حمل نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق “مسؤولية أزمة رئاسة الجمهورية الى السعودية، سيما وأنها تريد أن تفرض وصايتها على اللبنانيين، وأن تختار هي رئيس الجمهورية من خلال وصايتها على المرشح الرئاسي، لتضع بذلك لبنان على مسار الأزمات والتعقيدات والتوترات”.
ولفت الشيخ قاووق إلى أن “الحديث اليوم ما عاد عن فيتو سعودي على إسم المرشح الرئاسي، بل بات الحديث عن الفيتو السعودي على إسم المرشح لرئاسة الحكومة، حيث بات هناك شكوك حقيقية حول الموقف السعودي من اسم المرشح لرئاسة الحكومة، وهو الأمر الذي يعمق الأزمة، ولكن على الرغم من أن النظام السعودي اليوم يفرض وصاية على اللبنانيين ويتسبب في تعطيل المؤسسات وإطالة أمد الفراغ الرئاسي، إلا أن المقاومة التي حمت لبنان من الخطر الإسرائيلي ومن العدوان التكفيري، لا تسمح له أن يعوض خسائره في اليمن والبحرين وسوريا بإنجازات ومكاسب سياسية”.
واعتبر الشيخ قاووق خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد المجاهد مصطفى أحمد شهاب في حسينية بلدة برعشيت “ان أسوأ ما يتعرض له المسلمون اليوم ليس تفجيرات داعش التي تقتل عشرة أو مئة أو ألف، وإنما فتاوى التكفير التي تقتل المسلمين كل يوم وفي كل بلد، والتي جاءت بالأمس على لسان المفتي العام للنظام السعودي، حيث قال إن كل المسلمين في إيران هم ليسوا مسلمين وإنما أبناء مجوس، وبالتالي فإن هذا الموقع الرسمي للنظام السعودي يكفر المسلمين، ويثبت أن سياسة التكفير للمسلمين هي سياسة رسمية للنظام السعودي”.
وأكد الشيخ قاووق أن “النظام السعودي اليوم هو الذي يمول ويسلح التكفيريين في سوريا، وهو الذي يشن العدوان والغزو على اليمن، وبالتالي ما معنى أن النظام السعودي يريد أن يستقبل الحجاج ويقتل الشعب اليمني البريء، وما معنى أن يشيدوا الجسور والأبنية إن كانوا يرتكبون كل يوم مجزرة في حق الشعب المسلم والعربي اليمني، فالكعبة اليوم تتحسر لإصدار فتاوى التكفير من جوار جدرانها، وتأبى حرمة الحرمين الشريفين العدوان السعودي على شعب اليمن”.
واعتبر أن “النظام السعودي ارتكب خطيئة كبرى بدخوله إلى اليمن، سيما وأنه بات يغرق في مستنقع الهزائم فيها، ويخسر كل يوم أكثر فأكثر، ويراكم هزيمته فيها كل يوم أكثر فأكثر، وبالتالي أصبحت عاصفة الحزم التي أرادوها نارا ودمارا لليمن، تعصف اليوم بعمق المملكة السعودية، وباتت الصواريخ اليمينة اليوم تقصف ما بعد ما بعد نجران وجيزان، بعدما كانت في العام الماضي تطال حدود نجران وجيزان، فهم يعمقون مأزقهم، ويكشفون حقيقة دورهم الإجرامي”.
وشدد الشيخ قاووق على أن “النظام السعودي اليوم هو الذي يشن حربا بالوكالة على الشعب السوري، وبالتالي ما عادت الحرب في سوريا مغطاة الأهداف ومستورة الجهات المحركة، وما عاد هناك شيء اسمه ثورة سورية لا سلمية ولا عسكرية، بل باتت حرب سعودية بتمويل وتسليح وإدارة سعودية باستخدام العصابات التكفيرية”، مشيرا إلى أن “كل دول العالم اليوم باتت تقبل بالحل السلمي في سوريا إلا السعودية، لأنها تريد أن تطيل أمد الحرب خشياً من الهزيمة فيها، ولكن في المقابل، فإن كل أهداف العدوان على سوريا قد سقط، لأنهم إذا كانوا يريدون تغيير موقع ودور وهوية سوريا في المقاومة، فها هي سوريا اليوم بقيت في الموقع المتقدم بالمقاومة، وأي حديث عن سقوط دمشق أصبح من الماضي، لأنها انتصرت وتحصنت، وسقطت الأهداف السعودية، وسقط أي رهان سعودي على إسقاط النظام، وباتت السعودية اليوم تشعر بفضيحة الهزيمة أمام كل إنجاز للجيش العربي السوري وبالأخص في حلب، حيث باتت تشعر بالاحباط والخيبة مما حصل من تقدم للجيش السوري فيها”.