اثنا عشر يوماً مرت على انفجارِ مرفاِ بيروت، ولكنَ الاوجاعَ المهولةَ في استمرار، ليس تلك التي خلفتها الكارثةُ المفجعةُ فحسب، بل ما ينجمُ عن تفننِ البعضِ في تجييشِ الآلامِ فوقَ النعوش، وزرعِ الشقاقِ في النفوس، على مستوى الوطن، استثماراً للاحزانِ التي جمعت كلَ الطوائفِ دونَ استثناءٍ تحتَ قبةِ التضحية.
ببساطةٍ يتكشفُ هدفُ هؤلاء، حينَ تتكثفُ شروطُ محركيهم بعدَ سقوطِ مؤامرةِ اسقاطِ الدولةِ في لبنان، فلا يبقى الا التحريضُ ووضعُ العراقيلِ امامَ محاولةِ التحضيرِ لمرحلةِ النهوضِ من الكارثة، والتشويشُ على مسارِ التحقيقِ المحلي الذي اكدَ رئيسُ الجمهوريةِ العماد ميشال عون انه لن يُسقِطَ اياً من الفرضيات.
اما الاصلاحات ، فهي من اصلِ مهامِّ الحكومةِ المقبلةِ وكذلك السيرُ بها فورَ التشكيلِ وفقَ الرئيسِ عون. وبحسبِ النائب جبران باسيل، فانَ مشاركةَ التيارِ الوطني الحر في الحكومةِ مشروطةٌ بفاعليةِ وانتاجيةِ وإصلاحيّةِ رئيسِها وأعضائِها وبرنامجِها.
وعن الدورِ الاميركي في التشكيلِ طُرحت الاسئلة عما حملَه ديفيد هيل في هذا الاطارِ الى لبنانَ تحتَ ظلالِ المساعدةِ والحضورِ الى جانبِ اللبنانيينَ في كارثةِ المرفأ؟ وفي معلوماتِ المنار، فانَ المسؤولَ الاميركيَ ابلغَ حلفاءَه بما تريدُه واشنطن في هذا الملفِ من اسمِ رئيسِ الحكومةِ الى شكلِها وكيفَ يجبُ ان تكونَ طريقةُ التمثيلِ السياسي فيها.
مساعي الاميركيينَ لتعويدِ اللبنانيينَ على حضورِهم بالاصالةِ في ملفاتِهم لا تَنفصلُ عن مشهدِ عملياتِهم في المنطقةِ حيثُ تقودُ الاهواءُ الانتخابيةُ لدونالد ترامب دولاً عربيةً بالدورِ الى تل ابيب ، وما اعلانُ الاماراتِ وكيانِ الاحتلالِ التطبيعَ بينَهما الا حلقةٌ في سلسلةِ تصفيةِ القضيةِ الفلسطينيةِ بايادٍ عربية… هو المثالُ الحيُّ للخيانةِ والغدرِ الذي يحتاجُه بنيامين نتياهو للتغطيةِ على فسادِه ، كما اكدَ الامينُ العامّ لحزبِ الل السيد حسن نصر الل الذي يُطلُ عبرَ شاشةِ المنار عندَ الثامنةِ والنصفِ من مساءِ غدٍ الاثنينِ مع اقتراب شهر محرم الحرام وذكرى عاشوراء.
المصدر: قناة المنار