كشفت دراسة حديثة أن الثناء والمديح له تأثيرات إيجابية على مستوى التركيز لدى الأطفال، وأن هذا التفاعل يمكن أن يعزز الحضور الذهني للطفل بنسبة 30%، بحسب ما توصلت له مجموعة من علماء النفس الأميركيين في دراسة نشرت مؤخرا.
وقالت ناتاليا تيخوميروفا، في تقرير نشره موقع “آف بي ري” الروسي، إن هذه الفرضية ربما تحتاج للمزيد من الدراسة من أجل تأكيدها، لكن بات من الواضح من خلال التجارب أن الطريقة التقليدية المتمثلة في التخويف من الحصول على علامات سيئة في الامتحان، لا تجدي نفعا.
تعزيز انتباه الأطفال في الحضانة والمدرسة
ولفتت الكاتبة إلى أن جعل الأطفال ينتبهون إلى ما يتم تعليمه لهم هو أمر في غاية الصعوبة، وباتت هذه المهمة شبة مستحيلة في الوقت الراهن، ولا سيما بسبب التطور التكنولوجي وأجهزة الهواتف وكثرة الشاشات أمامهم.
وعلى سبيل المثال، توصلّت دراسة أجريت في جامعة واشنطن إلى وجود رابط بين متابعة البرامج التلفزيونية وضعف التركيز، وبيّنت أنه كلما زاد الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام شاشة التلفاز، أصبح تركيزهم أضعف. فكيف يمكن مساعدة الطفل على تجاوز هذا الإشكال وتعزيز انتباهه وقدرته على المتابعة؟
أساليب الرعاية في المنزل
الثناء والتوبيخ ثنائيتان تستخدمان بشكل يومي من قبل الأبوين والمدرسين. ولكن لطالما كان هنالك خلاف حول الطريقة المثلى والأكثر تأثيرا على الطفل في هذه المرحلة.
يعتقد بعض الخبراء أن عدد مرات الثناء يجب أن تكون خمسة في مقابل كل مرة يتم فيها توبيخ الطفل، فيما يعتبر آخرون أن النسبة يجب أن تكون ثلاثة في مقابل واحد. لكن من الواضح أن التعزيز الإيجابي يجب أن يكون أكثر من ردود الفعل السلبية.
كما توصل باحثون أميركيون إلى أن الثناء والمديح يحدثان تأثيرا إيجابيا في مستوى تركيز الأطفال في المدرسة الابتدائية، ويقول هذا الفريق الذي تقوده عالمة النفس باولا كالداريل -في مقال نشر في مجلة علم النفس التربوي- إن “المديح يعزز الحضور الذهني للطفل بنسبة 30%”.
نصائح لمساعدة طفلك
واستعرضت الكاتبة مجموعة من النصائح والمعلومات البسيطة التي من شأنها مساعدة الطفل:
1- من الأفضل أن تُطبق ما تنصح به أطفالك، لأنهم في النهاية سيقلدون كل ما تفعله، وإذا كنت تريد منهم التقليل من مشاهدة التلفاز أو ألعاب الفيديو، فيجب أن تكون أنت القدوة.
2- ينبغي عليك منح أطفالك المزيد من الانتباه، وإذا أظهر طفلك القدرة على التركيز على تمرين إلى حين الانتهاء منه وحله، فينبغي عليك أنت أيضا أن تتابعه وتركز عليه وتقدم له الثناء والتشجيع خلال كافة المراحل.
3- ينصح الخبراء بالتحدث مع الطفل حول مضاعفات ونتائج كل تصرف يقوم به، حيث إن تأخير إنجاز الأعمال مثلا يؤدي لتكديسها، لذا يساعد تنظيم المهام اليومية على النجاح.
وتعد هذه من النقاط الأساسية التي يجب شرحها للطفل، حتى يفهم منذ وقت مبكر خطورة سلوك المماطلة وتأجيل عمل اليوم إلى الغد.
4- ينبغي تعليم الطفل كيفية التنظيم الذاتي، ومساعدته على وضع أهداف معقولة وقابلة للتحقيق، وتقسيمها إلى مراحل وأجزاء صغيرة، للحفاظ على التحفيز والحماس.
5- ساعد أطفالك على تناول الغذاء الصحي، حيث إن التوتر ونقص العناصر الغذائية في الجسم أو تدهور جودة النوم، كلها عوامل تؤثر سلبا على التركيز. كما أن ضعف الانتباه لدى الطفل قد يخفي وراءه مشاكل عصبية أو طبية.
6- يتعين على الأب والأم أن يبحثا عن وجود أسباب أخرى أكثر خطورة من المحتمل أن تكون وراء ضعف تركيز الطفل، إذ إن هذه المشكلة قد تكون في بعض الأحيان علامة على أنه يتعرض للتنمّر والمضايقة في المدرسة أو الشارع، أو أن علاقته سيئة بأقرانه.
المصدر: موقع آف بي ري