لبّى الشمال اللبناني، من أقصى عكار إلى طرابلس والمنية، الدعوة العالمية للإضراب التضامني مع الشعب الفلسطيني وأهالي غزة، الذين يتعرضون لعدوان صهيوني وحشي وحرب إبادة غير مسبوقة في التاريخ. وقد شهدت مناطق الشمال وقفات، مسيرات، واعتصامات، تعبيرًا عن الدعم الكامل لفلسطين ورفضًا لأي محاولة للتطبيع مع العدو، وتحيةً للمقاومة التي أمطرت الأراضي المحتلة بصواريخها.
تحت شعار “نصرة غزة واجب وجهاد”، نفّذ عمال بلدية طرابلس اعتصامًا تضامنيًا أحرقوا خلاله علم كيان العدو، بمشاركة المئات من النقابات وأرباب العمل. واستنكر رئيس بلدية طرابلس، رياض يمق، مجازر الاحتلال في غزة وجنوب لبنان، وسط تآمر وصمت عربي ودولي مخزٍ.
من جهته، شدّد مسؤول حركة “حماس” في الشمال، أحمد الأسدي، على تمسّك الشعب الفلسطيني بالمقاومة، مهما اشتدّت الضغوط والمؤامرات. كما اعتبر رئيس الاتحاد العمالي في الشمال، شادي السيد، أنّ نصرة غزة والجنوب “واجب شرعي وأخلاقي”، داعيًا الحكّام العرب إلى التحرّك الفوري لنصرة المظلومين. فيما أكّد رئيس المؤتمر الشعبي، عبد الناصر المصري، أنّ “المقاومة خيار الشعوب الحرة في لبنان وفلسطين والعالم أجمع”.
وفي وقفة لافتة أمام نقابة المحامين في طرابلس، دعا نقيب المحامين، سامي مرعي الحسن، رفقة أعضاء مجلس النقابة والنقيب الأسبق محمد المراد، إلى موقف قانوني وأخلاقي ضد العدوان الصهيوني والتطبيع مع مغتصبي الأرض.
وقال النقيب الحسن: “نرفض أن نكون شهود زور على اغتيال القضية الفلسطينية. ما يُفرض اليوم على شعوبنا ليس سلامًا، بل استسلام بلغة الدم والتهجير”، مؤكّدًا التمسك بالثوابت القومية والوطنية، والالتفاف حول الدولة اللبنانية بقيادة فخامة الرئيس جوزاف عون، دفاعًا عن لبنان وفلسطين.
في مدينة المنية، انطلقت مسيرة سيارة على الأوتوستراد الدولي، رُفعت فيها أعلام فلسطين، مع بث أناشيد وطنية وثورية. كما عُقد لقاء شعبي حاشد دعا إليه ناشطون وإعلاميون، أكّد فيه المشاركون دعمهم الكامل لقضية فلسطين ورفضهم القاطع للتطبيع. وقد نوّه المتحدّثون بتضحيات أبناء المنية في مقاومة الاحتلال، وعلى رأسهم عميد الأسرى يحيى سكاف، وعدد من الشهداء الذين واجهوا العدو في الجنوب.
وفي عكار، انطلقت مسيرة طلابية حاشدة من معهد حلبا الفني، رفع خلالها الطلاب أعلام فلسطين وهتفوا للمقاومة، تأكيدًا على رفضهم لحرب الإبادة المستمرة ضد غزة.
كما نظمت كشافة العطاء وقفة تضامنية في بلدة البيرة، تخللتها دقيقة صمت عن أرواح شهداء فلسطين والأمة، وتوزيع الأعلام الفلسطينية على المارة، تأكيدًا على التمسّك بالقضية.
أما في المخيمات الفلسطينية، فقد سُجّل التزام كامل بالإضراب، حيث أغلقت المحال والمؤسسات في مخيم البداوي، وانطلقت مسيرة غضب حاشدة شارك فيها طلاب، رجال دين، وفرق كشفية. ورفع المشاركون شعارات تدعو أحرار العالم للضغط على الإدارة الأميركية لوقف دعمها للعدو، وإنهاء المجازر اليومية في غزة.
المصدر: المنار
