اشارت صحيفة “ذي تلغراف” البريطانية، اليوم الجمعة، إلى أن خبراء عسكريون حذروا من نوايا لتنظيم “داعش” استعمال المواد الكيماوية في مواجهة عملية تحرير مدينة الموصل العراقية.
وقالت الصحيفة إن “داعش” يخطط لتفجير مصنع للمواد الكيماوية عند اندلاع معركة استعادة المدينة، مشيرة إلى أن الجيش العراقي والقوات المشاركة يتوقعان قتالاً ضارياً من مسلحي التنظيم دفاعًا عن معاقلهم في المدينة التي تضم أكثر من 1.2 مليون نسمة.
ونقلت الصحيفة عن الكولونيل هَيمش دي بريتون-غوردن الضابط السابق في قيادة “الفوج الكيماوي البيولوجي النووي الاشعاعي المشترك” في القوات البريطانية قوله، إن “القيادة تملك معلومات استخبارية تؤكد أن مسلحي التنظيم يخططون لتفجير المصنع عندما يقترب أي جندي منهم”.
يذكر أن مصنع المشراق للمواد الكيماوية ومنجم للكبريت يقعان على بعد نحو 30 ميلاً إلى الجنوب من مدينة الموصل وعلى بعد ستة أميال الى الشمال من قاعدة القيارة الجوية، حيث يتمركز المئات من الجنود الأمريكيين فضلاً عن قوات الجيش العراقي.
ويشكل تفجير مصنع المشراق الذي يضم مئات الأطنان من الكبريت وكبريتيتد الهيدروجين مصدر قلق كبير للقوات على الأرض. وطبقًا لحسابات الكولونيل دي بريتون-غوردن، فإن التأثير الذي سيعقب هذا التفجير سيمتد في مساحة نصف قطرها يتراوح من ستة إلى عشرة أميال، ما يضع القوات العراقية والقوات الأمريكية في خطر.
وسبق أن وقع حريق في المصنع في العام 2003، تواصل لشهر وأطلق نصف مليون طن من ثنائي أكسيد الكبريت في الهواء، ما أضر بطبقة الأوزون وأدى إلى نقل المئات من الأشخاص إلى المستشفيات إثر معاناتهم من مشكلات في التنفس، كما تسبب في موت الحياة النباتية على امتداد نحو ميل حول موقع الحريق، الأمر الذي وصف بأنه “أحد أسوأ الكوارث من صنع الإنسان في التاريخ”.