يبدو أن العلاقات الصينية العربية عميقة وتاريخية تعود إلى مئات السنين، إذ أن الزيارات المتبادلة بين العرب والصينيين في إطار التجارة واستكشاف العالم الخارجي شهدت على زيارة أول صيني إلى مكة المكرمة منذ 7 قرون.
وكشفت وثائق تاريخية صينية عن زيارة أول بحار صيني مسلم، إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة خلال الفترة ما بين 1360م – 1424. وتوضح الوثائق أن العلاقات تعود إلى ما قبل ذلك بكثير، تحديدا إلى ما قبل 13 قرنا، حين زار أول عربي الصين في عهد الخليفة عثمان بن عفان عام 651م.
وجاءت زيارة البحار الصيني حجي محمود شمس (جينغ خه) لمكة المكرمة والمدينة المنورة خلال رحلة أمر بها الإمبراطور مينغ تشينغ الذي حكم الصين خلال الفترة من 1360 – 1424، ليقود أسطولا بحريا كبيرا في رحلة إلى دول منطقة غرب المحيط الأطلسي والمحيط الهندي استمرت 28 عاما، بغية زيادة التبادل التجاري بين الصين والعالم الخارجي.
وخلال هذه الرحلة الطويلة زار شمس الذي عاش ما بين أعوام ( 1317 – 1433) الجزيرة العربية منطلقا من ميناء (كلكتا الهندي) حتى وصل إلى ميناء جدة، ومن جدة توجه إلى مكة المكرمة التي شرب منها ورفاقه ماء زمزم، ثم زار مسجد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة المنورة.
ودونت هذه الرحلة في كتاب حديث، صدر عن مركز الترجمة في جامعة الملك سعود باللغة العربية، بعنوان (موجز تاريخ التبادلات الثقافية بين الصين والعالم العربي) ، للباحث الصيني في مجال التاريخ والدراسات الصينية العربية سونغ سيان الذي ولد عام 1946.
وتناول سونغ سيان في كتابه تفاصيل تاريخ العلاقات بين العرب والصينيين، بما في ذلك تاريخ دخول الإسلام للصين خلال الفترة من 618 – 907، وأوائل من دخل الإسلام من الصينيين.
وتناول سيان موضوع مكانة اللغة العربية بوصفها لغة التجارة الدولية المستخدمة في الأوساط التجارية والعلمية الدولية في ذلك الوقت لعدة قرون على حد قوله، مستعرضا قصة منطقة (شينجيانغ الصينية) التي استخدمت الحروف العربية في عملاتها الفضية في مطلع القرن العشرين، حيث كان يكتب على وجهي العملة الرموز الصينية والحروف العربية.
واشتمل الكتاب على خمسة أبواب استعرضت تفاصيل تاريخ التبادلات الثقافية بين الصين والعرب منذ مطلع القرن السابع الميلادي حتى مطلع القرن التاسع عشر، علاوة على قصص حركة التبادلات التجارية بين العرب والصينيين عبر طرق الحرير، وعصر تأثير الطب العربي القديم في الطب الصيني، وانتشار الفنون العربية في الصين.
المصدر: سكاي نيوز