لليوم الثاني على التوالي، تشهد الجزائر انقطاعاً جزئياً في الانترنت، في محاولة لمنع محاولات الغش خلال امتحانات الثانوية العامة (البكالوريا). وقد تعذر الدخول إلى شبكات التواصل الاجتماعي، لا سيما فيسبوك وتويتر وواتساب وانستغرام، حسب ما أكده موقع “نيت بلوكس” المتخصص في رصد حالة الانترنت.
ونقل موقع بوابة إفريقيا الإخبارية أن الانقطاع سيستمر من 13 إلى سبتمبر/ أيلول الجاري، وسيتم خلال هذه المدة قطع الانترنت خلال الساعة الأولى من فترة كلّ امتحان صباحا ومساءً.
وليست هذه المرة الأولى التي تلجأ فيها الجزائر إلى هذا الخيار، فقد دأبت عليه في السنوات القليلة الماضية، وذلك بعد اكتشاف أن الانترنت سهلّ من مأمورية عدد من التلاميذ الذين يلجؤون للغش، إذ تمّ تسريب نماذج من الامتحانات منذ الدقائق الأولى لبدء الامتحانات، كما رُصدت عند بعض التلاميذ هواتف ذكية تتيح لهم التواصل مع من يمكنهم المساعدة خلال فترة الامتحان.
غير أن لجوء السلطات في الجزائر إلى هذه الطريقة يثير انتقادات واسعة، إذ كان الغش في الامتحانات منتشراً قبل مجيء عصر الهواتف الذكية والشبكات الاجتماعية، سواء في الجزائر أو في بلدان أخرى.
ويندر عبر العالم لجوء دول إلى قطع الانترنت ككل لمنع الغش في الامتحانات. وتبادل مستخدمون صورة شاشة من موقع “speedtest” الذي يقيس سرعة صبيب الانترنت عبر العالم. ويضع الموقع الجزائر في المرتبة 130 فيما يخصّ الانترنت المتنقل، والرتبة 173 في الانترنت الثابت، أي الرتبة ما قبل الأخيرة!
واقترح جزائريون حلولاً أخرى بدل قطع الانترنت، وكتب أسامة أنه يمكن وضع ‘”أجهزة تشويش داخل المراكز تفتح وقت الامتحان، تشوش على الاتصالات والإنترنت معا”، كما اقترح “القضاء على العصابات الإدارية التي تغير أوراق إجابة الطلبة”.
ونشر الجزائريون عدة وسوم للاحتجاج على القرار، منها #معا_لتجريم_قطع_الانترنت، وكتب أيمن: “حجب الانترنت بهذه الطريقة، ولمدة تزيد عن 5 أيام هو إرجاع الجزائر 25 سنة للوراء وعزلها عن العالم و تدمير لسمعتها على مستوى الاتصالات والانترنت”.
غير أن هناك من رأى أن قطع الانترنت يمثل حلاً، وكتب أحمد راشدي: “إلى الذين يستهزؤون ويشتكون من قطع الأنترنت: هل تنتجون شيئا؟ هل تقدمون إضافة؟ هل لديكم استثمارات ستتوقف بقطع الانترنت؟ أم أن السبب عدم قدرتكم على الاستغناء عن تيكتوك و انستغرام و سنابشات ؟! لنكن موضوعيين قليلا .. قطع الانترنت هو الحل لمواجهة الغش فآخر الدواء الكي”.
كتب موقع “كل شيء عن الجزائر” الناطق بالفرنسية أن قطع الانترنت يبقى حلًا لا يأخذ بالحسبان التداعيات الممكنة على الاقتصاد وعلى المجتمع، خاصة في السنة الحالية التي انتقلت فيها الكثير من الشركات إلى العمل عن بعد عبر الانترنت بسبب تداعيات جائحة كوفيد-19.
ويشير الموقع إلى أنه إن كانت التجارة الإلكترونية والأداء عبر الانترنت لا يزالان في بدايتهما بالجزائر، فإن الشركات تقدم الكثير من الخدمات عبر الانترنت، وهو ما انضمت إليه حتى بعض الإدارات.
ويقول الموقع إن مشكلة الغش يجب مواجهتها بإصلاح جاد للمنظومة التعليمية برمتها، بينما قطع الانترنت هو اعتراف أن الظاهرة لا توجد فقط عند حالات معزولة، وأن المدرسة الجزائرية فشلت في مهمتها التعليمية حسب الموقع ذاته.
المصدر: dw.com