مرحلةٌ حساسةٌ يدخلُها لبنانُ غداً في اطارِ خطةِ تخفيفِ اجراءاتِ التعبئةِ العامة. المطاعمُ تنضمُّ الى قائمةِ المؤسساتِ التي ستُشرِّعُ ابوابَها مجدداً، وكذلك يعودُ الكورنيشُ البحريُ لاستقبالِ روادِه، وصالوناتُ الحلاقةِ لاستقبالِ الزبائن. الا انه يجبُ الالتفاتُ الى أنَ القصةَ في التعاملِ معَ المرحلةِ الثانيةِ يجبُ أن تكونَ مُدَوزنة، فلا تطيحُ برأسِ الانجازاتِ المحققةِ في مواجهةِ كورونا.
فالخطوةُ بقدرِ اهميتِها في اعادةِ فتحِ اقتصادِ البلد، فانَ التفلتَ من ضوابطِها قد يعيدُه الى المربعِ الاولِ في معركتِه ضدَ الفيروس، ويهددُ الثباتَ الرقميَ الذي شهدَه لبنانُ في شهرِ نيسان ، ويُخرجُه من الهيكليةِ الصينيةِ في تطورِ الوباءِ الى المنحنى التصاعدي في أوروبا واميركا. اميركا التي لم يَعُد رئيسُها دونالد ترامب يحتملُ البقاءَ في حجرِ البيتِ الابيض على بعدِ ستةِ اشهرٍ من انتخاباتٍ مصيرية. فهو يعودُ اليومَ الى حملتِه الانتخابيةِ عبرَ حوارٍ افتراضيٍ معَ الاميركيينَ تبثُه قناةُ “فوكس نيوز” مباشرة ، فماذا سيقولُ للاميركيين، فلم يعد بمقدورِه التفاخرُ بتحقيقِ قفزاتٍ نوعيةٍ في الاقتصادِ في ظلِّ الوضعِ المزري في زمنِ الكورونا، كما اِنه لم يعد بمقدورِه مدُ اليدِ الى جيوبِ الاخرينَ الفارغة، فالبقرةُ الحلوبُ كما وصفَها ذاتَ خطابٍ تتحدثُ عن أزمةٍ ماليةٍ غيرِ مسبوقةٍ ستُضطرُ معها السعوديةُ الى اتخاذِ قراراتٍ مؤلمةٍ مالياً لمواجهةِ الوباء، فمئاتُ الملياراتِ قُدّمت لترامب مقابلَ الحمايةِ من العدوِ المصطنعِ ايران. فمن سيحمي اليومَ الاثنينِ معاً من عدوٍ خفيٍّ اسمُه كورونا. للهِ في خلقِه شؤون.
المصدر: قناة المنار