تضع نوبات الغضب التي يتعرض لها الطفل مهارات الأمومة والأبوة في اختبار حقيقي، خاصة عندما يحدث ذلك في مكان عام. تعتبر نوبات الغضب جزءاً من عملية نمو الطفل في مرحلة معينة، وهي حالة من البكاء وجذب الانتباه بالصراخ، والغضب، وقد يصاحبها بعض الضرب باليدين أو الركل. وتسبب نوبات غضب الطفل إحراجاً للأبوين أمام الآخرين.
عندما يتعرض الطفل (وأيضاً الشخص البالغ) لصدمتين متتاليتين، تقوم الأولى بإثارة البكاء، والثانية إذا حدثت متلاحقة تثير سلوكاً جسدياً غاضباً. تشير نوبة الغضب إلى وجود انهيار داخلي لدى الطفل يتم التعبير عنه جسدياً بالبكاء والنحيب.
من ناحية أخرى، تؤثر مشاعر الأم على الطفل وهي الركن الأساسي بالنسبة لبناء الطفل طريقة تعامله مع مشاعره في المستقبل. إذا كانت الأم غير سعيدة، وترفض الطفل سيشعر الصغير بذلك حتى وهو داخل رحمها.
يؤثر سلوك الأبوين على سلوك الطفل وشخصيته. يتبادل الطفل مع أبويه ردود الأفعال تجاه تصرفاتهم. ومن ناحية أخرى يتعلم الأطفال في المدرسة كيفية التصرف بسلوكيات منضبطة، ويتطلب ذلك أن يترجم الآباء تقديرهم لهذا الانضباط من خلال مشاعر المحبة والثناء، وقد يلجأ الطفل إلى نوبات الغضب ليخبر أبويه أنه لا يحصل على ما يتوقعه من التقدير.
عملية تقدير الطفل والاهتمام به لعبة ذات حدين. فالاهتمام الزائد والاهتمام المتأخر يولّدان نوبات غضب لدى الصغير.
مثلاً، عندما يقدم الآباء للطفل كل التقدير والاهتمام قبل أن يسأل الطفل ويطالب بذلك. أي لا يكون هناك توازن في طريقة تقدير الطفل، قد يؤدي هذا الأسلوب إلى أن يلجأ الصغير إلى نوبات غضب كبيرة ليطالب بالمزيد.
كذلك تأخير التقدير والثناء والاهتمام بما يفعله الطفل يرسل رسالة مفاددها عدم المحبة، ويكون الناتج نوبة غضب من الصعب ضبطها.
لذا، التقدير والاهتمام المتوازن بالطفل ينزع فتيل نوبة الغضب، ويجعله يشعر أنه عليه القيام بتصرفات منضبطة مثل التي يفعلها في المدرسة لينال الثناء والتقدير.
نصائح:
* اجعل حبك لطفلك بسيطاً، لا تشوش الطفل وتربك مشاعره بكثرة الماديات، أو بعبارات تقدير صعبة.
* لا تتفاوض مع طفلك وتعرض إعطاءه شيئاً مقابل أن يوقف البكاء، أو تهدده بحرمانه من شيء إذا لم يوقف بكاءه. فقط أخبره ما يجب عليه أن يفعله بهدوء.
* كن حاسماً وفي الوقت نفسه احرص على أن تنقل محبتك للطفل.
المصدر: مواقع