الى مزيدٍ من التصعيدِ تتجهُ الاحداثُ الاميركية، بل الى احتقانٍ غيرِ مشهودٍ منذُ فترةٍ طويلةٍ جراءَ الاستفزازِ العنصري الذي يمارسُه علناً الرئيسُ الاميركيُ ضدَ طبقاتٍ واسعة، مطلقاً يدَ الشرطةِ بالعنفِ والشدّة.
على تقديرِ المتابعين، فانَ كلَ ساعةٍ من الاضطرابِ تمرُ على الاميركيينَ حالياً يقابلُها خطواتٌ في مسارِ التعثرِ الضاربِ للبلادِ منذُ مجيءِ ترامب الى البيتِ الابيض، ومنذُ اطاحتِه بما اعتادوا عليه من مكتسباتٍ وتقديمات، اضافةً الى حالةِ التهورِ الكبيرِ في ادارتِه للملفاتِ الداخليةِ والخارجية، وتعميقِ الاشتباكِ الاجتماعي ومفاقمتِه بالتمييزِ على اساسِ اللون.
هل يمكنُ ان تخرجَ اميركا من اضطرابِها قريباً معَ وجودِ 40 مليونَ عاطلٍ من العملِ بينَ حدودِها؟ وهل هناكَ من يفصلُ بينَ ارتفاعِ حدةِ المواجهاتِ والمنازلاتِ الانتخابيةِ التي ترتفعُ اسهمُها في الشوارعِ المهتزة؟.
لا شكَ انَ حالةَ الارتباكِ تضربُ عميقاً، وانَ الخياراتِ الامنةَ لاطفاءِ الشارعِ محدودة، وهي بدات بحظرِ التجوالِ في خمسٍ وعشرينَ مدينةً ونشرِ الجيشِ الوطني في واشنطن واحدى عشرةَ ولايةً الى الان.
في لبنان، اسبوعٌ طالعٌ على تقييماتٍ جديدةٍ لاجراءاتِ مواجهةِ فيروس كورونا، واليومَ وزيرُ الداخليةِ قلصَ مدةَ الاقفالِ الليلي معَ الابقاءِ على الالتزامِ بالقواعدِ المعمولِ بها. اما نقدياً، فرصدٌ للنتائجِ المتوقعةِ لعودةِ الصرافينَ عن اضرابِهم وما اذا كانت هذه الخطوةُ مرتبطةً باجراءاتٍ يطمحُ اليها اللبنانيون لكبحِ لعبةِ الدولارِ وارتفاعِ سعرِ صرفِه.
ويتمنى اللبنانيون احيانا ًكثيرةً نسيانَ واقعِهم، الا انَّ كثيراً من آلامِهم لا تُنسى، ومنها ما تَحمِلُه كلَّ عامٍ ذكرى اغتيال ِالرئيس ِرشيد كرامي، الرجلِ الوطني الذي يبقى رمزاً للوَحدةِ والعروبةِ الاصيلةِ في شهادتِه كما في حياته.
المصدر: قناة المنار