حذر السيد علي فضل الله، من “غرق مركب البلد لأنه سيغرق الجميع معه”، معتبرا أن “السبيل للخروج من هذا الواقع المأسوي لن يكون إلا بالحوار وبتكاتف أبنائه ووقوفهم صفا واحدا في مواجهة الضغوط الخارجية والداخلية”ز
جاء ذلك في خطبة عيد الأضحى المبارك، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، قال فيها: “يطل علينا العيد في هذه الأيام، ونحن نعيش أصعب الظروف بسبب جائحة كورونا التي تركت تأثيراتها علينا وعلى العالم، ونسأل الله أن يعيننا شرها من خلال جهودنا ووقايتنا لأنفسنا منها، ونحن اليوم نشهد تداعياتها في موسم الحج الذي اقتصر على حدود رمزية وأعداد قليلة وضمن دائرة ضيقة بعدما اعتاد البيت الحرام أن يشهد ملايين الحجاج والمعتمرين”.
وأضاف “كنا نرجو أن تؤدي هذه الجائحة إلى أن تجعل هذا العالم أكثر أمنا وأكثر إنسانية وأن يعود الذين أشعلوا الفتن والحروب إلى صوابهم، ولكن للأسف لا تزال الحروب تعبث بهذا العالم ولا يزال الحصار والاطباق يفرض على الدول المستضعفة بفعل جشع الدول الكبرى واستكبارها، حيث لم تتوقف معاناة الشعب اليمني والسوري والليبي والفلسطيني إضافة إلى استمرار الحصار الظالم على الشعب الإيراني وعلى العديد من الدول التي ترفض الرضوخ لغطرسة هذه الدول”، داعياً الدول المستضعفة والراغبة في الحرية والحفاظ على كرامتها إلى “توحيد جهودها وأن يقوي بعضها بعضا حتى لا تعبت بها أيادي الآخرين”، قائلاً “ليس بعيدا عن ذلك تستمر معاناة الشعب على الصعيد الاقتصادي والمعيشي والصحي، والاعتداءات الصهيونية بفعل ضغوط الخارج الذي يريد لنا ان نتنازل عن حريتنا وعدم العلاج الجاد لازماتنا المستعصية والفساد والهدر وسوء الإدارة، إننا لا نزال نرى أن خروج البلد من هذا الواقع المأسوي الذي يعيشه لن يكون إلا بتكاتف أبنائه ووقوفهم صفا واحدا في مواجهة ضغوط الخارج والعابثين بمصيره في الداخل. ونقولها للبنانيين في ظل هذا الانقسام لا خيار أمامكم إلا الحوار الجاد فلا مقدسات فيه، والبلد لن ينهض بالرأي الواحد ولا بالنظرة الواحدة بل بتوافق الجميع والشراكة بينهم، فالجميع في مركب واحد إن غرق فإنه لن يغرق وحده بل سيغرق الآخرون معه وان سقط الهيكل فسيسقط على رؤوس الجميع”.
وتقدم السيد فضل الله من المسلمين خصوصا واللبنانيين عموما بالتهنئة والتبريكات بعيد الأضحى، سائلاً المولى أن يعيده على الجميع في ظروف وأوضاع أفضل.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام