أعادت شركة فولكسفاغن افتتاح أكبر مصنع للسيارات في العالم في فولفسبورغ بألمانيا، بعد أن أجبر فيروس كورونا الشركة على الإغلاق لأطول فترة في تاريخها الذي يبلغ 82 عاماً.
وأجرت أكبر شركة لتصنيع السيارات في العالم 100 تغيير على طريقة عمل مصانعها وهي تحاول استئناف أعمالها دون المخاطرة بصحة مئات الآلاف من العمال. وتؤكد تجربتها المهمة الصعبة التي تنتظر المصنّعين بينما يستأنفون أعمالهم في عالم لا يزال يعاني من جائحة فيروس كورونا.
ووفقاً لبيرند أوسترلوه، كبير ممثلي العمال في فولكسفاغن فإن الشركة “لم يسبق لها أن طورت وأنتجت وباعت السيارات في ظل هذه الظروف من قبل”.
ويقع مصنع فولفسبورغ العملاق على ضفاف قناة ميتل لاند التي تربط الموانئ البحرية والموانئ الداخلية في أوروبا. وقد بني المصنع في العام 1938 لإيواء العمال في مصانع فولكسفاغن، ولا يزال اليوم المقر الرئيسي للمجموعة، حيث أنتجت أكثر من 45 مليون سيارة منذ العام 1945.
وقد أغلق المصنع في 19 مارس/آذار عند انتشار الفيروس في أنحاء أوروبا، ودفع شركات صناعة السيارات إلى وقف الإنتاج عبر القارة بعد إغلاق الحدود وفرض عمليات الإغلاق الوطنية. ويرمز اليوم إعادة افتتاحه إلى جهود أوسع لبدء عمل الاقتصادات في أوروبا، حيث يعمل حوالي 14 مليون شخص في وظائف مرتبطة بقطاع السيارات.
ويمتد مجمع المصنع على مساحة 6.5 مليون متر مربع، وأنتج العام الماضي حوالي 700 ألف سيارة، أي ما يقرب من 3500 سيارة في اليوم. ويعمل في الموقع حوالي 63 ألف شخص، أي تقريباً نصف سكان المدينة التي يأخذ اسمها.
ولم تكن إعادة افتتاح المصنع بالمهمة السهلة، إذ يعتمد فولفسبورغ على سلسلة توريد تمتد عبر 71 دولة وأكثر من 2600 شركة، تتعامل كلها مع تداعيات فيروس كورونا حالياً. وقد وضعت فولكسفاغن 100 إجراء مختلف للصحة والسلامة بالاتفاق مع موظفيها، تعرض جميعها على أكثر من 8 آلاف ملصق في المصنع.
وتخطط الشركة لزيادة إنتاجها ببطء، تماشياً مع توافر قطع الغيار والمتطلبات الحكومية والطلب على السيارات، والذي انهار مع انتشار الفيروس. وتتوقع بناء 1400 سيارة في فولفسبورغ هذا الأسبوع، لترفع الإنتاج إلى 6 آلاف سيارة الأسبوع المقبل، أو إلى معدل حوالي 40٪ من إنتاج ما قبل الوباء.
وسيعود للعمل في خط الإنتاج بالمصنع بداية، 8 آلاف عامل بدلاً من 20 ألف عامل. وستخفض ساعات العمل في البداية لبعض الموظفين، مع ترتيب أوقات التناوب كي لا يتواصل العمال في المناوبة الأولى مع الثانية. وسيُتوقع من العمال فحص درجة حرارتهم وتغيير زيهم الرسمي في المنزل كل صباح، وليس في الموقع. كما سيُطلب منهم استخدام أكواعهم لفتح الأبواب والسير في خط واحد بمجرد الدخول، واتباع العلامات على الأرض للحفاظ على المسافة بين الناس.
كما سيفرض تطبيق التباعد الجسدي أثناء اجتماعات الفريق وخلال فترات استراحة الغداء، مع تقليل عدد المقاعد في الأماكن العامة وتحويل غرف الاجتماعات إلى مساحات مكاتب، بينما ستبقى المقاصف مغلقة وسيطلب من العمال إحضار وجباتهم الخاصة معهم، فضلاً عن إزالة موزعات المياه مؤقتاً لتقليل احتمالية الإصابة، وضبط مكيفات الهواء لتدوير أكبر قدر ممكن من الهواء النقي.
المصدر: سي ان ان