية.
وأضاف: بوفاة السيد وليد المعلم نفتقد صديقاً عزيزاً وقامة كبيرة وتفتقد سورية ركناً لطالما دافع عنها في المحافل الدولية، مسجلاً المواقف الكبيرة دفاعاً عن بلاده في مواجهة الإرهاب والتطرف ورعاتهم الدوليين والإقليميين. وختم قائلاً: رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه والبقاء لسورية».
نتائج الإقفال
وشهدت المناطق اللبنانية نسبة التزام عالية وصلت الى 95 في المئة بقرار الإقفال التام في البلد لمحاربة تفشي وباء كورونا مع تسجيل بعض الخروقات في بعض المناطق كطرابلس بسبب الضائقة الاقتصادية.
لكن شهد الاوتوستراد الساحلي من الزلقا وصولاً إلى الضبية ونهر الكلب زحمة سير خانقة بعد الساعة الخامسة من مساء امس.
وأقامت قوى الامن الداخلي حاجزاً بعد نفق نهر الكلب للتدقيق بالسيارات وتحرير محاضر الضبط بحق المخالفين.
وبلغ مجموع محاضر مخالفات قرار التعبئة العامة المنظمة اعتباراً من فجر السبت ولغاية الساعة 14:00 من تاريخ اليوم، 7430 محضراً. ونوّه الرئيس دياب بأداء الاجهزة الأمنية التي واكبت ونفذت قرار الإقفال وذلك بعد ترؤسه اجتماعاً أمنياً في السراي الحكومي. فيما أوضح وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن من السراي الحكومي بعد سلسلة اجتماعات تناولت الشأن الصحي ان «الإقفال كأس مُرّة لا بدّ منها ونأمل تخفيف عدد الإصابات والتشخيص المبكر وتخفيف الحاجة من الدخول إلى المستشفيات لرفع جهوزيتها»، معتبرًا ان نتائج الإقفال لن تظهر قبل الأربعاء. وقال «ناقشنا مستحقات المستشفيات واعلنّا جهوزيتنا تحويل مستحقات 2020 الى وزارة المالية. وأعلن ان شحنة دواء الـ «ريمديسيفير» وصلت مساء أمس، مؤكدًا أنها ستوزع الى المستشفيات وكمية منها ستبقى لدى الوكيل كي لا يتم خلق سوق سوداء».
وعبر وزير الصحة بحسب ما علمت «البناء» عن ارتياحه ورضاه عن نتائج الإقفال حتى الآن ونسبة الالتزام العالية من قبل المواطنين باستثناء بعض المخالفين. لكنه أعرب عن استيائه من أداء المستشفيات الخاصة وعدم تجاوبها وتعاونها مع طلبات وزارة الصحة للانخراط الجديد في المواجهة مع كورونا رغم أن الوزير حسن أبلغ نقابة المستشفيات عن تحويل دفعات من المستحقات المالية للمستشفيات الخاصة.
وأعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 1016 إصابة جديدة بفيروس كورونا ليرتفع العدد التراكمي إلى 106446. كما وسجل لبنان 10 وفيات ليرتفع العدد التراكمي للوفيات منذ انتشار الفيروس في شباط الفائت إلى 827 حالة وفاة.
المصدر: صحف