متشحاً علم البلاد بنجمتين تحدقان في الوداع الأخير، ذرف السوريون على فراق معلم الديبلوماسية السورية دموعهم وسط شوارع العاصمة دمشق، هذه المرة ليست وحدها دمشق ودعت راحلا ًمن كبار رجالها إنما أكتاف وأكف عواصم محور بأكمله، حملت نعش الوزير الراحل وليد المعلم .
رجال الدولة الدولة السورية، اجتمعوا في تشييع وزير الخارجية السوري،صفٌ واحدٌ جمع كلاً من سفراء ايران وفنزويلا والصين وروسيا لوداع شريك الديبلوماسية، والأيدي التي ارتفعت سابقا في المحافل الدولية لإعلان الفيتو الثنائي الشهير، لوحت اليوم لوداع من يعتبروه مثالاً عن رجال الدول الذين يعلمون العالم بأسره كيف تكون قيادة دفة التفاوض، ولم يغب قصر بعبدا عن تشييع الراحل، إنما حضر بالوزير رمزي مشرفية ممثلا عن الرئيس اللبناني ميشال عون، مقدماً العزاء والمواساة للإخوان السوريين.
كما شارك في التشييع الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي هلال الهلال ووزراء الأوقاف والإعلام والأشغال العامة والإسكان والتربية وعدد من أعضاء القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي ونائب وزير الخارجية والمغتربين ومعاون وزير الخارجية والمغتربين وعدد من أعضاء مجلس الشعب ومحافظا دمشق وريفها وعدد من السفراء العرب والأجانب وممثلو البعثات الدبلوماسية المعتمدون بدمشق ورؤساء وأعضاء النقابات المهنية والمنظمات الشعبية وشخصيات رسمية وسياسية ودينية واقتصادية وممثلو أحزاب وطنية وفلسطينية.
من مستشفى الشامي وسط العاصمة السورية مروراً بساحة الأمويين وصل نعش المعلم في رحلته الأخيرة إلى مقبرة المزة ليوارى مثواه الاخير وسط الأهل والاقارب والزملاء السياسيين.
الرئيس الاسد ارسل وزير الدولة منصور عزام ممثلا له في مراسم التشييع، والدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري ومعاونه د. ايمن سوسان تقدما الحشد المدعوم بجموع شعبية غفيرة.
كل الضيوف المشاركين عن دول الصديقة والشريكة في محور المقاومة اجمعت في لحظات الوداع الأخير لشريكهم في العمل الديبلوماسي، على انه من كبار سياسيّي ودبلوماسيّ العالم، مؤكدين ما رأوه طيلة أربعة عشر عاماً من النضال السياسي على رأس فريق في الخارجية السورية عرّف العالم كله ان سورية ليست كلمة سهلة بمن فيها من رجال دولة. خاصة في السنوات العشر الأخيرة من الحرب على البلاد.
معلم الديبلوماسية السورية، جمع بين صفاته الحكمة والحنكة وقوة التفاوض، إلى جانب الدماثة وقدرته على إدارة المواقف بشكل مباشر، يتحدث بكل هدوء دون ليصل الى النتيجة ويحقق هدفه من اي اجتماع.
وليد المعلم لم يحمل لقب الدكتوراه في العلوم السياسية إنما كان لديه من الخبرة الطويلة ما جعله كبير أساتذة ومعلمي الديبلوماسية.
ودع العالم ومهنته حتى آخر نبضة خفقت وهو على راس عمله، حيث ادار آخر اجتماعاته ظهر أمس الأحد، ليجمع اليوم ديبلوماسيي ومسؤولي بلده، الى جانبهم سفراء الدول الصديقة في حلف المقاومة.
المصدر: موقع المنار