بعد فترة لابأس بها من الإعلان عن تطهير غالبية مناطق البادية الشرقية في سورية، عادت تنشط بين الحين والآخر فلول الإرهابيين، الذين اختبأوا في جيوب هذه البادية، حيث شكلوا مجموعات أخذت تنفذ هجمات متقطعة على مناطق للجيش السوري في حين يتصدى لها الأخير بكل حزم ويوقفها مباشرة.
في هذا الاطار وقف موقع قناة المنار عند المشهد مستعرضاً أهم التفاصيل مع اللواء محمد عباس الخبير العسكري السوري.
يشير اللواء عباس للموقع أنه من غير الدقيق الحديث عن تنظيف كامل لكل هذه المناطق، حيث يوجد فيها الكثير من السهول والكهوف والوديان أماكن تساعد هؤلاء الإرهابيين على الاختباء في جيوب البادية السورية، كما نوه إلى أن المجموعات الإرهابية أو فلول الإرهاب الداعشي تعمل على تأمين اتصال بين الارهابيين المتبقين على هذا الحال بين الحدود السورية والعراقية.
هذا الأمر لم يحدث مصادفة حسب ما يأتي به اللواء عباس، حيث أن البادية السورية بقيت فترة طويلة تحت قبضة داعش الإرهابي، وفيها مقرات مجهزة ومحصنة ومموهة بشكل يسمح لها بالتخفي، إذ يتم تأمينها بشكل مباشر تحت إشراف القوات الاميركية التي قامت بدورها بتهيئة هذه النقاط وتجهيزها، وعلى سبيل المثال منطقة ال 55 كيلومتر مربع ضمن منطقة التنف، ومواقع أخرى يحتلها الامريكيون لضمان حماية وتأمين عناصر داعش بكافة أشكال الدعم والتأمين.
وهنا يعود اللواء عباس للتذكير بمصطلح الجيش البديل في إشارة صريحة منه إلى تنظيم داعش المشتق من جيش “بلاكووتر” الاميركي المخصص من اجل هكذا نوع من الحروب، فالحقيقة حسبما ذكره ضيف الموقف، أن الإعلان عن عودة نشاط داعش، ما هو إلا نشاط الجيش الاميركي على مواقع ونقاط الجيش السوري والمقاومة، أي كل ما يمكن أن يرمز إلى استقرار للدولة السورية في تلك المنطقة وبالتالي إعاقة حصولها على الموارد النفطية و الاقتصادية، وهنا الدور أمريكي واضح انما عبر الاستثمار بهذه التسميات الإرهابية من داعش والتنظيمات المشابهة إيديولوجيا.
في الختام يشير الخبير العسكري اللواء محمد عباس في حديثه لموقع قناة المنار، ان الولايات المتحدة الامريكية تستغل انشغال العالم بوباء كورونا، وانشغال كل الأخبار ووسائل الإعلام في جميع انحاء العالم بالحديث عن تطورات الفيروس كوفيد 19 وتحوله إلى جائحة عالمية، وتقوم بكل ما يمكنها من نشاطات في المنطقة الشرقية من البادية السورية في هذه الأثناء من خلال تحريك مجموعات داعش الإرهابية النائمة في جيوب البوادي السورية، من اجل تحقيق مصالح واشطن والتي باتت معروفة في المنطقة.
المصدر: موقع المنار