هل تسللت نيرانُ الغضبِ الاميركي الى داخلِ ادارةِ دونالد ترامب، فباتَ اعجزَ من اَن يَحتويَها؟ أم انَ المشهدَ الذي يجتاحُ الشوارعِ والولاياتِ الاميركيةَ اصبحَ عبئاً على المحيطينَ بالرئيسِ المكابرِ الى الآن، فنأَوْا بأنفسِهم عنه؟
وزيرُ الحربِ الاميركيُ مارك اسبر الذي اصابَ جيشَه بسهامٍ سياسيةٍ حادةٍ يومَ مشَى خلفَ الرئيسِ بالامسِ خارجَ البيتِ الابيض، في دعمٍ سياسيٍّ واضحٍ له بوجهِ المحتجين، عادَ اليومَ ليتبرأَ من خطواتِ رئيسِه غيرِ المحسوبة، فاعلنَ رفضَه زجَّ الجيشِ في قمعِ الاحتجاجات، او زَجَّهُ في السياسة.
اما الرئيسُ الذي يَزُجُّ العالمَ في اتونِ الاضطرابات، فباتَ اليومَ الاكثرَ اضطراباً وهو على مقربةٍ من صناديقِ الاقتراعِ المهتزةِ بفعلِ عنجهيتِه ومكابرتِه وعنصريتِه المفضوحةِ التي طالما امتطاها حصانَ نجاةٍ انتخابيًّا، وباتَت اليومَ وبالاً عليه..
امّا ما هي عليه اميركا اليومَ من وضعٍ متزلزل، وما تعيشُه مدُنُها وولاياتُها، فهو ظهورٌ للحقائقِ المخفيةِ فيها، بحسبِ الامامِ السيد علي الخامنئي الذي خاطبَ الايرانيينَ والعالمَ في ذكرى رحيلِ الامامِ الخميني العظيم، معتبراً انَ قتلَ مواطنٍ من ذوي البشرةِ السمراءِ تحتَ قدمِ شرطيٍّ اظهرَ أخلاقَ وطبيعةَ الحكومةِ الاميركيةِ التي مارستها قبلَ ذلكَ في دولٍ مثلِ افغانستان والعراقِ وسوريا..
في لبنانَ وفي وضعِ حدٍّ للابتزازِ السياسي حولَ مُهماتِ قواتِ اليونيفل، كانَ كلامُ رئيسيِّ الجمهوريةِ والحكومةِ امامَ سفراءِ الدولِ الكبرى، حولَ طلبِ التجديدِ للقواتِ الدوليةِ العاملةِ في جنوبِ لبنان، من دونِ تعديلٍ لولايتِها ومفهومِ عملياتِها، بل اِنَ استمرارَ عملِها هو حاجةٌ دوليةٌ قبلَ ان يكونَ مطلباً لبنانياً، لمنعِ التوترِ ولاستدراكِ ايِّ خطرٍ يلوحُ عندَ الحدودِ نتيجةَ الانتهاكاتِ الاسرائيليةِ المتصاعدةِ للقرارِ الفٍ وسبعِمئةٍ وواحد..
وفي واحدٍ من الاختبارات، تقفُ الحكومةُ في مواجهةٍ جادةٍ معَ تفلتِ سعرِ الدولار عادَ الصرافونَ الى العمل، وانخفضَ الدولارُ قليلاً بما يشبهُ انحناءةَ حياءٍ امامَ تعميماتِ مصرفِ لبنان، على انَ نتائجَ الخطوةِ يحكمُها القادمُ من الايام.
المصدر: قناة المنار