بحث رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون الجمعة مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي التطورات على الساحة الداخلية من الناحيتين السياسية والاجتماعية، وذلك في القصر الجمهوري في بعبدا. بعد اللقاء، أعلن البطريرك الراعي أنه قدم لفخامة الرئيس “الخطة الانقاذية التي وضعناها مع كل الكنائس والابرشيات والرهبانيات والاديار والمؤسسات التي تغطي الارض اللبنانية”، مضيفاً أنه “اذا كان هناك من لديه مشكلة فبإمكانكم ان توجهوه الينا لاننا نظمنا انفسنا في شبكة لنكون الى جانب الناس ومساعدتهم”.
وتابع الراعي “تناولنا في الزيارة ايضا الاوضاع العامة في البلاد، وهنا اود ان اوجه نداء الى كل اللبنانيين، المسؤولون اولا والاعلاميون ثانيا، باننا جميعنا مسؤولون عن لبنان، وكلنا مدعوون لبناء الوحدة الداخلية والمحافظة على الثقة به”، موضحاً “اردت ان اوجه هذا النداء ذلك انه لا يمكننا كل يوم ان ننكل بهذا البلد، هناك اخطاء بالطبع وجل من لا يخطىء، لكن كلنا مسؤولون عن لبنان وطننا وعن قيمته ودوره ورسالته وثقة العالم به. سأطلب ان يحترم الوطن، وان نساعده لنبنيه، كل منا من موقعه، بدءا من الرئيس الى كل مواطن له دور في ذلك”.
ولفت الراعي إلى أنه على معرفة “بأن وجع الناس كبير ونحن نعيش معهم هذا الوجع، والمشاكل كبيرة وقد مررنا بالعديد منها في الماضي وتمكنا من تخطيها”، مشيراً إلى أننا “قادرون كذلك على مواجهة كل المشاكل بتكاتفنا وتضامننا، هذا الكلام ليس تخديريا بل كلام مسؤول، ونحن سنتحمل مسؤوليتنا بدورنا كرجال دين وكبطريرك وكبطريركية وككنيسة”.
وعن التحركات في الشارع، قال الراعي “شعار كلن يعني كلن، اول من اطلقه فخامة الرئيس وقاله امامنا عندما زرناه لتهنئته بانتخابه رئيسا للجمهورية، وكان يتكلم وقتذاك عن الفساد العارم، وعندما سأله أحد المطارنة اذا ما كان الكل فاسد، اجاب كلن يعني كلن. وهذا يعني انه علينا الا نرمي التهم على احدهم. وهذا ما قلناه في السابق، بانه علينا ان نحدد المسؤوليات وكل المسؤولين، ساعتئذ لن يكون هناك خط احمر او اخضر في وجه احد. لذلك تعالوا نحدد المسؤوليات ونبحث في الاسباب التي اوصلتنا الى ما نحن عليه لاتخاذ الاجراءت اللازمة”.
وتوجه البطريرك الى “الثوار” بالقول “ليس بالتكسير وليس بحرق الدواليب وهدم وجه لبنان الحضاري يمكننا ان ننال شيئا، نحن معهم ومساندون للثورة ولكن الثورة الحضارية التي تحدد توجهها وتطالب بالحقوق على الهدوء. أما عندما نكسر نكون كمن يشوه وجه لبنان الحقيقي تجاه العالم. لبنان ارض الثقافة ولم يكن يوما ارض حرق الدواليب والتكسير. نحن داعمون للثوار منذ اليوم الاول، لكننا نريدهم ثوارا حضاريين وثقافيين ونحن نسير معهم بالمطالبة المحقة”. وعن التعيينات الاخيرة، قال “لم اتناول هذا الموضوع مع فخامة الرئيس لاننا نحترم قرارات السلطة التي تتحمل بدورها مسؤوليتها تجاه الشعب”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام