أعلن الجيش اللبناني أن وحداته طوّقَت إشكال خلدة في جنوب بيورت وتُسيِّرُ دوريات في المنطقة حيث تم توقيفُ أربعةِ مطلوبينَ بينهم سوريان فيما العمل جارٍ لتوقيف آخرين.

وكانت المنطقة قد شهدت إشكالاً تَبِعَهُ انتشارٌ كثيفٌ لمسلحينَ في الشوارع وفي الأحياء وعلى سطوح الأبنية السكنية حيث عمدوا إلى إطلاق النار بشكل عشوائي على الطريق الدولية والمحال التجارية والمطاعم المقابلة واعتدوا على أملاك المواطنين واشتبكوا مع الجيشِ اللبناني حيث أُفيدَ عن وقوع قتلى وجرحى. كما عمد المسلحون إلى إضرام النيران في مركز شبلي التجاري مما تسبَّب بوقوع أضرارٍ ماديةٍ كبيرة.

ويسود هدوء حذر منطقة خلدة جنوبي العاصمة بيروت، مع نجاح مساعي التهدئة التي أجراها المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم مع مختلف الجهات المعنية بالإشكال. وتوقف اطلاق النار في المنطقة، كما انسحب جميع المسلحين وفتحت الطرقات في خلدة وجوارها. وانتشرت وحدات الجيش اللبناني على كافة مداخل منطقة خلدة وسيرت دوريات، بعد أن وصلت تعزيزات امنية اضافية لضبط الوضع. واشارت الوكالة الوطنية الى أنه تم اقفال كافة المحلات بما فيها معظم الصيدليات والافران في المنطقة.

وكانت قيادة الجيش قد دفعت بتعزيزات اضافية الى خلدة لضبط الوضع واعادة الهدوء الى المنطقة، وتعمل على ملاحقة مفتعلي الاشكال لتوقيفهم. وكانت وحدات الجيش قد أعلنت في وقت سابق أنها تعمل على فتح الطرقات التي تمّ قطعها في كلٍ من قصقص، خلدة، الناعمة، والحيصة -عكار.

وقتل شخصان نتيجة الأشكال الذي حصل في منطقة خلدة هما ح.م.غصن من أبناء العشائر العربية في منطقة خلدة، و م.هدوم من الجنسية السورية. وجرح ايضا ثلاثة اشخاص هم: إ.ع. غصن وم. غصن وج.غصن.

واندلع الاشكال إثر اعتداء مجموعة من عرب خلدة تابعة للمدعو عمر غصن على سيارة للمارة، وتطور الأمر الى إطلاق نار في المنطقة، إلى أن تدخل الجيش وأصبح الإشكال المسلح بينه وبين مجموعة غصن. وكان حجم الإشتباك الذي شهدته المنطقة كبيرا، حيث شهد إطلاق قذائف صاروخية، وأغلق بشكل كامل الطريق السريع والطريق البحري الرابطان بير العاصمة والجنوب، وقد امتد التوتر على مرحلتين.

وأعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيان صدر عند الساعة الـ 8:00 مساء بالتوقيت المحلي، “تطويق الاشكال وتسيير دوريات في منطقة خلدة”، فضلا عن اعتقال أربعة متورطين بينهم سوريان. وبعد نحو نصف ساعة فقط من بيان المؤسسة العسكرية، تجددت الإشتباكات في محيط مركز شبلي التجاري، الذي جرى إحراقه بالكامل.

وفي هذه الأثناء، أغلقت العناصر العسكرية جميع المداخل في المنطقة، وذلك بعدما دفع الجيش بتعزيزات إضافية إلى المنطقة، وفقا لبيان جديد صدر عنه. وفي حين أسفر الإشكال عن مقتل شخصين وإصابة أكثر من ثلاثة آخرين، فقد ذكرت المعلومات أن “التوتر امتد إلى الناعمة، حيث جرى قطع السير عند الاوتوستراد بالإتجاهين”.

وكانت حركة أمل نفت في بيان علاقتها بإشتباك خلدة، بعد شائعات عن الموضوع، في حين أعلنت مديرية الاعلام في الحزب الديمقراطي اللبناني أن “رئيس الحزب طلال أرسلان يجري اتصالات مع الجهات الحزبية المعنية بالإشكال الحاصل في منطقة خلدة للوصول إلى وقف إطلاق النار وإفساح المجال أمام الجيش اللبناني للدخول وتطويق الإشكال”. مضيفة أن أرسلان تلقى اتصالا مساء اليوم من الرئيس اللبناني ميشال عون، جرى خلاله البحث في تداعيات إشكال خلدة، كما تلقى أرسلان اتصالا هاتفيا من رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية.

المصدر: الوكالة الوطنية + قناة المنار + يونيوز