مرَّ ما يَقْرُب من 2500 عام منذ مُلاحظة الطبيب اليوناني أبقراط علاقةً تَربط بين الألم والطقس، لكنَّ علماء بيَّنوا في دراسة حديثة أنَّ ذلك قد يكون صحيحاً.
فقد أمضى باحثون في جامعة مانشستر شهوراً يتتبعون آلاف الناسِ الذين يُعانون من مشاكلَ صحيةٍ مثل التهاب المفاصل، وآلام الظهر، والصداع النصفي، لِتَحْديد ما إذا كانت الأعراض تزداد سوءاً في الطقس السيِّء أم الجيد.
المشاركون كانوا من مدن ليدز، ونورويتش، ولندن في بريطانيا، وقد صرَّحوا بأنَّه مع ازدياد عدد الأيام المُشمسة بدايةً من شهر فبراير/شباط إلى شهر يونيو/حزيران، تناقصت الفترات التي تَعرَّضوا فيها لآلام مبرحة. ولكنْ عندما كانت هناك فترات من الطقس الرطب في شهر يونيو/حزيران، قلَّت خلالها عدد ساعات ظهور الشمس، وزاد مستوى الألم الذي تعرضوا له مرة أخرى.
ويَعتقد العلماء أنَّ السببَ وراء تلك الظاهرة، قد يعود إلى انخفاضٍ في الضغط الجوي يتسبب في تحرك السوائل داخل المفاصل؛ فالضغط المنخفض يجلب معه المطر، لذا قد يختلط الأمر على الناس، ويعتقدوا أنَّ هطول الأمطار هو السبب وراء ازدياد مشقتهم.
يقود البحث أستاذ ويل ديكسون، الذي يعالج الناس المصابة بالتهاب المفاصل في مستشفى سالفورد الملكي. والذي صرَّح قائلاً، “سَمِعْنَا منذ فترة طويلة عن حكايات لأناسٍ مصابين بأمراضٍ مزمنةٍ يتكلمون عن ازدياد معاناتهم عندما يَسوء الطقس، ويُخبرني الكثير من مرضاي أنَّهم يستطيعون التنبؤ بالطقس بُناءً على ما يَشعرون به”. وأضاف”لكنَّ ما يُثير الدهشة أنَّه لم يسبق أنْ أُجري بحثٌ جادٌ يَتحرى هذا الأمر، حتى مع إصابة ما يَقرُب من 28 مليون شخصٍ في المملكة المتحدة بشكلٍ من أشكالِ الآلامِ المزمنة”. وقال أيضاً: “في اعتقادي، من الممكن أنْ تكونَ هناك صلةٌ بكل تأكيد؛ فمن حيث علم وظائف الأعضاء، يُمكن تفهُّم كيف أنَّ الضغط الجوي، الذي يُؤثر على الطقس، يمكنه التأثير على الألم، خصوصاً مع التهاب المفاصل”.
ولكن بينما يشعر الأستاذ ديكسون بالرضا عن مستوى تَقدُّم الدراسة حتى الآن، يَأمل أنْ يُشارك فيها عددٌ أكبرُ من الناسِ، ويُمكن لنتائج الدراسة أنْ تُساعد في احتواء حالتهم بشكلٍ أفضلٍ.
وأضاف كذلك: “سيتمكن الناس من تخطيط أنشطتهم حسب حالة الطقس بثقةٍ أكبرٍ، بمجرد اثبات وجود هذه الصلة، هذا بالإضافة إلى أنَّ فِهم تأثيرِ الطقسِ على الألم سيسمح للباحثين الطبيين باستكشاف مسكناتِ ألمٍ، وأدويةٍ جديدةٍ”.
الأبحاث ممتدة إلى 18 شهراً، ويُطلَق عليها اسم “غائم مع فرصة للشعور بالألم”، ومن خلالها يُسجل المشاركون دخولهم عبر تطبيق، ثم يدوِّنوا أعراضهم؛ وعلاوة على ذلك يقوم التطبيق بتسجيل مكانهم، والظروف الجوية التي كانت محيطة بهم بدقة، في وقت إدخالهم للمعلومات.
وجاري الإعلان عن النتائج الأولية في مهرجان العلوم البريطاني الذي يعقد لاحقاٌ.
المصدر: هافينغتون بوست