أظهرت دراسة جديدة من كوريا الجنوبية أن مرضى “كوفيد-19″، الذين لا تظهر عليهم أعراض المرض، قد يحملون كميات مماثلة من فيروس كورونا المستجد لتلك التي يحملها المرضى الذين يظهرون أعراض المرض. وقد يشير ذلك إلى أن مرضى كورونا عديمي الأعراض لا تزال لديهم القدرة على نقل العدوى للآخرين.
وتضمنت الدراسة، التي نُشرت يوم الخميس في المجلة الطبية “JAMA Internal Medicine”، بيانات عن 303 مريض مصابين بـ”كوفيد-19” ممن كانوا في الحجر الصحي في مارس/آذار الماضي بمركز علاج مجتمعي في كوريا الجنوبية. وكان متوسط عمر المرضى، ومعظمهم من الشباب، 25 عاماً.
ومن بين هؤلاء المرضى، كان 193 منهم، أو نسبة 63.7%، يظهرون أعراض المرض، وفقاً للدراسة، في حين أن 110 من المرضى لم تظهر عليهم أعراض المرض.
وظهرت الأعراض فقط على نسبة 19.1% من المرضى، الذين لم تظهر عليهم أعراض، أثناء العزل، مقارنة بنسبة 80.9% من الذين لم تظهر عليهم الأعراض، وبقوا بدون أعراض خلال متوسط 24 يوماً من متابعتهم.
وجمعت مسحات من الأنف والحنجرة من كل مريض، ثم قام الباحثون بتحليل تلك العينات وفحصوا المادة الوراثية الفيروسية المسماة “RNA”، وألقوا نظرة فاحصة على الأحمال الفيروسية للمرضى، والتي تشير إلى كمية الفيروس التي يحملها الشخص.
ووجدت الدراسة أن الحمل الفيروسي لدى المرضى الذين لا يعانون من أعراض، أولئك الذين لم تظهر عليهم الأعراض، يبدو مشابهاً للحمل الفيروسي لدى المرضى الذين تظهر عليهم الأعراض.
ولاحظ الباحثون في دراستهم أن الأحمال الفيروسية لدى المرضى الذين لا يعانون من أعراض منذ تشخيصهم حتى خروجهم من مركز العلاج المجتمعي تميل إلى الانخفاض بشكل أبطأ من تلك الموجودة لدى كل من المرضى الذين يعانون من الأعراض والذين لم تظهر عليهم الأعراض بعد.
وكانت للدراسة بعض القيود، بما في ذلك الحاجة إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كانت النتائج المماثلة ستظهر بين مجموعة أكبر من المرضى، ولم تستطع الدراسة تحديد مدى قدرة كل شخص على نقل العدوى.
وكتب الباحثون: “على الرغم من أن الحمل الفيروسي المرتفع الذي لاحظناه لدى المرضى الذين لا تظهر عليهم أعراض يثير احتمالًا واضحاً لخطر انتقال العدوى، فإن دراستنا لم تكن مصممة لتحديد ذلك”.
وأشار الباحثون إلى أنه “من المهم أن نلاحظ أن اكتشاف الحمض النووي الريبي الفيروسي لا يعني وجود الفيروس المعدي وقابليته للانتقال”، وأضافوا أنه من أجل فهم أفضل للفيروس وإمكانية انتقال العدوى بدون أعراض، هناك حاجة إلى دراسات وبائية وتجريبية صارمة وكبيرة.
واقترح بحثٌ منفصل سابقاً أن “الانتقال الصامت”، أي انتشار الفيروس من قبل شخص ليس لديه أعراض واضحة، قد يكون مسؤولاً عن نصف جميع حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة.
وقد يكون انتقال العدوى عبر الأشخاص الذين لا يعانون من أعراض، أو خلال الأيام القليلة التي تسبق ظهور الأعراض، هو المحرك الأساسي لانتشار “كوفيد-19، وفقاً لدراسة سابقة نُشرت في يوليو/ تموز الماضي في الدورية العلمية “Proceedings of the National Academy of Sciences”.
وقال كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، الدكتور أنتوني فاوتشي، يوم الإثنين، إن الانتقال عديم الأعراض يعد عاملاً دافعاً في انتشار العدوى في المجتمع.
وأوضح فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، خلال مؤتمر صحفي مع حاكم ولاية كونيتيكت، نيد لامونت، أن “هناك العديد من الأشخاص ينقلون المرض ولا تظهر عليهم أعراض على الإطلاق”، مضيفاً أنهم على علم بحدوث ذلك ومن الصعب تحديد مثل تلك الحالات، وعزلها، وتتبع المخالطين لها.
وأكد فاوتشي أنه “ليس من السهل التعرف على الناقلين”، مشيراً إلى أن هذا ما يزيد من صعوبة احتواء الفيروس.
المصدر: سي ان ان