يشكّل انتفاخ المعدة لعنة حياة للكثير من الناس، ولكن الكثير من الأبحاث تشير إلى أن تغييرا بسيطا في نمط الحياة يمكن أن يحدث فرقا كبيرا في مواجهة هذه المشكلة.
وعادة ما يكون انتفاخ المعدة نتيجة تراكم الغازات في الجهاز الهضمي. وهو سلسلة من الأعضاء المجوفة المتصلة في أنبوب طويل ملتو من الفم إلى فتحة الشرج. وتعمل هذه القناة على تفتيت الطعام أثناء نقله عبر الجسم، ما يساعده على امتصاص العناصر الغذائية وطرد المواد الزائدة. وإذا كان الشخص يعاني من الحرمان من النوم ولا يحصل على ما يكفي منه، يمكن أن تتفاقم الحالة.
ووفقا لتمارا فرومان، أخصائية التغذية في نيويورك والمتخصصة في اضطرابات الجهاز الهضمي ومؤلفة كتاب The Bloated Belly Whisperer، فإن الكثير من الناس يجدون أن النوم طوال الليل يوفر نوعا من “إعادة الضبط” عندما يتعلق الأمر بالانتفاخ المرتبط بالطعام”.
وتابعت: “إن قضاء ثماني ساعات أو أكثر دون دخول أي شيء في الجهاز الهضمي يسمح بتقليص محتويات الأمعاء (حجم الطعام والغاز) قليلا وتهدئة الانتفاخ”
كما أوضحت فرومان، أن هذه العملية غالبا ما تعني أن وقت الصباح هو أفضل الأوقات لدى الأشخاص الذين يعانون من الانتفاخ في اليوم.
ومع ذلك، أضافت فرومان أنه يجب تجنب تناول الطعام في وقت متأخر من الليل. وأشارت إلى أن أحد الأسباب التي تجعل النوم مهما للغاية هو أنه يتيح لجسمك وقتا للراحة والإصلاح، حيث يمنح النوم عقلك الوقت الذي يحتاجه لتوطيد الذكريات الجديدة، ويزيد من تدفق الدم إلى عضلاتك ويمنح النسيج الجديد وقتا للنمو.
ويحتاج جسم الإنسان خلال النهار إلى الكثير من الجلوكوز، وهو المصدر الرئيسي للطاقة، لتغذية العضلات والمفاصل والجهاز العصبي والهضم الصحي.
وهذا يعني أن الجهاز الهضمي سيعمل باستمرار على تكسير الطعام لتلبية هذا الطلب، ومع ذلك، عندما ينام الشخص، تقل الحاجة إلى الجلوكوز بشكل كبير.
ونتيجة لذلك، سوف يتباطأ كل من عملية التمثيل الغذائي والجهاز الهضمي تدريجيا ما يؤدي إلى انتفاخ البطن.
وبالإضافة إلى الحصول على قسط كاف من النوم للمساعدة في تقليل الانتفاخ، فإن جرعة صغيرة من التمارين الخفيفة قبل النوم ستساعد أيضا على التخلص من الانتفاخ.
وقالت الدكتورة جودي ني، أخصائية أمراض الجهاز الهضمي: “إن المشي أو ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة لمدة 15 دقيقة بعد تناول الطعام يزيد من قدرتك على الحركة ويحرك الجهاز الهضمي للمساعدة في التخلص من الشعور بالانتفاخ”.
ويعتقد أخصائيو الصحة أن ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة قبل النوم قد تكون الحل للمساعدة في تحريك الأشياء في البطن وتهدئة أي انتفاخ في المعدة في الصباح.
ويرتبط الحرمان من النوم ارتباطا وثيقا بمجموعة متنوعة من الأعراض، والتي يمكن أن يكون لعدد قليل منها تداعيات خطيرة على الجهاز الهضمي.
والأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي (IBS) أو اضطراب الأمعاء الالتهابي (IBD)، على سبيل المثال، يعانون أحيانا من نوبة قلبية بعد قضاء ليلة نوم سيئة.
ويمكن للحرمان من النوم أن يجعلك أكثر عرضة للالتهابات، حيث تُعرف أحيانا اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل متلازمة القولون العصبي، بالاضطرابات الالتهابية.
وغالبا ما تحدث بعض أشكال مرض التهاب الأمعاء بسبب مشكلة في الجهاز المناعي، حيث تبدأ الخلايا المناعية في مهاجمة الأنسجة المعوية مسببة التهابا واسع النطاق. ولسوء الحظ، قد يؤدي الحرمان من النوم إلى تفاقم هذه المشكلة.
ومن خلال الحصول على القدر المطلوب من النوم والسعي لبعض التمارين الخفيفة قبل النوم، يمكنك التخلص من الانتفاخ غير المريح والاستيقاظ ببطن خفيفة وأكثر راحة.
المصدر: نوفوستي