كشفت مجموعة من الباحثين المختصين بعلوم الفضاء والنجوم عن تحركات غريبة لأسراب من النجوم في مجرة درب التبانة، تدل على حدوث “معركة كونية” في الماضي السحيق.
وبحسب العلماء فإن هذه النجوم تتحرك بطريقة غريبة مخالفة لحركة النجوم الأخرى في مجرة “درب التبانة”، بينما تدور جميع النجوم حول مركز مجرة درب التبانة، فإن هذه النجوم المارقة، كما أطلق عليها العلماء، تدور حول بعضها البعض بشكل حلزوني متعرج أصبح أكثر تشابكا في الفترات الأخيرة.
وقالت الباحثة في معهد علوم الكون (ICCUB) التابع لجامعة برشلونة، تيريزا أنتوجا، “لقد لاحظنا هذه التحركات المريبة”، وأضافت الباحثة “إن هذه التحركات تؤكد لنا أن مجرة درب التبانة تعرضت لاضطراب ضخم ومهم في السابق”.
ولاحظت العالمة أنتوجا وفريقها علامات على وجود “ندبة تؤكد حدوث معركة كونية” أثناء دراسة خريطة بيانات النجوم، بحسب صحيفة “livescience” العلمية المتخصصة.
وتم جمع الخريطة بناء على البيانات التي جمعها القمر الصناعي “Gaia” التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، حيث قدم صورة أكثر تفصيلا لمجرة درب التبانية حتى تاريخ اليوم.
ولاحظ العلماء في بحثهم مجموعة من النجوم في القرص المجري تدور في نمط مختلف عن جيرانها، ويتوقع الباحثون أن هذا الخلل ناتج عن “أذى تعرضت له المجرة أو معركة كونية”، في إشارة لحدوث تصادم بين المجرات، أو أي خلل من هذا القبيل.
واستخدم الباحثون بيانات السرعة والموقع لأكثر من 6 ملايين نجم في المجرة لفك الشيفرة الحلزونية لمجرة درب التبانة بطريقة رياضية عن طريق الحواسيب، والتي أكدت أن هذه “المعركة الكونية” حدثت بين 300 مليون و900 مليون سنة في الماضي.
ووفقا للباحثين، فإن أحد التفسيرات المحتملة هو أن مجرة أصغر اجتاحت ودخلت مجرة درب التبانة في وقت ما خلال تلك الفترة، ما أدى إلى حدوث خلل كبير في الجاذبية داخل مجرة درب التبانة، ما تسبب بحدوث حركات خاطئة وخلل لدى بعض النجوم، وهي بقايا “المجرة المهاجمة”.
ويشك العلماء بأن مجرة القوس، وهي أقرب المجرات إلى مجرتنا، في أنها “مشتبه به محتمل” لهذا الخلل الكبير.
وتشير الأبحاث السابقة إلى أن مجرة القوس قامت بالفعل بالاقتراب إلى قرص مجرة درب التبانية بين حوالي 200 مليون و1 مليار سنة مضت، وهي فترة تشمل هذا الاضطراب الغامض في النجوم.
المصدر: سبوتنيك