أكثرَ العدوُ من مناوراتِه العسكرية، استرجعَ تجاربَه الميدانية، وقرأَ جبهتَه الداخلية، فكانت النتيجة: أنَ على الجمهورِ الاسرائيلي تدبرَ امورِه بنفسِه في ايِ حربٍ مقبلة. هذا ما قالَه قائدُ المنطقةِ الشماليةِ في ما يُسمى جبهتَهم الداخليةَ الجنرال عرن ماكوف لصحيفةِ معاريف. وهو العارفُ بالواقعِ العسكري واللوجستي الاسرائيلي، وببعضِ ما اعدَّه لهم المقاومونَ في ايِ حربٍ مقبلة.. نصيحةٌ رفعَها ماكوف للمستوطنينَ عبرَ الاعلام، مع علمِه بانهيار السلطاتِ المحليةِ في المنطقةِ الشماليةِ خلال حرب تموز على لبنان كما قال .. واَتبَعَ قولَه: لا جدوى من اِخلائِكم اثناءَ الحرب، فصواريخُ حزبِ الل ستطالُ كلَ العمقِ الاسرائيلي..
تصريحاتٌ اصابت الكيانَ العبريَ بحقيقةٍ يعرفُها جُلُّ الصهاينةِ وحلفاؤُهم واعداؤُهم.. حقيقةٌ صَنعتها المقاومةُ وسلاحُها وخِياراتُها، واِنِ اختارَ البعضُ طريقَ المكابرة.. او اختارَ طريقَ العدوِ صلحاً ومسالمة، كما فعلَ ما يُسمى “جيشَ الاسلامِ” في سوريا، ملتحقاً بمشغِّليهِ السعوديينَ المعزِّزينَ لقنواتِ التواصلِ الرسميةِ معَ الاسرائيليينَ بحسبِ ما كَشفَت الصحفُ الاميركية..
ولعلَ من نتائجِ هذا التقاربِ على ما يبدو، انْ اخذَ الجيشُ السعوديُ بنصيحةِ الجنرالِ الصهيوني عرن ماكوف، ففرَّ من مواقعِه العسكريةِ في نجران امامَ تقدمِ الجيشِ اليمني واللجان، تاركاً السعوديينَ في تلك المنطقةِ ليَتَدبَّروا امورَهم بانفسِهم ..