أعرب كل من الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، ورئيس الوزراء الأرمني، نيكول باشينيان، عن استعدادهما للاجتماع في موسكو من أجل إجراء محادثات حول النزاع في إقليم ناغورني قره باغ.
وقال علييف، في مقابلة مع وكالة “تاس” الروسية، اليوم الاثنين: “نحن دائما مستعدون لإجراء لقاءات في موسكو أو في أي مكان آخر لإنهاء هذه المواجهة وإيجاد سبل للتسوية”.
وشدد علييف على أن أذربيجان “مستعدة لأي نوع من الاتصالات”، وتابع: “في هذه الحالة أنا شخصيا لم أتلق مثل هذه الدعوة، لهذا السبب هذا السؤال لا يجب توجيهه إلي. الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وسلفه، دميتري مدفيديف، أجريا اجتماعات ثلاثية كثيرة مع قادة أرمينيا وأذربيجان. لكن هذه الاتصالات توقفت”.
وأشار علييف إلى أن روسيا لعبت دائما دورا مهما في تسوية هذا النزاع، مبينا: “هناك أسباب موضوعية لهذا الأمر بينها تاريخية وجغرافية… ولذا نحن مستعدون لأي اتصالات”.
وأعاد الرئيس الأذربيجاني إلى الأذهان في هذا السياق إلى أن بلاده وافقت فورا على مقترح إجراء اجتماع على مستوى وزراء الخارجية في موسكو بمشاركة أرمينيا وروسيا.
وتابع: “هذا الأمر يوضح الكثير حول موقفنا، لأن الجيش الأذربيجاني حرر بنجاح حتى ذلك الحين جزءا من الأراضي الاستراتيجية. النزاع استمر أكثر من 10 أيام وقدرات الجانبين كانت واضحة بالنسبة إلى الجميع، والتنبؤ بالسير اللاحق للتطورات لم يكن صعبا جدا، لكن على الرغم من ذلك لم نماطل الوقت ولم نرفض المقترح، قلنا نعم، نحن مستعدون”.
من جانبه، قال باشينيان في حديث لـ”تاس” كذلك، ردا على سؤال حول إمكانية لقائه مع علييف في موسكو: “يتمثل موقفنا في ضرورة حل النزاع في ناغورني قره باغ بطريقة سلمية فقط. لكن للأسف أذربيجان غير متفقة مع وجهة النظر هذه. وأنا مستعد لبذل كل الجهود الضرورية لتحقيق هذه النتيجة بما في ذلك الذهاب (إلى موسكو) وإجراء اللقاء والمحادثات”.
وشدد رئيس الوزراء الأرمني مع ذلك على أن حل القضية يجب أن يعتمد على “حل وسط وليس استسلاما كاملا من قبل أحد الطرفين”.
وتابع: “وفي حال غياب استعداد لذلك من قبل الطرف الآخر، فإننا جاهزون للنضال حتى النهاية من أجل حقوق شعبنا وحقوق مواطنينا في ناغورني قره باغ. أعتقد أن هذا الموقف يتبعه كل من حكومة أرمينيا والشعب الأرمني والجاليات الأرمنية، وأعتقد أن هذا الموقف نزيه وبناء”.
وسبق أن أعلنت أذربيجان وأرمينيا توصلهما إلى اتفاق حول هدنة إنسانية اعتبارا من منتصف ليل الأحد، إلا أن الطرفين تبادلا الاتهامات بخرقها.
وهذه الهدنة هي الثانية من نوعها التي تم إعلانها منذ اندلاع التصعيد العسكري الحاد في إقليم ناغورني قره باغ يوم 27 سبتمبر.
ونشب النزاع في قره باغ عام 1988، على خلفية إعلان الإقليم، الذي كان يتمتع بحكم ذاتي، عن خروجه من جمهورية أذربيجان السوفيتية.
وفي العام 1991 أعلن السكان الأرمن للإقليم من طرف واحد إنشاء جمهورية قره باغ المستقلة، التي لم تعترف بها أي دولة حتى الآن.
وخسرت القوات الأذربيجانية جراء نزاع مسلح استمر من 1992 إلى 1994 السيطرة على قره باغ و7 مناطق متاخمة، فيما خاضت أذربيجان وأرمينيا بعد ذلك مفاوضات تحت رعاية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، لتسوية القضية.
المصدر: وكالات