استقبل أمين الهيئة القيادية في حركة “الناصريين المستقلين المرابطون” مصطفى حمدان في مقر الحركة، وفدا من “حزب الله” بقيادة الوزير السابق محمود قماطي، رافقه عضو المكتب السياسي للحزب الدكتور علي ضاهر.
بعد اللقاء، قال قماطي “عرضنا الأوضاع في المنطقة وفي الداخل اللبناني، وتوقفنا عند محاولات وخطوات التطبيع التي بدأت تحصل في المنطقة مع العدو الاسرائيلي، مما يشكل خطرا على الأمة والقومية العربية والعروبية والإسلام والمسيحية وما تحويه هذه المنطقة من قيم بأن تتحول اسرائيل العدوة إلى صديقة، وأن يحولوا من ساعد العرب وأقصد بالتحديد إيران إلى عدو مفترض ووهمي. لذلك إن الصديق والحليف يتحول الى عدو والعدو الذي اغتصب الأرض وطرد الشعب وما يزال ويطمع بالمنطقة وبمياهنا وأرضنا وسمائنا يحاولون أن يحولوه الى صديق، وهذا لن يمر مهما حاولت الأنظمة أن تطبع مع العدو الاسرائيلي إلا أن الشعوب سوف ترفض هذا التطبيع ولن تقبل به. الأرض أرض فلسطين وللفلسطينيين بكل انتماءاتهم، وهي قضية عربية وقومية واسلامية ومسيحية ولن تترك رهينة اغتصاب لهذا العدو، ولا تطبع الشعوب مهما حاولت الأنظمة أن تفعل ذلك، بل إن الأنظمة ستصبح في خطر من شعوبها”، مضيفاً “نحن نشجع لقاء الأمناء العامين للقيادات الفلسطينية التي تمثل كل قواها وانتماءاتها، وندعوهم الى وحدة الكلمة والصف على قاعدة ما يجري من مؤامرات على فلسطين والقضية الفلسطينية وعلى رأسها موضوع ما سمي “صفقة القرن”، وندعوهم أيضا الى نهج المقاومة لأنه هو النهج الوحيد الذي ينفع والذي يثمر تحريرا للأرض ويحفظ حقوق الشعب الفلسطيني والذي نحييه اليوم لإثباته تمسكه بأرضه وحقوقه وبنهج المقاومة في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي المستمر لأرض فلسطين”.
وتابع “في ما يخص تشكيل الحكومة، تطرقنا إلى تكليف رئيس الحكومة في لبنان وقرأنا ما جرى بأنه ايجابية مهمة لتجاوز هذا المطب الكبير الموجود في البلد، خاصة بعد الانفجار الاجرامي والكارثي الذي وقع في لبنان وأصاب الشعب اللبناني بكل هذه الجروح والمعاناة، وبعد استقالة الحكومة السابقة، كان لا بد من الحل السريع وهذه الايجابية جيدة بأن تم تكليف الأستاذ مصطفى أديب، وبالتالي ندعو إلى عدم إضاعة الوقت والإسراع وتسهيل في تشكيل الحكومة لأن البلد لا يتحمل التأخير ولا الشروط حتى نتصدى لوجع الناس وآلامها. ونحن ننصح القوى السياسية والأحزاب والكتل النيابية كلها بأن تجعل المصلحة الوطنية العليا في أولوياتها وتسهيل تشكيل هذه الحكومة، لأن الوضع الدولي والمحلي لا يسمح، الوجع الموجود لا يسمح والحراك الشعبي أيضا لا يسمح لأي مماطلة”.
أما بخصوص البرنامج الحكومي، نحن مع كامل البرنامج الاصلاحي في الجانب الاقتصادي والمعيشي ومحاربة الفساد، وكشف مسببي التفجير سواء كان إرهابيا أو ناتجا عن إهمال وتقصير أن تعلن النتائج التقنية لهذا التحقيق بأسرع وقت ممكن وتتابع المحاكمات والعقاب لمن كان السبب، والمصلحة العليا فوق كل اعتبار”.
من جهته، قال العميد حمدان “نحن نؤكد ان فلسطين هي المقياس ومن يجمع عناصر القوة ويقترب من فلسطين فهو في الطريق الصحيح، ومن يبتعد عن طريق فلسطين فهو كما قال جمال عبد الناصر هو على خطأ لا بل يسير بطريق جهنم وبئس المصير، فبالتالي كل من يحاول الاعتراف بإسرائيل تحت الطاولة او فوقها فهو لا يضر بفلسطين ولا بقضيتها وكل من يعترف مجانا بالتعاطي مع اليهود فهو يضر نفسه فقط وكل الشعوب العربية سيعلنون موقفهم منه”.
أما في اطار التطورات على الصعيد الداخلي، فقال: “كل المطالب الشعبية والاصلاح والتغيير واسترداد الاموال المنهوبة اصبحت معبرا لكل وزارة ولا تحتاج الوزارة الى بيان وزاري لان مطالب الشعب باتت معروفة وعلى الوزارة ان تنفذ مهمة أساسية ووحيدة انقاذية، لأن ما يطالب به اللبنانيون بات واضحا وبخاصة بعد النكبة التي حصلت لبيروت جراء انفجار المرفأ، ومهمة الحكومة الاساسية اليوم هي السرعة في بناء بيروت واعادة العمل بالمرفأ الذي هو مرفق حيوي للبنان، وبذلك نقضي على مشروع اقامة الكانتونات في لبنان، ولذلك من اولويات الحكومة اعادة مرفأ بيروت الى العمل. اما أدوات الفتن فباتت مكشوفة ويكفي اهلنا مشاريع فتنوية خاصة تهرق الدماء، وأدعو الجميع الى ان يعودوا الى رشدهم وان يقدموا المسؤولية الوطنية فوق اي مسؤولية”، مؤكداً ثقته بالمحقق العدلي فادي صوان، وتوجه إليه بالقول: “أنت القادر والحازم ان تمنع ازمة كبرى في لبنان في حال حاولوا تمييع التحقيق الذي عليه ان يكون نزيها وشفافا وحازما، وعلى الجميع تحمل المسؤولية. مع التذكير ان الاهمال في موضوع انفجار المرفأ ليس اهمالا جزائيا بل جنائيا نظرا لما نتج عنه من تهديد للامن الوطني اللبناني وسقوط آلاف الجرحى ودمار نصف بيروت”. وطلب منه أن “يضرب بيد من حديد لان كل اللبنانيين معه وهو يحمي لبنان بنتائج التحقيق الحقيقية”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام