دخلت الهدنةُ السوريةُ متاهةً جديدةً قبلَ عودةِ الحديثِ عن محاولةِ استئنافها بعدَ اسبوعٍ من التهدئة المتوترةِ على وقعِ أكثرَ من ثلاثمئةِ خرقٍ ارتكبتها الجماعاتُ المسلحة، واشتدادِ التجاذبِ بينَ حركةٍ أميركيةٍ تريدُ الهدنةَ مساحةَ استغلالٍ تعيدُ للجماعاتِ الارهابيةِ مجالاً لالتقاطِ انفاسِها على اكثرَ من محور، وجهدٍ روسيٍ يسعى لتشخيصِ أهدافِ الاتفاقِ الموقعِ معَ واشنطن بما يمهدُ لأرضيةٍ سياسيةٍ تطلقُ مشروعاً للحل.
حتى الساعةِ الأملُ ضعيفٌ بتجديدِ وقفِ اطلاقِ النارِ كما ترى الرئاسةُ الروسية،و الطريقُ إليه مرهونٌ بوقفِ هجماتِ الجماعاتِ الارهابية، غيرَ أن نهايتَه لاتزالُ معلقةً على رضوخِ واشنطن بأنَ منطقَ الاستغلالِ والسعيِ لتبديلِ وقائعِ الارضِ ميدانياً بالخصوص، محكومٌ بالتصدي وتكريسِ معادلاتِ الدولةِ السوريةِ لاسيما على خطِ التسوياتِ التي أخذت طريقَها في داريا لتَعلقَ من جديدٍ في حي الوعر، حيث كان التنصلُ أممياً هذه المرةَ بسحبِ اليدِ من انجازِ نقلِ المسلَّحينَ الى ريف ادلب، أو في معادلاتِ الحربِ التي لعبت واشنطن وحلفاؤها من الصهاينةِ وأطرافٌ اقليميونَ لوضعِ نقاطٍ حمرٍ فيها.
لبنانياً هدنةٌ سياسيةٌ قسريةٌ فرضها التعليقُ والتعطيل.. تخرقها تسريباتُ الملفِ الرئاسي دونَ أملٍ بالوصولِ الى برٍ مستقر، فيما الاهتزازاتُ الحكوميةُ متواصلةٌ دونَ أن تشيَ الايامُ الفاصلةُ عن موعدٍ متوقعٍ لدعوتها بعدَ الرابعِ والعشرينَ من هذا الشهر بأنَ التآمَها سيسلكُ مساراً طبيعياً فلا العوائقُ رُفعت ولا تسوياتٌ تمَ وضعُها بعد.
المصدر: قناة المنار