القى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون كلمة خلال الغداء الذي اقامه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على شرفه في القصر الجمهوري في بعبدا، رد فيها على الرئيس عون، فقال: “نحن هنا لمناسبة ذكرى هامة نحيي فيها مئوية لبنان الكبير، وهي تقع بعد أيام قليلة من الانفجار الرهيب الذي وقع في 4 آب المنصرم، وكان بمثابة صورة معبرة عما كان يحصل منذ زمن بعيد،انا لا اعرف ماذا ستحمله الأسابيع والاشهر المقبلة، لكنني اعرف امرا واحدا فحسب، وهو انه اذا لم تتحقق هذه الدعوة للترفع فوق المصالح الخاصة، ولو بعد مئة عام على اطلاقها، فإنه سيكون قد تمت خيانة الوعد، لأن بلدكم هو بحد ذاته وعد لنفسه، كما انه وطن شقيق وصديق لوطننا”.
واكد ان “هذه الصداقة لا تتم المصادقة عليها من خلال تواريخ والتزامات ومصائر متقاطعة فحسب، ولو كان كل ذلك في غاية الأهمية،هناك اكثر من ذلك في الرسالة التي يشكلها لبنان وهو في قلب فرنسا: عشق غير مشروط للحرية وتعلق بالمساواة بين المواطنين، إضافة الى ارتباط بما نسميه تعددية، وهو يعني في العمق الاعتراف انه إذا ما قررنا ان نكون مواطنين في دولة واحدة، أيا كانت عائلتنا وايا كان ديننا وايا كانت مصالحنا، فإننا قبل شيء مواطنون في هذا البلد وفق رابط يجمعنا بما هو كوني له الاعتبار الأول. وهذا ما يجعل، اليوم بشكل خاص، وتحديدا في هذا المنطقة بالذات، رسالة لبنان ترتدي أهمية اكثر مما كانت عليه قبل مئة عام، لأنكم، من دون أي شك، آخر من يحمل هذا الإرث، وأن ينجح ذلك اليوم من قبلكم، في وقت ربما لم ينجح من قبل آخرين، قبلكم وفي ظروف اسهل، فسببه انتم لأنكم انتم، تحققون ذلك وفي ظروف اشد قسوة تبلغ حد المستحيل”.
وختم: “نحن سنكون هنا وفق الصداقة عينها وروح الأمانة وحدها: امانة في هذا التاريخ وما يجمعنا من خلاله، وفق التزام بالسيادة والعشق غير المشروط للحرية، هذا ما رغبت في قوله لكم في هذا اليوم الذي هو بمثابة احتفال، ولكن ارجو من كل قلبي ان يشكل بداية لعصر جديد، عاش لبنان الكبير، عاش لبنان، عاشت الصداقة بين فرنسا ولبنان”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام