اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان في رسالة الجمعة لهذا الاسبوع “ان من خاض معركة تحرير لبنان من العدو الاسرائيلي والدواعش وتكبد أكبر الاثمان، لن يقبل بتسليم السلطة الى أولئك الذين حولوا الدولة الى مزرعة، والسلطة الى بقرة حلوب، وساهموا بتطويب القطاعات الاقتصادية والمالية لقلة فاسدة وهائجة، ولهذا نحذر بشدة من ترك الناس وتحميلهم كارثة من نهب واستبد واستباح الدولة ومؤسساتها وإداراتها، ونقول إن محاولة رفع الدعم تعني إبادة شعب هو بالأصل منهوب، فلن نسكت ولن نقبل بأن يجوع شعبنا فيما الطبقة السياسية والمالية التي نهبت البلد تتنعم وتستأثر بما نهبت واحتكرت، كما نرفض رفضا قاطعا بأن يتحول 90% من اللبنانيين الى جوعى بائسين، وسندعو الى التمرد على أي حكومة تحاصر شعبها وتعرضه للمزيد من القهر والفقر والجوع”.
وتوجه المفتي قبلان الى حكومة تصريف الأعمال وأي حكومة والى حاكم مصرف لبنان قائلا “تفضلوا استوردوا مباشرة كل المواد الغذائية والأولية والطبية منعا لأي احتكار وردعا لحيتان التجارة والأسواق، والا سندعو الى التمرد على أي قرار يطال الناس ويهددهم بلقمة عيشهم، فقرار رفع الدعم خطير للغاية وسيدفع بالبلد نحو الهاوية أكثر فأكثر، ولن يتنعم من نهب وجوع ناسنا، ولن يأمن من استبد بالفساد وشعبنا متروك للأقدار، ولن يتمكن أصحاب الممالك المالية من الرفاهية فيما من سلبت ودائعهم يقتلهم البؤس واليأس، بل سنخوض معركة كسر ضد هذا النظام الطائفي وهذه الدولة المزرعة ومعها كل أسواق السمسرة والاحتكار، حتى يعود لهذا الشعب حقه بدولة مدنية عادلة، بعيدا من وثنية الطوائف، وذئاب الارتزاق، وحيتان الحصص والصفقات”.
وعما جرى في البقاع، قال “إنه أمر مدان بشدة ومرفوض شكلا ومضمونا”، داعيا الى “الاستقرار وحماية السلم الأهلي بمختلف عناوينه، محملا “المسؤولية عما أصاب البلد من انهيارات الى الطبقة السياسية التي امتهنت النهب واللعب على المكشوف والمقاسمة والصفقات التى أوصلتنا الى ما وصلنا اليه من كارثة وانهيار. وما يجري في البقاع هو بسبب فساد هذه السلطة وجشع هؤلاء الناهبين والمستبدين والمحتكرين. وعليه فإننا ندين ما جرى ويجري في منطقة بعلبك الهرمل، ونشدد على الأمن كأولوية قصوى، وهذا من اختصاص الجيش والقوى الأمنية وهم ليسوا بحاجة الى ضوء أخضر من أحد، بل عليهم المبادرة واتخاذ كل الإجراءات التي تضمن الأمن وتحفظ الاستقرار وتضع حدا لهذا الفلتان ولهذه المظاهر المنبوذة وغير المقبولة”.
وفي ما خص تكليف رئيس الحكومة، قال المفتي قبلان “ان هذا البلد يحتاج الى توافق وطني، بعيدا من الارتهانات والرشاوى الخارجية والخناجر المسمومة والفواتير الإقليمية”. وطالب بضرورة “التوصل سريعا الى توافق سياسي على حكومة انقاذ، بعيدا من الشروط والشروط المضادة، وانصح جميع المسؤولين بالمسارعة الى انقاذ البلد والناس قبل أن تلتهمهم حرائق الشوارع”.
وتابع: “نذكر البعض ممن يحاولون تزوير التاريخ، انه في الوقت الذي كان فيه البعض يدعم الإرهاب الإقليمي ويبرر جرائمه، كان الثنائي الوطني يخوض حرب حماية لبنان على الحدود الشرقية، وحين تم احتجاز البعض اقليميا، عمل المكون الوطني بشدة لفك أسره، وحين أصر البعض على لعب دور مقاول خارجي، رفض الثنائي الوطني بيع لبنان حتى لو حاصرنا العالم كله”.
واعتبر المفتي قبلان ان “العقوبات الأميركية وسام شرف في تاريخنا وعلى صدورنا، ولمن يحرص على الشراكة نقول إن الشراكة الوطنية لا تكون بتزوير التاريخ وتفخيخ الشراكة تحت غطاء انهيار البلد ماليا ونقديا، فالشراكة الحقيقية والفعلية وبخاصة في هذا الظرف تعني شراكة كاملة ومتكافلة ومتضامنة ونقطة على السطر”.
واشار الى “اننا مع رئيس حكومة يكون ملتزما وطنيا وشريكا حقيقيا وأخا يخاف على أخيه، وصاحب قرار داخلي، وأولى أولوياته مصلحة لبنان واللبنانيين”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام