نشر علماء بريطانيون دراسة حديثة تؤكد وجود مؤشرات ودلائل جديدة تدل على وجود حياة سابقة على كوكب المريخ بعد رصد عدد من المؤشرات في الوديان ومقارنتها مع كوكب الأرض.
قام باحثون من جامعة “ويسترن” وجامعة “كولومبيا” البريطانية بتحليل أوجه التشابه بين الوديان المريخية الجليدية والقنوات المتواجدة في كوكب الأرض تحت طبقات الجليد، مثل جزيرة ديفون في القطب الشمالي من الجهة الكندية.
وقارن الباحثون بين طبيعة الوديان على الكوكب الأحمر والوديان الجليدية على كوكب الأرض، حيث تشير الدلائل إلى أن كوكب المريخ كان مغطى بطبقة كاملة من الجليد والصفائح الجليدية والتي يتوقع العلماء وجود طبقات منها تحت أرض الكوكب.
ونوهت الدراسة المنشورة في مجلة “Nature Geoscience” العلمية المتخصصة أن هذا الاكتشاف يدل على أنه من المرجح أن الحياة ازدهرت سابقا أو ربما قد ازدهرت مرة واحدة على الكوكب الأحمر.
ويعتقد الباحثون أن الأنهار الجليدية الذائبة التي نحتت العديد من المعالم التي لا تزال مرئية على سطح المريخ إلى اليوم، كانت ستوفر مأوى من الإشعاع الشمسي ومكان طبيعي للحياة.
قال جوردون أوسينسكي، المؤلف المشارك في الدراسة: “جزيرة ديفون هي واحدة من أفضل النظائر لدينا للمريخ على الأرض”، وأضاف: “إنها صحراء قطبية جافة باردة ونعلم أن الصفائح الجليدية تعتمد إلى حد كبير على البرودة لتتشكل”.
ونوه أوسينسكي إلى أن الدراسة الجديدة “تتحدى الرأي السائد على نطاق واسع بأن معظم الوديان على المريخ تكونت من الأنهار التي تغذيها الأمطار، بالرغم من عثورنا على أدلة تشير إلى تشكل عدد قليل بهذه الطريقة، إلا أن الأغلبية تشكلت تحت الصفائح الجليدية”.
وقام الباحثون بتحليل أكثر من 10 آلاف واد في المريخ باستخدام خوارزمية جديدة لتحديد عمليات التآكل الكامنة فيها، وقارن الباحثون البيانات من مناطق على الأرض ببيانات من بعثات المريخ.
وبدلا من الفرضيات التي تؤكد أن المريخ القديم كان “رطبا ودافئا”، يعتقد هؤلاء الباحثون أن العديد من وديان الكوكب قد نحتت بسبب ذوبان الجليد.، بحسب موقع “yahoo”.
وقال العالم غراو غالوفر: “خلال الأربعين عامًا الماضية، منذ اكتشاف وديان المريخ لأول مرة، كان الافتراض هو أن الأنهار كانت تتدفق على المريخ، مما أدى إلى تآكل وتشكيل كل هذه الوديان”.
وأضاف: “ولكن هناك مئات الوديان على كوكب المريخ وتبدو مختلفة تمامًا عن بعضها البعض، وإذا نظرت إلى الأرض من قمر صناعي فسترى الكثير من الوديان؛ بعضها تشكل بسبب الأنهار، وبعضها تشكل بسبب الأنهار الجليدية، وغيرها من الأسباب ولكل واحد شكل مميز، المريخ مشابه للأرض، حيث تبدو الوديان مختلفة تماما عن بعضها بعضا، مما يشير إلى أن العديد من العمليات كانت تعمل على نحت هذه الوديان”.
المصدر: سبوتنيك