أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الجمعة، أن بلاده تنتظر من الولايات المتحدة الأميركية التحدث بشكل جدي مع المعارضة السورية المسلحة، التي ترفض الانضمام الى نظام وقف الأعمال العدائية. وقال بوغدانوف، في مقابلة أجراها مع وكالة “سبوتنيك”، “لقد سمعنا تصريحات بعض مجموعات المعارضة السورية، حول أنهم لن يلتزمون بنظام وقف إطلاق النار، أي أنهم يضعون أنفسهم خارج اطار هذه الاتفاقيات، وعملياً يدعمون الإرهابيين”، مشيراً الى أنه “يجب القيام بالاستنتاجات اللازمة بخصوص هذه المنظمات”. وتابع بوغدانوف “ننتظر من الشركاء الأميركيين التحدث بشكل صارم والعمل مع مثل هؤلاء المعارضين الرافضين لسلام، لأن موقفهم لن يجلب السلام لسوريا”.
من جهة ثانية، صرّح بوغدانوف أن روسيا تجري مباحثات مع الولايات المتحدة الأميركية من أجل الإعلان عن الاتفاقيات التي توصل إليها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري خلال مباحثاتهما. وقال بوغدانوف “نحن نبحث ذلك مع زملائنا الأميركيين. نرى أن فكرة دعم هذه الاتفاقيات في مجلس الأمن مفيدة، لكنه من غير الصحيح الطلب من الشركاء دعم ما لا يعرفونه”. وفي السياق، أكد بوغدانوف أن الاتفاقيات الروسية – الأميركية حول سوريا لا تتضمن بنوداً حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، معلقاً أن ذلك هو “شأن سوري بحت”.
كما لفت نائب مبعوث الرئيس الروسي الى دول الشرق الأوسط وأفريقيا الى أنه لا توجد لدى موسكو أية خطط سرية لتسوية النزاع في سوريا. وقال بوغدانوف “على عكس التصريحات العلنية لبعض الدول الغربية والعربية، التي تتحدث عن وجود خطة “ب” لدينا، نحن نقول دائما – لا توجد لدينا أية خطط “ب” او خطط “س” حول سوريا”. وأكد الدبلوماسي الروسي أن “ما يتم بحثه في فيينا، ونيويورك، ومجلس الأمن الدولي هو الخطة الوحيدة التي نؤيدها وندعو الآخرين لتنفيذ الالتزامات التي تمليها هذه الوثائق الدولية التي تعتمد بالإجماع”. قال نائب وزير الخارجية الروسي، مبعوث الرئيس الروسي الى دول الشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، اليوم الجمعة، أن روسيا لن تطرح مسألة إضافة تنظيم “جبهة النصرة” [المحظور في روسيا] الى قائمة المنظمات الإرهابية بسبب تغيير تسميتها الى “جبهة فتح الشام”، مؤكدا أن “الإرهابيين يبقون إرهابيين”.
وفي موازاة ذلك، قال بوغدانوف “أية تصريحات صادرة عن “جبهة النصرة” حول تغيير تسميتها أو قطع علاقاتها مع تنظيم “القاعدة” والتي لا تشمل تغييرات جذرية في الأهداف، والغايات، ليست سوى خطوة تكتيكية”، مؤكداً أن “تغيير الواجهة في هذه الحالة لم يؤثر على الأعمال العدوانية للإرهابيين الذين يواصلون محاربة السلطات السورية الشرعية وشعبها”.
في موازاة ذلك، قال نائب وزير الخارجية الروسي أن الاتفاقيات التي توصل إليها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيره الأميركي جون كيري حول سوريا يجب أن تحفز بدء الحوار الشامل بين الحكومة والمعارضة السورية. واشار بوغدانوف الى أن “كل هذه الاتفاقيات يجب أن تحفز بشكل جدي بداية عملية سياسية مستقرة، وشاملة، بمشاركة كافة القوى الموالية للحكومة، والمعارضة”. وفي السياق نفسه، صرّح نائب وزير الخارجية الروسي أن غياب وفد الهيئة العليا للمفاوضات السورية عن المحادثات في جنيف يؤثر على فعالية الحوار، قائلاً “أوافق على أن غياب وفد الهيئة العليا للمفاوضات عن جولة الحوار السورية السورية المقبلة يؤثر بشكل مباشر على أدائه. وكذلك الحال مع الأكراد وممثلي مجموعات ” موسكو “،” القاهرة ” وغيرها من المعارضة”.
وقال بوغدانوف “روسيا بشكل مبدئي تدافع عن حق مشاركة “حزب الاتحاد الديمقراطي” الكردي السوري في عملية جنيف. لا وضوح حول ذلك حتى الآن”، موضحاً أن هناك ضغط كبير من قبل بعض أعضاء المجموعة الدولية لدعم سوريا الذين يرون أن “حزب الاتحاد الديمقراطي” أعوان للإرهابيين، أو “حلقة زائدة” لأنه يوجد حاليا ممثلين عن الأكراد وغيرهم من القوى السياسية في جنيف”. وتابع بوغدانوف “نرى أن هذا النهج غير صحيح ونؤكد للشركاء ضرورة دعوة ممثلي “حزب الاتحاد الديمقراطي” الى جنيف كقوة رائدة تحارب “داعش” في شمال شرق سوريا”. الى ذلك، أكد نائب وزير الخارجية الروسي أن العملية السياسية في سوريا لا يجب أن تكون رهينة لقوى هدامة لا ترغب بالمشاركة في المفاوضات السورية، معلقاً أن “عقبة [إجراء الجولة القادمة من المفاوضات السورية] بالمقام الأول في حقيقة أن الهيئة العليا للمفاوضات دائماً تخالف مبدأ عدم تقديم شروط مسبقة لإجراء اتصالات مع دمشق الرسمية. من حيث المبدأ، لا يجب السماح بأن تصبح العملية السياسية في سوريا رهينة للقوى الهدامة التي لا ترغب في المشاركة بالمحادثات السورية”.
المصدر: وكالة سبوتنيك الروسية