ملف ساخن | حزب الله يضرب تل أبيب.. التفاوض تحت النار ليس حكرا على “إسرائيل” – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

ملف ساخن | حزب الله يضرب تل أبيب.. التفاوض تحت النار ليس حكرا على “إسرائيل”

تل ابيب - بني براك - طوفان الأقصى - حزب الله
ذوالفقار ضاهر

ما عاد خافيا على أحد أن العدو الاسرائيلي يحاول فرض شروطه على لبنان عبر زيادة الضغط الناري من خلال توسيع رقعة العدوان وقتل المزيد من المدنيين وتهديم البيوت وإلحاق الأضرار بالأماكن السكنية والتجارية من الجنوب الى البقاع مرورا بالضاحية الجنوبية وصولا الى العاصمة بيروت، بدون توفير الكثير من المناطق الاخرى، ما يعني انه يريد التفاوض مع لبنان تحت النار وزيادة القسوة عليه.

والعدو يسعى باتباع هذا الاسلوب معتقدا ان ذلك ينفعه في تحقيق مكاسب سياسة وأمنية قد تنفعه في المستقبل لحماية نفسه من المقاومة أو أنها قادرة على تأمين الحماية للمستوطنين الصهاينة الذين هربوا من نيران المقاومة الاسلامية في شمال فلسطين المحتلة وصولا الى مناطق الوسط التي باتت تضرب يوميا من قبل “رجال الله أولي البأس الشهيد” من أبناء الشهيد القائد سيد شهداء الامة السيد حسن نصر الله.

فالعدو يحاول الحصول على التزامات من لبنان لتحقيق بالسياسة مكاسب في “الوقت الضائع” عجز عن تحقيقها طوال الاشهر الماضية في الميدان لا سيما منذ توسيع عدوانه على لبنان في شهر ايلول/سبتمبر 2024.

بالفيديو | تل أبيب تحت النار.. اصابة مباشرة لمبنى في تل أبيب

لكن هل فعلا العدو قادر على تحقيق ما يريد من خلال توسيع رقعة النار والاعتداءات هنا وهناك وصولا الى بيروت؟ هل المقاومة وشعبها سيقدمون للعدو أي تنازلات خاصة بعد كل التضحيات التي بذلت وفي مقدمتها استشهاد السيد نصر الله؟ هل المفاوض الرسمي اللبناني قائد حركة أمل ورئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري يمكن ان يعطي العدو الاسرائيلي ما عجز عن تحقيقه منذ اندحاره عن لبنان في العام 2000؟

الواضح أن المقاومة الاسلامية ترد الصاع للعدو بنفس الطريقة وباتت تلقنه دروسا وفنونا من “التفاوض تحت النار”، فصواريخ المقاومة تضرب قلب تل ابيب ردا على استهداف العدو قلب بيروت من رأس النبع ومار الياس وصولا الى زقاق البلاط، فألاعيب العدو ترتد عليه وبات يجني ثمار رهاناته الخاطئة بتراجع المقاومة او كسر عزيمة شعبها.

قصفت المقاومة الإسلامية مساء الاثنين قاعدة “تل حاييم” في مدينة تل أبيب المحتلة، بصليةٍ من الصواريخ النوعيّة، وسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية.

وأكدت المقاومة في بيان إن الصواريخ والمسيرات أصابت أهدافها بدقّة. وأوضحت أن القاعدة تبعد (120 كلم) عن الحدود اللبنانية الفلسطينية. ولفتت إلى أن قاعدة “تل حاييم” تتبع لشعبة الاستخبارات العسكرية في جيش العدو الإسرائيلي.

وفي بيان سابق الاثنين، أعلنت المقاومة الإسلامية أنها نفذت هجومًا جويًا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة النوعيّة على نقاط عسكريّة حساسة في مدينة تل أبيب. وبالمقابل، فشلت القبة الحديدة باعتراض صاروخ باليستي أطلق من لبنان بحسب ما أفادت وسائل اعلام العدو، حيث سقط في منطقة تل أبيب.

وأدى سقوط صاروخ باليستي بحسب اعلام العدو إلى اندلاع حريق في منطقة “رمات غان”، حيث أشار قائد شرطة “تل أبيب” إلى أن هذه “إصابة مباشرة”، مؤكداً أن ما جرى في تل أبيب “ليس صاروخا اعتراضيا أو أي شيئا من هذا القبيل ولكنه صاروخ ثقيل مباشر”.

وأصيب عدد من المستوطنين الصهاينة اثر سقوط الصاروخ بحسب اعلام العدو في “تل أبيب”، حيث أدى أيضاً إلى وقوع أضرار في عدة مبانٍ، وحافلة ركاب فارغة، كانت قريبة من الموقع.

هذا العدو سيجني قريبا ثمن قراءاته الواهية لحجم المعركة التي ورّط نفسه فيها، فالدخول الى لبنان في العام 2024 ليس كما كانت الحال عليه في العام 1982 والثمن الذي يحاول العدو تدفعيه للبنانيين يجنيه بدفعات سريعة وبشكل شبه يومي بدون أي تهاون من قبل المقاومة التي لم يهزها أي شيء ولو كانت ضربات قاسية استهدفت بعض قياداتها.

فالميدان تحكمه توازنات ومعادلات كتبت بدماء الشهداء وفي مقدمتهم قادة عظام كالسيد نصر الله ورفاق دربه كالحاج إبراهيم عقيل (الحاج عبد القادر) والسيد محسن شكر والحاج ابو الفضل كركي وغيرهم.

في السياق، فقد كرر العدو الاسرائيلي عدوانه على بيروت يومي الأحد والإثنين (17 و18 تشرين الثاني/نوفمبر)، حيث استهدف ظهر الأحد منطقة رأس النبع واغتال مسؤول العلاقات الاعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف مع بعض معاونيه خلال تواجدهم في مركز حزب البعث العربي الاشتراكي، كما استهدف مساء الاحد منطقة مارالياس مستهدفا سوقا تجارية، وغروب الاثنين استهدف محيط مجمع السيدة الزهراء(ع) في زقاق البلاط حيث ارتقى عدد من الشهداء، كل ذلك دفع بالمقاومة الى الرد سريعا باستهداف تل ابيب (مساء الاثنين بعد أقل من ساعتين من استهداف زقاق البلاط ببيروت) لايصال رسالة سريعة للعدو ان التفاوض تحت النار قاعدة لا تنطبق فقط على لبنان ومقاومته وانما تشمل ايضا الكيان الغاصب المؤقت الذي سيدفع الاثمان كما يدفعها لبنان وفلسطين.

علما ان هناك تسريبات إعلامية تتحدث عن حدوث تطورات في ملف المفاوضات لوقف اطلاق النار ووقف العدوان الصهيوني على لبنان، وان هناك ورقة قُدمت من الادارة الاميركية تتضمن رغبات العدو، سيدرسها لبنان للاجابة عليها، كما تم الحديث ان المبعوث الاميركي سيصل الثلاثاء الى بيروت لمتابعة المناقشات حول هذه الورقة، وانطلاقا من ذلك فُهم التصعيد الاسرائيلي بأنه ضغط للتفاوض مع لبنان ومقاومته تحت الناس، ما استوجب الردود المناسبة والدقيقة من قبل المقاومين.

وحول كل ذلك قال المحلل والكاتب السياسي العراقي ماجد الشويلي في حديث لموقع قناة المنار إن “من يتابع تطور وتنامي قدرات حزب الله يدرك مدى قدرته على التكيف مع كل المحطات الصعبة التي مر بها ومن ثم استلهام الروح الوثابة لخلق المعجزات”.

وتابع الشويلي “من أهم مؤشرات الانتصار الذي بتنا على مشارفه هو امتلاك حزب الله للاستراتيجيات التي كانت سابقا حكرا على العدو لتحقيق مشاريعه وفرضها على دول المنطقة، ومنها قدرة العدو على التفاوض تحت النار والتصعيد عسكريا لفرض ما يريد خلال فترة التفاوض”، واضاف “لكن حزب الله اليوم بات يملك هذه القدرة عبر دكّ حصون تل ابيب خاصة عشية وصول هوكشتاين الى بيروت للبحث في كيفية تطبيق الرؤية الصهيونية”.

ولفت الشويلي الى انه “بعد القصف الصهيوني الأهوج على الأبرياء في بيروت والضاحية وغيرها من المناطق لفرض ما يريد جاء الجواب من حزب الله الذي رد الصاع صاعين عبر إطلاق صواريخ باتجاه تل ابيب تجاوزت كل انظمة الدفاع الصهيونية”.

ورأى الشويلي ان “هذه رسالة عميقة من حزب الله للقول إنه ولّى الزمن الذي تفرض إسرائيل إرادتها على شعوب المنطقة وأنه كلّما فكرت بالتصعيد نحن لدينا القدرة على التصعيد اكثر هذا من جهة”، وتابع “من جهة ثانية الحزب أراد بهذه الرسالة القول إن المقاومة هي من لديها القول الفصل في هذه المفاوضات وليس العدو”.

واكد الشويلي ان “هذا أمر وتحوّل نوعي لا يمكن المرور عليه مرور الكرام، فحزب الله قادر على إيلام العدو عسكريا وسياسيا واستراتيجيا، فكما منع الحزب العدو من التقدم بريا في الاراضي اللبناني ما شكل ضربة موجعة للصهاينة، اليوم يوجه الحزب ايضا للعدو ضربة استراتيجية جديدة بإفشال خطته بالتفاوض تحت الناس لفرض إرادته على لبنان واللبنانيين”، كما حيا الشويلي “أبطال المقاومة الاسلامية الذين بهم يحقق الله النصر والعزة لهذه الامة”.

وبانتظار ما ستؤول إليه المباحثات والمناقشات والجولات السياسية والدبلومالسية المرافقة للقتال في الجبهة، سيبقى الرهان على الميدان وما يحققه رجال الله هناك في سبيل الدفاع عن لبنان وشعبه وسيادته وعدم التفريط بأي حق من الحقوق ومنع العدو من الحصول على أي منجرات يروّج أنها انتصارات، ولو اتبع في ذلك سبيل المكر والخداع، وما عجز عن تحقيقه عسكريا لن يتمكن من الحصول عليه سياسيا.

المصدر: موقع المنار