اعتبر السيد جعفر فضل الله في خطبة الجمعة انه ومع التقدير العالي لكل القوى الأمنية في مواجهتها الناجعة للارهاب، فإن “المطلوب من الجميع هو الالتفات إلى أن غياب منظومة متكاملة للأمن الداخلي على كل المستويات، من شأنه أن يفرز الكثير من الأزمات الاجتماعية، فما نسمعه عن الجرائم المتنقلة، سواء من أعمال القتل والنهب والسلب والانتحار وجرائم الشرف ونحو ذلك، كل ذلك إنما هو نتيجة لغياب هذا الأمن الشامل بفعل اهمال المسؤولين لهذه القضية الحساسة فمنظومة الأمن لا تتحقق بتسليح القوى الأمنية وتجهيزها فقط، وإنما باتخاذ كل السياسات والاجراءات التي تتيح ايجاد بيئة اجتماعية واقتصادية وسياسية آمنة، تنفس التوترات الحاصلة على أكثر من صعيد”.
ورأى السيد فضل الله ان “السجالات الداخلية الحادة التي وصلت إلى الحدود القصوى في الأيام الأخيرة، تكاد تدفع كل البلد إلى ما لا يحمد عقباه مما لا مصلحة فيه لأحد، وإذا كنا نريد لهذا الوطن أن يحفظ حقوق طوائفه ومواطنيه حتى لا تشعر أي فئة بالغبن أو المظلومية”، مناشداً الجميع، وحرصا على البلد ومصيره، أن “يغلبوا المصلحة العامة على المصالح الذاتية وان يتسامحوا في هذه المرحلة من الصراع على المحاصصات الفئوية لان كل ذلك يهدد وجود الوطن ووحدته، وخصوصا إذا أخذنا بالحسبان ما يجري في المنطقة فضلا عن أنه يهيئ البيئة الخصبة للجريمة ولليأس والإحباط وفقدان الثقة بالنفس، إضافة إلى الدفع باتجاه كفر الناس بهذا البلد وقدرته على النهوض”.